أحمد هاشم يكتب: الحمد لله    القومي للمرأة ينظم فعالية «معاً ..بالوعي نحميها» بالبحيرة    وزير المالية: معدل النمو خلال 9 أشهر تضاعف إلى 4.2%    وزير الإعلام السوري: الحكومة تعمل على نزع فتيل التوتر في السويداء    كريم نيدفيد يظهر لأول مرة فى تدريبات سيراميكا استعدادا للموسم الجديد    اتحاد الكرة: حسن شحاتة يخضع لجراحة الآن.. ونتمنى له الشفاء العاجل    الزمالك يعلن تجديد محمد عادل "دولا" لصفوف فريق الكرة الطائرة لمدة موسمين    هل فكر محمد صلاح في الاعتزال دوليا بعد تولي حسام حسن قيادة المنتخب؟ وزير الرياضة يكشف    محاضرة تحكيمية للاعبي منتخب مصر استعدادًا لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    نتيجة الثانوية العامة.. تليفزيون اليوم السابع ينقل رسالة متحدث التعليم لأولياء الأمور    أمين خطاب ليس الأول.. فنانون واجهوا اتهامات تناول المخدرات    تفاصيل منع الفنان راغب علامة من الغناء فى مصر وتواصله مع نقابة المهن الموسيقية    مجدد التراث البصرى المصرى    مصادر طبية فلسطينية: 61 شهيدا بنيران الاحتلال منذ فجر اليوم    نفس صيغة نيكو باز.. سكاي: كومو يتفق مع ريال مدريد على ضم رامون    صور| اتفاقية بين الجامعة الألمانية بالقاهرة وغرفة الصناعة العربية الألمانية لدعم التعليم    ولي عهد الكويت يشيد بحكمة الرئيس السيسي وبالدور المصري الداعم لمختلف القضايا العربية    الحكم على متهم في إعادة محاكمته ب«خلية الوراق الإرهابية» 15 نوفمبر    فعالية ثقافية لذوى الهمم بمتحف طنطا    الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل الفريق أول مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية بحضور الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي    سياسي فلسطيني: لا نعوّل إلا على مصر.. وتجويع غزة جريمة تفوق الوصف    حكاية سلوى محمد على مع المفتقة فى كواليس مسلسل فات الميعاد    مفيدة شيحة تتساءل: هل يهدد «التيك توكرز» صدارة الفنانين؟    أنشطة صيفية للأمهات لتعزيز مهارات الأطفال خلال الإجازة الصيفية    وزير الصحة يتفقد مشروعات تطوير مستشفيي الأورام والتل الكبير بالإسماعيلية    على طريقة المطاعم.. خطوات تحضير المكرونة بصلصة البولونيز    لابيد: مستعد للتوافق مع نتنياهو لإبرام صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل ثم عقد انتخابات مبكرة    مي سليم تنشر صورة مع تامر حسني وتوجه له رسالة.. ماذا قالت؟    هل النية شرط لصحة الوضوء؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ملتقى أزهري يكشف عن مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن الليل والنهار    هل يجوز عمل عقيقة واحدة ل3 أطفال؟.. أمين الفتوى يجيب    هل أرباح السوشيال ميديا حلال أم حرام؟.. الدكتور أسامة قابيل يجيب    رمضان عبدالمعز: اللسان مفتاح النجاة أو الهلاك يوم القيامة    رئيس جامعة بنها يشهد حفل ختام ملتقى إبداع لكليات التربية النوعية    قرار عاجل من محكمة الاستئناف في قضية طفل البحيرة    حريق داخل مخزن قطع غيار سيارات بالمرج    افتتاح كنيسة جديدة ورسامة شمامسة في بوخوم بألمانيا    أول ولادة لطفل شمعي من الدرجة المتوسطة بمستشفى سنورس المركزي بالفيوم    جامعة بنها تستعد لاعتماد عدد من الكليات والبرامج خلال يوليو وسبتمبر    بابا الفاتيكان يحذر من التهجير القسري لسكان غزة: «نناشد وقف الحرب»    أمجد الشوا: العالم بات يتعامل بلامبالاة خطيرة مع ما يحدث في غزة    سعر الدولار اليوم الإثنين 21-7-2025 أمام الجنيه المصرى فى ختام التعاملات    10 انفصالات هزت الوسط الفني في 2025 (تقرير)    تقارير.. تكشف موقف تشيلسي من التعاقد مع جارناتشو    تغطية مصرف عزبة أبو الجدايل بكفر الشيخ تمهيدًا لرصف الطريق    297 لجنة بمحافظة الفيوم في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    رئيس الوزراء يستعرض موقف توافر الأسمدة الزراعية ومنظومة حوكمة تداولها    فريق طبي بمستشفى كفر الشيخ الجامعي ينجح في إنقاذ مريضة تعاني من ورم    قيادي بحزب مستقبل وطن: محاولات الإخوان لضرب الاستحقاق الانتخابي مصيرها الفشل    المؤبد لطالب وشقيقه بتهمة قتل سيدة بمركز البلينا فى سوهاج    النفط والضرائب والسوق السوداء.. ثلاثية الحوثيين لإدارة اقتصاد الظل    شواطئ مرسى علم تحتفل مع السائح البلجيكي بيوم بلاده الوطني    الجامعة الألمانية تفتتح نموذجاً مصغراً للمتحف المصري الكبير في برلين    الشركة الوطنية للطباعة تعلن بدء إجراءات الطرح فى البورصة المصرية    سوداني يوجه رسالة شكر للمصريين على متن «قطار العودة»: «لن ننسى وقفتكم معنا» (فيديو)    أوكرانيا: مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في أحدث الهجمات الروسية    تعرف على حالة الطقس اليوم الإثنين فى الإسماعيلية.. فيديو    الشناوي يتحدث عن صعوبة المنافسة على الدوري.. وتأثير السوشيال ميديا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرواية.. التأثير والتأثر
نشر في نقطة ضوء يوم 11 - 06 - 2017

ثمة تأثير أكيد للرواية يستمد عنفوانه من عدة تشكيلات، من أبرزها شكل الرواية ومضمونها، والمتلقي وطبيعة التلقى، وهناك التناص والتأويل وغيرها مما يتدخل في تشكيل الرواية.
