فى الدوحة عاصمة دولة قطر .. وخلال أعمال المؤتمر الوزارى ال 13 لمجموعة ال " 77 + الصين " .. شن " سوباتاتشاى بانيتشكاى " الأمين العام لمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية " أونكتاد " هجوما حادا على النظام المالى والإقتصادى العالمى الحالى والعولمة أيضا .. واصفاً أسواق المال العالمية بصالات القمار.وأكد الأمين العام أن مؤتمر أونكتاد لطالما حذر العالم أجمع منذ تسعينيات القرن الماضى من مغبة الوقوع فى تلك الأزمات الإقتصادية والمالية الكبيرة التى تعصف بالعالم الآن .. إلا أنه لم يلقى إلا نظرة إستنكار فى أعين العديد من الدول التى إتهمتنا حينها بالمبالغة فى النظرة التشاؤمية غير مبالين بأى تحذيرات من جانبنا .. منوها لكون العالم الآن مفتقرا لأى قواعد حوكمة إقتصادية. ومن أجل بحث آليات تعزيز التنمية المستدامة من خلال الإستثمار العامل على نقل التكنولوجيا و توفير الوظائف وتراكم رأس المال .. بدأ المنتدى الإقتصادى العالمى للإستثمار فى الدوحة عاصمة قطر بمشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات فضلا عن رؤساء ومديرى الشركات الدولية الكبرى فى العالم أجمع ممثلين لما يقدر بنحو 194 دولة. ويكتسب المؤتمر هذا العام أهمية قصوى كونه يأتى فى الفترة التى يعانى منها العالم ويأن من آثار الأزمة المالية العالمية المتراكمة منذ سنوات والتى تؤثر على كافة الجوانب التجارية والمالية والتنمية فى العالم كله على حد سواء. إن أستشراف المستقبل و إستقراء الماضى يكشفان أن العولمة ماهى الأ عملية تاريخية معقدة طويلة تجمع قارات العالم فى نسيج واحد . إنها نتاج ثقافى وسياسى و تقنى و إقتصادى تشكلت ملامحة على أمتداد قرون طوال ، فتاريخها يعود إلى عصر الفايكنج بل و إلى عصور وأحقاب سابقة علية . كما تميط اللثام عن حقيقة مفادها أنة على أمتداد أغلب تلك القرون كانت المشاريع أو التجارة سفير العولمة فى إنتظار مطية إلى العصر ، و ما كان هذا السفير فى محل الموجة الا لماماً و ماكان بدور القائد الأ قليلاً . علاوة على ذلك ، فإن الولاياتالمتحدة – من منظور تاريخى – كانت رائدة العولمة لوهلة قصيرة فقط ، بل أن المرحلة الأمريكية من العولمة تجنح بإتجاة الأفول خلال العقود القليلة القادمة . و إذا لم تغير العولمة المفترسة إتجاهاتها القائمة على شريعة الذئاب وتطوى شراعها فإن الثمن المدفوع من صميم الحرية و حقوق الإنسان سيكون فادحاًَ ، وإذا مضينا على النحو الذى نعيشة الآن ، فستزيد نذر الشر التى قد تفضى الى نشوب حرب عالمية كبرى بحلول منتصف القرن الحادى و العشرين ، و من ثم فإن الأمر برمتة منوط بهوية الرابح فى المهترك السياسى الذى تدور رحاة و ليس الصراع الأنكى هو ما يدور بين الغرب و " الإرهاب " ، بل أنة يدور داخل الغرب نفسة – فمن جانب ، ثمة مؤيدون للديمقراطية الراشدة التى تثمر عن منافع جوهرية ، منها الحرية و الكرامة و الإنصاف فى معاملة جميع المواطنيين ، وعلى الجانب الآخر ، هناك أنصار للرأسمالية المتحررة التى تفرضها الدولة المهيمنة ، مانعة فؤائدها على الكثيرين . و لاشك أن محصلة الصراع ستشكل صورة العالم لما بقى من القرن الحادى و العشرين . كان إنهيار الإتحاد السوفيتى عام 1989 م ، نهاية لعمل عواصم أوروبا الأستعمارية المتغطرسة ، التى بدأت عندما دمرت أسلحة الامريكان الأسطول الأسبانى عام 1898م ، والحق أن الأمر أستغرق قرناً من الزمان لتعلم مدريد و برلين و فيينا و إسطنبول و لندن و باريس و موسكو بإستحالة إستقرار النزعة الإستعمارية المطلقة و دوامها فى عصر الديمقراطية . كان هذا درساً قاسياً ، فالنزعة الأستعمارية تأبى على الأضمحلال ، والزوال ، ومن ثم مازالت تتوهج فى واشنطن التى تدفع الآن ثمن سطوة هذة النزعة ، لا سيما فى العراق . من أهم الأسئلة التى طرحت فى القرن العشرين ، ما النظام العالمى الذى سيخلف الإمبراطوريات الأوروبية ؟ و كان من الأجوبة ، تأسيس الأممالمتحدة مع إقرار ميثاقها عام 1945 م ، و مع ذلك صعب على عالمنا إذراء طرقة القديمة . لقد كان أنهيار حائط برلين و تفسخ الإتحاد السوفيتى عاملين حاسمين فى تفسخ كيان الإمبراطورية ، مما أبقى " البطل " الأمريكى و حيداً بين أنقاض الإمبراطوريات . ونجم عن ذلك فراغ سياسى كبير و مفاجىء فى أوروبا الشرقية و آسيا الوسطى ، وقد أجتمعت هذة العوامل و قوى كبرى ، و أرسلت رأس المال و السلع و الثقافات و الاشخاص إلى جميع أنحاء العالم ، عابرة بل و محطمة كل الحدود فى كل القارات ، كانت هذة مرحلة إنتقالية ضمن عملية العولمة. على مدارالعقدين أو الثلاثة القادمة من القرن الحادى و العشرين ، وليس أكثر من ذلك . سيمسك الغرب بزمام العالم بلا منازع . و إذا أسلم الغرب ، فى غضون هذة الفترة ، رأسة للرأسمالية المتحررة التى تحميها الدولة الأمريكية المهيمنة ، فإن الغرب سيدفع الثمن بعد ذلك . و عندما يكون الإنقسام سيد الموقف فى الغرب ، ما الدروس المتمخضة عن صراعاتة الداخلية لتتلقفها شعوب العالم الهائجة المائجة حيثما كانت فى عواصم أوروبا و آسيا و أمريكا و أفريقيا ؟ .. و لايخفى علينا أن تلك الشعوب هى صاحبة الكلمة فى المستقبل . فإذا أستسلمت الديمقراطية الراشدة فى الغرب أمام الرأسمالية المتحررة و الدولة المهيمنة ، فهذا نذير برسالة مفادها " فرداً من صفوف الحملان إلى صفوف الذئاب ، أستأسدوا على الآخرين ، وتلك كانت عقيد هتلر " . يقول عالم الإجتماع الأمريكى البارز دينيس سميث ، إذا حرم أهل حواضر العالم خير الديمقرايطة الرشيدة ، و أستذلهم منطق السوق العالمية ، فالمأل بهم حتماً إلى تغرير يتبعون بة ذئاباً جدداً من فصيلة هتلر مبشرين بجدول منطق الإنتقام ، كما حدث ذلك من قبل . و إذا تكرر مجدداً فسنكون على شفا حرب عاليمة ثالثة أحد أطرافها الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تخشى ذل الإنهيار الحضارى و إستقواء جيرانها المتزايد فى أوروبا و آسيا .