أكثر من سبعمائة قطعة عملة مصنوعة من الذهب والفضة والبرونز يمتد تاريخها من نهاية الأسرة 30 الفرعونية وحتى العصر المملوكى الإسلامى، تُعرض حالياً فى إحدى قاعات المتحف المصرى بالقاهرة، فى أول معرض يحكى تاريخ مصر السياسى والاقتصادى والدينى من خلال مجموعة نادرة من العملات تحمل العديد من الصور لملوك وملكات و آلهة أيضاً. ففى القاعة 44 بالمتحف المصرى يقام حالياً أول معرض مؤقت للعملات الأثرية يضم مجموعة نادرة من العملات تعرض لأول مرة. وعن هذا المعرض يقول د. زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار: إنه يأتى ضمن سلسلة المعارض المؤقتة التى يقوم المجلس بتنظيمها داخل المتحف المصرى عبر العصور حيث يضم المعرض مجموعة من العملات ترجع إلى فترات تاريخية مختلفة ومتنوعة هذا بالإضافة إلى مجموعة من السبائك الذهبية ترجع إلى القرن الرابع الميلادى وحزام من الذهب تتوسطه ميدالية مُثبت داخلها قطعة عملة من الذهب للملك «بطليموس الثالث». ويقول محمد عبد الفتاح رئيس قطاع المتاحف: إن المعرض يضم أول مجموعة من العملات الذهبية ترجع إلى نهاية التاريخ المصرى القديم وبداية العصر اليونانى فى مصر وكانت تُدفع هذه العملات كرواتب للجنود اليونانيين الذين ساعدوا المصريين فى حروبهم ضد الفرس بينما ظل المصريون كما اعتادوا منذ بداية عصورهم الفرعونية على استخدام المقايضة فيما بينهم. وهذه المجموعة من العملات التى نُقش عليها بالهيروغليفية تُعد من المجموعات النادرة حيث يوجد منها حوالى عشرين قطعة فقط على مستوى العالم. وتضيف د. وفاء الصديق مدير عام المتحف المصرى: أن أهمية هذا المعرض فى أنه أول معرض يحكى تاريخ العملات فهو يضم مجموعة من العملات يتم عرضها لأول مرة تحكى تاريخ مصر السياسى والاقتصادى والدينىمن خلال ماتحمله من كتابات وصور فهناك عملات عليها صور الإسكندر الأكبر وكليوباترا وبطليموس الأول والثانى والثالث والإمبراطور تراجان وهناك عملات إسلامية أيضاً من العصر المملوكى. ويقول سيد حسن مدير المتحف: إن المعرض يضم جرة من الفخار تحتوى على 171 عملة من الذهب ترجع للعصر الرومانى عُثر عليها تحت أحدجدران كنيسة فى منطقة الشيخ عباده بالمنيا هذا بالإضافة إلى تماثيل لبعض الآلهة التى كانت توضع صورهم على العملات مثل الإله «سرابيس» الذى يُعرض له رأس تمثال من الألبستر كما يضم المعرض أيضاً قوالب من الفخار لصب العملة. ويضيف سيد حسن: أن نظام المقايضة كان هوالسائد فى مصر طوال العصور الفرعونية بعد أن عرفت بعض الحضارات المجاورة النقود ولكن فى عصر الأسرة الثلاثين دخلت النقود مصر باسم الملك «نختنبو الثانى» حيث كانت تُدفع للجنود اليونانيين وبعد دخول الإسكندر مصر ظهرت النقود ووضعت عليها صورته وفى عصر الملك «بطليموس الأول» الذى تولى الحكم بعد الإسكندر تم صك النقود المصرية المستقلة من الذهب والفضة والبرونز وهو ماحدث فى العصر الرومانى حيث كانت توجد مضارب النقود فى الإسكندرية ثم ظهرت النقود ذات الطابع البيزنطى وأخيراً ظهرت النقود الإسلامية.