قراءة في إنتاجات مركز الكويت للفنون الإسلامية

يحظى مركز الكويت للفنون الإسلامية بقيمة عالية في تدبيره المحكم للشؤون الفنية الإسلامية، تفصح عن ذلك إصداراته القيمة في مجال الخط العربي بتنويع كبير في هذه المادة الخصبة، وفي مجال الزخرفة الإسلامية التي تحظى بمكانة رائقة في شؤون المركز. ففضلا عن تناول المركز لمختلف الفنون الإسلامية من زاوية الفن والممارسة الدقيقة والحرص على إعطاء الفن الإسلامي مكانة رائقة بين الأمم، بقدر ما يتوفر المركز على رؤية فنية وثقافية تؤهله لإنتاج عدد من الكتب والمؤلفات القيمة في مجال الخط العربي والزخرفة الإسلامية وفي مختلف الفنون الإسلامية بصيغ متنوعة تلامس التقعيد تارة وتتناول دراسة الفنون تارة أخرى والسير والخطوط وعدد من المواضيع ذات الصبغة الفنية الإسلامية.
فضلا عن القيام بورشات متنوعة تطال الفنون الإسلامية في مختلف الأقطار الإسلامية، حيث تتم دراسة الأشكال الزخرفية وتطبيقها وفق مناهج علمية وفنية، بالإضافة إلى المعارض التي يقوم بها المركز بين الفينة والأخرى والتي تتوج مجموعة من المجهودات التي تتبدى في الواقع الفني ذات مصداقية وذات أهمية كونها تستند إلى بحوث وإلى معرفة وإلى فن قويم.
وبذلك تتمظهر موسوعية المركز وفراسة مسيره فريد العلي والأطر المميزة، الذين يرجع لهم الفضل جميعا في التدبير المعقلن، وفي إرساء دعائم الفن الإسلامي على نحو من الجدة والتميز، مما يجعل مختلف الإنتاجات التي يصدرها مركز الكويت للفنون الإسلامية تحظى بأهمية بالغة في المشهد الفني والثقافي العربي والعالمي ويكون لها انطباع جدي لدى القراء في مختلف الأقطار.
ولا شك أن مختلف الإصدارات التي يقدمها المركز لها قيمة علمية ومعرفية تأخذ بلب القارئ وتبحر به في عوالم جديدة، باعتبار أن مركز الكويت للفنون الإسلامية يتحرى بعث الجديد وتقديم الجديد في إنتاجاته وإصداراته وكل ما يجود به للصالح العام، وكل ما يخدم الثقافة والفن في مختلف البقاع العربية والإسلامية والعالمية.
علما أن طبيعة هذه المواد ومختلف الفنون يتناولها المركز وفق مرجعيات تراثية عربية ذات دلالات ومعاني ترسل نبراتها إلى كافة الناس بنوع من التبسيط والسلاسة، وهو أسلوب - في عمقه - يخدم الفن والثقافة ويخدم الخطاطين والفنانين والمثقفين عموما.
وبذلك يعتبر مركز الكويت للفنون الإسلامية لبنة قوية متماسكة ذات جدوى فنية إسلامية، ويعتبر كذلك أحد أهم المراكز العالمية التي تقدم مواد فنية على نحو من الجدة والدقة والفهم، وعلى نحو من العمق النظري والتأطيري والممارساتي. وهو ما يعود على الأمة العربية الإسلامية بالنفع العميم والخير الكثير.