التقى الرئيس بعدد محدود من المثقفين فى حضور وزيرى الثقافة والإعلام، امتد اللقاء حوالى خمس ساعات، اتفق كل من حضره على حرارة اللقاء، وسعة صدر الرئيس، وترحيبه بمناقشة كل الموضوعات التى دارت فى خلد المثقفين، الذين طرحوا عدداً من القضايا وكونوا عدداً من الانطباعات! شارك فى اللقاء كل من وزيرى الثقافة فاروق حسنى والإعلام أنس الفقى، إضافة للكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر وصلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة والدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة والكاتب يوسف القعيد والدكتور فوزى فهمى والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى والروائى خيرى شلبى والدكتورة سامية الساعاتى وعائشة عبد المحسن أبوالنور، فيما اعتذر عن اللقاء القاص إبراهيم أصلان الذى وصلته الدعوة أثناء سفره للغردقة. أكد الرئيس فى لقائه برموز الفكر على وحدة النسيج الوطنى وعدم التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، كما أطلعهم على موقف مصر من القضايا الخارجية المختلفة ورؤيتها الاستراتيجية للأوضاع الداخلية والخارجية. كما شرح السيد الرئيس الجهود التى تبذلها مصر فى سبيل إنجاح المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وعلاقات مصر العربية. كما حث الرئيس المبدعين على تناول تاريخ حرب أكتوبر والانتصارات المجيدة التى تحققت وإعادة إحياءها فى ذاكرة الوطن.. وأكد الرئيس على حرصه على حرية التعبير وتطور مسيرة الديمقراطية ودعم الدور الوطنى الذى يقوم به المفكرون والمثقفون وطرحهم للأفكار والرؤى لمستقبل الوطن وطموحاته.. وقد تحدثنا إلى عدد من المفكرين الذين حضروا لقاء الرئيس مبارك لنعرف المزيد عن هذا اللقاء.. * الكاتب الصحفى ورئيس تحرير جريدة القاهرة صلاح عيسى قال: اللقاء كان طويلا استمر لعدة ساعات منذ التاسعة والربع صباحا وحتى الثانية والربع ظهرا تناول خلالها الرئيس طائفة واسعة من الموضوعات كالعلاقات المصرية الدولية والمصرية العربية، والشئون الداخلية، والموضوعات الثقافية، كما جرى الحديث حول القمة الثقافية العربية وأهمية مشاركة مصر، والحديث عن دعم المشروع القومى للترجمة، وارتفاع مكانة مصر فى مجال الترجمة ووعد الرئيس بدعم المشروع ب 15 مليون جنيه من تبرعات رئاسة الجمهورية أى من خارج ميزانية الدولة، و5 ملايين لصندوق اتحاد الكتاب لدعم الرعاية الصحية، وافتتاح المؤتمر العام للمثقفين، ورأى أن شهر يناير هو أكثر ملائمة لهذا الحدث من شهر ديسمبر. كما أثيرت موضوعات مهمة مثل وضع مصر ووضع تصور أو استراتيجية حتى منتصف القرن القادم وقال الرئيس إن هناك لجاناً تعمل فى ذلك، وتحدثنا حول أهمية وجود تنسيق بين وزراء الثقافة والإعلام والتعليم والأوقاف حتى يوجد نوع من التناغم لتأكيد قيم المواطنة وشحذ الانتماء الوطنى، وجرت مناقشة مطولة حول الفتنة الطائفية،ودور الإعلام، وقال الرئيس إنه حريص كرئيس للدولة وكمصرى أن يكون كل المصريين متساويين بصرف النظر عن الدين، ولا نوافق على أى عمل يمكن أن يفتت وحدة الوطن أو جره بعيدا عن الهموم الحقيقية للشعب، واقترحنا طائفة من الإجراءات للحد من ارتفاع أسعار سلع الاستهلاك الشعبى، وقد رأى الرئيس تغيير نمط الاستهلاك وتفعيل دور المجتمع المدنى، وكانت لديه معلومات كافية وبعضها ليس لدينا، ولكن على جانب آخر نقلنا له كل ما يقلقنا. * الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى قال:استمر اللقاء حوالى أربع ساعات، كان هناك تبادل لوجهات نظر حول الحاضر والمستقبل والاستفادة من