فالرواية هى ﺇعادة تشكيل لمفردات الحياة اليومية أو الواقع المعاش، وبكل ما يحيط بالكاتب من فضاءات اجتماعية واقتصادية وسياسية وأيضا ثقافية.. وكله في ﺇطار رؤية خاصة للكاتب الروائي، حيث الخيال على قمة التناولات اﻹبداعية في السرد.. كل ذلك داخل ثقافة عامة معاشة في الزمان والمكان.
وقد أوجز الناقد شوقى بدر يوسف في كتابه «الرواية.. التأثير والتأثر» الصادر عن وكالة الصحافة العربية في القاهرة، معالم هذا التأثير في مجال الفن الروائي، من خلال الاطلاع على آداب الآخر (كما الروايات العالمية والعربية) ذات التأثير الخاص الفاعل للكتاب: (بروست- جيمس جويس- فرجينيا وولف وليم فوكنر- ديستوفيسكي- تولستوي- ماركيز..) ومن العرب (نجيب محفوظ- الطيب صالح- يوسف إدريس- عبدالرحمن منيف- ﺇبراهيم الكونى.. وغيرهم).
كما أوضح الكاتب أن الفن الروائي لا يخلو من التيارات الأدبية المشتركة في دول العالم، وتأثير ذلك على التجريب والتجديد في المنجز الروائي. ربما لأن الرواية هي الجنس الأدبي القادر على التعبير عن مختلف الرؤى، كما أن الروائي الذي يكتب الرواية لابد أنه يسعى لتقديم شريحة ما في المجتمع، تأثر بها الكاتب سلفا.
بينما يبدو تأثير الرواية متناسبا مع قدرات الروائي وطاقته اﻹبداعية وقدرته على التحليل والتخييل.. وفي هذا قدم الكاتب العديد من القراءات لبعض الكتاب الروائيين.
نجيب محفوظ ورواياته: «ثرثرة فوق النيل» «السمان والخريف»
أوجز الناقد رؤيته حول رواية «ثرثرة فوق النيل» بكونها أوجزت جهد محفوظ في تحويل الواقع من أفراد وشخصيات وحوادث وأماكن ﺇلى أسئلة سردية، بديلا عن الأسئلة الفلسفية المجردة.. أي تحولت القصص والروايات ﺇلى تأكيد فكرة فلسفية وﺇبرازها. أما «السمان والخريف» فيشير الكاتب إلى أنها جاءت معبرة عن «الاغتراب»، وهو الظاهرة المعبرة في تلك الفترة والمفسرة لفهم وتحليل ظواهر قائمة وتزداد (فترة الستينيات وما قبلها بقليل) حيث نشرت الرواية في عام 1962.
يوسف ﺇدريس وروايته «الحرام»..
اعتمد الكاتب في تناول ﺇدريس على مقولة الروائي أنه مهموم بمستويين في أعماله، مستوى الفكرة والرؤية، ثم مستوى التلقي وكيف يستقبل القارئ العمل. ولعل تلك الرؤية وراء شكل الرواية التي هي قالب القصة الطويلة «نوفيلا» عند ﺇدريس.
فتحى غانم وروايته «حكاية تو» ..
تعبر الرواية عن تجربة حقيقية، وهي مقتل أحد زعماء اليسار المصري في السجن، بعد ليلة تعذيب له.. وهو ما كان له من الأصداء الكثير سياسيا، ﺇلا أن العمل الفني تناول السؤال، هل التمرد يولّد العنف؟ أم العنف يولد التمرد؟
عبدالوهاب الأسواني وروايته «النمل الأبيض» ..
