يعرف المخرج وكاتب السيناريو والمنتج والروائي المصري أحمد فؤاد درويش، بكونه واحداً من عشاق السينما التسجيلية والوثائقية والروائية القصيرة، ما جعل لهذا النوع الأثر الكبير في تشكيل عالمه الخاص، وقدمّه كواحد من المخرجين المتميزين المخضرمين والأوفياء للسينما المصرية. ولقد استضاف صالون الأوبرا الثقافي في القاهرة، أحمد درويش، مساء الأربعاء 30 أيار(مايو) الجاري، على المسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية، في إطار النشاط الفني والثقافي التي تنظمة الأوبرا خلال شهر رمضان، ومن المفترض أن يستعرض اللقاء المحطات المضيئة في مشواره الفني، ويدير الفنان أمين الصيرفي النقاش الذي يتناول العناوين المهمة في كتابه الجديد «الإبداع من التشكيل إلى السينما: تأملات في السينما الوثائقية المصرية». ولد المخرج أحمد درويش في حي حدائق القبة في القاهرة 15 شباط (فبراير) 1947، ودرس في المدرسة الإنكليزية في مدينة السويس على ساحل البحر المتوسط، وتخرج في المعهد العالي للسينما عام 1967، حصل على ديبلوم الدراسات العليا في قسم (الصحافة) جامعة (القاهرة) عام 1970، وعمل بالتدريس السينمائي في معاهد السينما وكليات الإعلام في مصر. ومن أعماله في السينما التسجيلية (الموسوعة المرئية للحضارة الفرعونية)، (صناعة البترول العربية والمصرية)، و(هيئة قناة السويس)، كما أخرج فيلمين روائيين هما (إعدام طالب ثانوي) عام 1980، و(حلاوة الروح) عام 1990. وكان للبيئة التي نشأ فيها أثر فني وثقافي على أفكار أحمد درويش، هو الذي عُرف دائماً بكونه من أنصار الفكر التقدمي والإيمان بالحرية للإنسان وحقه في الحياة والعيش الكريم. وهو قدم الكثير من الأفلام منها «فرعونيات درويش»، «فنون العمارة،» «الفنون التشكيلية المصرية»، وكذلك أفلامه التي تناولت التحليل السياسي. كما شارك بأعماله في عدد من المهرجانات العالمية في دول العالم المختلفة منها «وجوه من القدس» الذي عرض في ليبزج وبرلين في ألمانيا وفينيسيا في إيطاليا، و «الوزير تي» الذي عرض في تسعة مهرجانات، و «آمون حتب» الذي عرض في مهرجان فينيسيا في إيطاليا. تقلد درويش عدداً من المناصب في مجال السينما وصناعتها نذكر منها عضويته لهيئة تدريس معهد السينما بأكاديمية الفنون المصرية عام 1983 كما عمل مستشاراً إعلامياً لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وكذلك للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) في تونس. وللسينما الروائية قدم أحمد فؤاد درويش فيلم «إعدام طالب ثانوي» عام 1980 من بطولة محمود عبدالعزيز ونور الشريف وسهير رمزي. وفي عام 1989 أخرج درويش الفيلم السياسي «حلاوة روح» عن قصة قصيرة بعنوان «العسكري الأسود» للأديب يوسف إدريس من بطولة كمال الشناوي وصفية العمري. أما أشهر إنجازاته فتبقى تلك السلسلة السينمائية التي تألفت من مجموعة من الأفلام الجمالية تحت عنوان «الفرعونيات» والتي بلغ عددها نحو ثلاثين فيلماً عرفت عالمياً باسم «فرعونيات درويش».