الخبرات والتجارب، وكل ما يمكن تصوره بين مثقفين مخلصين لبلادهم ورئيس مشارك لما يعتنقونه من مبادئ وما يتمنونه من غايات، ردود أفعال الرئيس كانت إيجابيه جدا، وكذلك المثقفون، وكانت هناك وعود ليست مجرد وعود لكنها سياسات مقررة بالفعل، كما لم تكن هناك موضوعات حساسة لأن كل الموضوعات تطرح فى الصحف، أما عن انطباعه فيقول أحمد عبد المعطى حجازى إنه مسرور ومتفائل ومقدر وراضٍ عما تم بشكل عام فى اللقاء، وهو التفاهم الكامل بين الرئيس والمثقفين. * تحدث محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب عن هذا اللقاء وقال:انطباعى أن اللقاء كان حميمياً وناقش كل القضايا على الصعيد الداخلى والخارجى ، وحرب أكتوبر وعلاقتنا بأمريكا وإسرائيل، والعلاقات المصرية والعربية واتسم بالصراحة الكاملة وكان الرئيس بصحة جيدة ومتقد الذهن، حتى إننا تعبنا وهو لم يتعب فى نهاية اللقاء. يقول أيضا: لقد اقترحت أن يكون هناك احتفال بالمثقفين يسمى يوم الإبداع وتخصص الدورة الأولى لتسليم جوائز الدولة فى السنوات الماضية، ووافق الرئيس أن يكون ذلك فى شهر يناير المقبل، وطلبت أن يكون هناك دعم لاتحاد الكتاب ووافق الرئيس على الفور على منحنا مبلغ خمسة ملايين جنيه، وأن يكون هناك علاج للكتاب والمفكرين فى الخارج، فإذا كنا نقدر على العلاج فى الداخل فإننا لا نقدر عليه فى الخارج ووافق على أن يتم هذا، لكل من يستحق، كما طلبت أن تكون هناك كوتة لعلاج الكتاب، لكن الرئيس لم يوافق حتى لا تكون سابقة للفئات الأخرى من غير الكتاب، لكنه وعد أن كل من يحتاج علاج فى الخارج سيوافق له. * دكتورة سامية الساعاتى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس اعتبرت أن إنسانية الرئيس وحميميته هى أهم ما خرجت به من هذا اللقاء وقالت:التقيت بالرئيس أكثر من مرة خلال معرض الكتاب، فى لقاءاته بالمثقفين، لكن هذا اللقاء كان بالفعل لقاء جميلا وكان يتحدث بحميمية شديدة، مما شجعنا على الحديث فى أى موضوع يخطر على بال أى منا، وكان صدره متسعا لكل الملاحظات، وقد أجاب عن كل الأسئلة بلا تحفظات. قلت له حمدا لله على السلامة لعودتك إلى مصر، وحمدا لله لعودتك للمثقفين، فنحن لم نلتق منذ 2005، وقلت له إننى عندما حصلت على جائزة الدولة للتفوق، وانتظرت أن يسلمنا الرئيس الجائزة، وانتهى الأمر بأن سلمها لى موظف، وشعرت أن فرحتى وئدت فى جائزة الدولة فالتكريم إن لم يكن من الرئيس فلا طعم له! وقد وافق على هذا وطلب من وزير الثقافة تحديد وقت لتسليم الجوائز، واقترحت أيضا أن يكون اللقاء كل ثلاثة أشهر، وعندما أثار الرئيس قضية الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، قلت للرئيس لو اهتممنا بالتنشئة الاجتماعية الصحيحة يمكن التغلب على ما يحدث، وتساءل الرئيس عن الكيفية قلت: والدى قال إنه تعلم فى مدارس أقباط، وصديقتى فى الطفولة كانت قبطية، ولم يكن هناك شئ، حتى أننا كنا نتشارك فى طقوسنا، فقال الرئيس إنه لا يتعامل مع الناس حسب الديانة أو النوع سواء رجل أو امرأة ولكن حسب الكفاءة. لم يوجه انتقادات أو ملاحظات للمثقفين، لكن فى كثير من القضايا مثل الاقتصاد وارتفاع الأسعار، كان يطرح تساؤلا: كيف تحلون هذا الأمر؟ لم يكن حوارنا معه مجرد تلق للمعلومات، لكنها كانت جلسة ودية، فشعرنا بالقرب الشديد منه، فلم تكن جلسة استماع ولكنه كان حوارا مستمرا! كما تناول جولاته الخارجية، وذكرياته فى حرب أكتوبر، وطلبنا منه عمل فيلم عن حرب أكتوبر، ولاحظت أن الحاسة الإنسانية لديه عالية، فقد حكى لنا أكثر من حكاية عن تفاعله شخصيا مع الفقراء فى مواقف لا يعرف بها أحد.