فتح الهجوم الشديد الذى تعرض له المسلسل السورى «ما ملكت أيمانكم»، واتهام مخرجه نجدت أنزور بالخروج عن الإسلام، وكذلك الحملة التى شنتها جماعة الإخوان المسلمين ضد مسلسل «الجماعة» ملف الوصاية على الأعمال الفنية، ومن يملك حق المنع والمنح، وبدلاً من جهة رقابية واحدة طالما عانى المبدعون منها، فوجئنا بعشرات الجهات الرقابية من الأزهر إلى الكنيسة، ومن رجال الأعمال إلى النقابات المهنية، كل منها يحاول أن يستعمل مقص الرقيب لحذف مالا يرضى عنه فى العمل الفنى.. فهل هذا من حقهم؟ ومن يحمى الإبداع من الرقابة والوصايا؟.. هذا ما نحاول الإجابة عنه من خلال هذا التحقيق.. * فى البداية يقول المخرج نجدت أنزور الذى وجهت له تهمة ازدراء الدين الإسلامى لأضواء العمل على مشاهد لمحجبات يتاجر رجال الأعمال بهن فى شبكات الرقيق الأبيض وممارسة بعض المنتقبات الحب فى الظلام وازدراء القرآن بسبب عنوان المسلسل المأخوذ من آية قرآنية.. علق على كل ذلك أنزور قائلا: إنه يقدم عملاً عن المرأة وحقوقها وعن الإسلام الحقيقى وفقاً لما قاله الله ورسوله وأتتطرق للصراع المذهبى بين السنة والشيعة واستعنت ببعض رجال الدين حتى لا أُتهم بنقل أو تقديم معلومات خاطئة والإساءة لأى من المذاهب الإسلامية. وأضاف أنزور أنه لا يوجد نص دينى سواء فى القرآن الكريم أو السنة النبوية تمنع استخدام مفردة أو جملة وردت بهما كعنوان لمؤلف أو كتاب كما أننى لم أسئ للإسلام بالعكس فمن يستعرض مشوارى الفنى يجد أننى قدمت مسلسلا اسمه «سقف العالم» دافعت فيه بشدة عن الثقافة الإسلامية كما أن المسلسل يعد مذكرات شخصية لأحد الجهاديين وهى موثقة. * ثانى الأعمال التى أثارت موجة من الهجوم على مؤلفه هو «الجماعة» واتهم كاتبه وحيد حامد بالإساءة إلى تاريخ الإخوان المسلمين وتم تقديم بلاغ للنائب العام لوقف عرض المسلسل وقام مؤلفه بتقديم بلاغ للنائب العام ضد أحمد سيف الإسلام نجل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين يتهمه فيه بالسب والقذف والتشكيك فى دينه. وقال حامد: إننى أملك كل الوثائق والمراجع التى تؤكد صدق ما ذكرته فى العمل وإذا كان هناك من يرى أننى تحاملت على أحد أو تجنيت على شخص فعلى المتضرر اللجوء للقضاء لأننى أرفض الدخول فى وصلات الردح والاشتباك الإعلامى معهم. وأضاف حامد: خصوم المسلسل هم السبب وراء حملات الهجوم عليه ومحاولة الإيحاء بأن صناع العمل من خصوم الإسلام لكنى أؤكد أن هذا المسلسل سيكون صفعة على وجه المنافقين لأنه ينتصر للإسلام كما تمت مراجعته بمعرفة علماء دين مشهود لهم بالكفاءة.. وكبار رجال التاريخ حتى نضمن صدق ما نعرضه على الشاشة. كما أننى لم أحرص فى هذا المسلسل على التطرق للحياة الخاصة لحسن البنا لأنها لا تهمنى بقدر أن هدفى من هذا العمل هو الإجابة عن سؤال كيف تحول رجل بدأ حياته كمصلح دينى إلى زعيم سياسى.. كما أن المسلسل يتعرض لفترة تاريخية مهمة من تاريخ مصر وحتى لا يتهمنى أحد بالإساءة للإسلام.. حرصت على فسخ تعاقدى مع المنتجين أمير شوقى وصادق الصباح لأن الأول مسيحى والثانى مسلم شيعى حتى لا تنطلق افتراءات بأن صناع العمل هم خصوم للإسلام.. وتعاقدت مع منتج مسلم هو كامل أبو على وكل صناع العمل مسلمون باستثناء مهندسى الديكور أنسى أبو سيف مسيحى. وأشار حامد إلى أنه رفض أن يقرأ أحمد سيف الإسلام نجل حسن البنا السيناريو الخاص بالمسلسل لأننى أرفض فكرة الوصاية على الإبداع كما أننى لم أعرض المسلسل على الأزهر لأنه ليس عملا دينيا بل تاريخى اجتماعى دينى. * وعلق الناقد مصطفى درويش رئيس الرقابة الأسبق على هذه القضية قائلاً: الاقتراب من الدين كان ولا يزال عندنا شيئا مخيفا والمبدع عندما يحاول الاقتراب فإنه يقترب وهو مرتعد وخائف وليست هناك الجرأة للتطرق للأمور الدينية أو حتى عرض أعمال عن شخصيات مضيئة فى التاريخ الإسلامى مثل الصحابة والمبشرون بالجنة أو حتى من العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بشكل حقيقى وليس هزليا كما حدث فى فيلم «حسن ومرقص».