لقد أوجز الكاتب عالم الأسواني بالبعد الأنثولوجي في رواياته، حيث هيمنة الموروث من أفكار وأعراف مع الشخصيات التي تعيش في القرى، وقرى جنوب الصعيد تحديدا. وهو بذلك تناول بعض روايات الاسواني ثم توقف طويلا مع رواية «النمل الأبيض».
محمد البساطي ورواياته القصيرة ..
تتميز الرواية القصيرة بالتكثيف في الأحداث وعدد الشخصيات مع عمق الرؤية ووحدة الانطباع، وحدود الزمان والمكان واللغة المكثفة.. وهي بذلك تجمع بين خصائص القصة القصيرة والرواية. وﺇن كتبت تلك الرواية القصيرة في أجيال مختلفة، ﺇلا أنها تميزت مع جيل الستينيات (جيل البساطي) ولعل أغلب رواياته تتسم بالمناخ الريفي والبعد الأسطوري، على تعدد الروايات التي نشرها البساطي.
محمد جبريل وروايته «صيد العصارى» ..
عبرت تلك الرواية عن مجمل ملامح روايات جبريل، حيث البحث عن الهوية واانتماء والعلاقة بين الأنا والآخر.. وكلها عبرت عنها أعمال الروائي، ووضح ذلك في رواية صيد العصارى أيضا.. حيث كان الأنا الإسكندري في منطقة بحري، والآخر الأرمني الوافد إليها خلال فترة زمنية وتاريخية التقطها الروائي ووثقها للأجيال القادمة، وللباحثين في العلاقة بين الأدب والتاريخ.
لنا عبدالرحمن ورواية «أغنية لمارغريت»
وهي الرواية التي تتناول علاقة ﺇنسانية في تجربة الحب، تتسم بالندرة، حيث تعلق ثم تزوج أديب شاب «يان اندريا» الذي يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما، تزوج من الأديبة الفرنسية مارغريت دوراس صاحبة الستين.. وقد تزوجا وعاشا معا 16 عاما.. كتب بعد رحيلها كتابه الشهير «هذا هو الحب». وتلك العلاقة العاطفية الخاصة هي ما تناولته الكاتبة لنا عبد الرحمن في روايتها «أغنية لمارغريت».
أمينة زيدان ورواية«شهوة الصمت» ..
تأتي أسئلة النص من خلال ثيمتين، الأولى هي لذة الصمت، وتجليات وقائعه على الواقع المتأزم أبان عام نكسة 67.. والثانية ثيمة إشكالية الموت التي بدت طاغية في الرواية كلها. وهو ما يثير السؤال عن مبررات الصمت؛ هل بسبب الحروب والقهر بأنواعه، أم شهوة الموت التى تحيل المواقف ﺇلى صمت مطبق.
يوسف عزالدين عيسى ورواية «عواصف»..
تبدو شخصيات الرواية نمطية، ولكن بنزعات مختلفة، تبحث عن نفسها بواقع خاص وتتأرجح بين الخير والشر، والخوف والقلق ونزعة الاغتراب الكامنة في أحداث الرواية.. يذهب النص ﺇلى تأزمات نفسية متتالية داخل العمل ولمختلف الشخصيات.. وهو ما عبر عنه الروائي بقوله: «ﺇن أقسى العواصف هي تلك التى تجيش في النفوس».
«يهود الإسكندرية والتناص»..
تعد ثلاثية «يهود الإسكندرية» للروائي مصطفى نصر، من تلك الروايات التى توصف بروايات الأجيال والروايات النهرية. ومع مجمل أعمال «نصر» كان الزمان والمكان الإسكندرية، وكان المنظور الاجتماعي على قدر من البعد الأيديولوجي والنفسي والاجتماعي. وهو عبر عنه ب: شخصيات من قاع المجتمع- الجنس- استغلال النفوذ- بل والموبقات المتناثرة في المجتمع.
النزوع ﺇلى التجريب ومحمود عوض عبدالعال ..
بعد نكسة 67 لم يعد الروائي مهتما بالبناء الكلاسيكي للرواية من الصعود من أسفل ﺇلى أعلى، بل أصبح أكثر شاعرية، وصاحب رؤية عميقة للمجتمع.. عوض عبدالعال تأرجحت الروايات والقصص عنده بين رصد الواقع والتجريب.. وربما المغامرة الفنية أيضا.. حيث كانت رواياته: «سكر مر- عين سمكة- قارئ في الشارع- الزجاج في دمي».
بتلك اﻹطلالة السريعة لفصول الكتاب، تتبدى المؤثرات على عناصر تشكل العمل اﻹبداعي أو الروائي نفسه.. وربما تعكس أيضا قدرا ما من تأثير الرواية، كل حسب نمطه وما يحمله من مؤثرات.. وهي رؤية وتناول نقدي لم يقتحمه النقد الأدبي ﺇلا مؤخرا، وللناقد شوقى بدر السبق فيه.
...
٭ كاتب مصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.