"على البحر".. تذكّر يا موج مطروح

على البحر" هو الألبوم الثاني من سلسلة "فوتو مصر"، التي أصدرته المصوّرة الفوتوغرافية هالة القوصي، مؤخراً، بالتعاون مع دار "بعد البحر" في القاهرة، ويأتي بعد الألبوم الأول الذي كان بعنوان "صور الأفراح".
يضمّ المشروع 12 ألبوماً، تؤرّخ من خلال الفوتوغرافيا تحوّلات الحياة اليومية وعادات المصريين من جهة، وتتّبع القوصي تاريخ التصوير الفوتوغرافي في مصر من جهة أخرى.
في مقدمة الكتاب/ الألبوم، تلفت الباحثة إلى أن مصر في القرن التاسع عشر شهدت توافد المصوّرين عليها من أوروبا، ومنهم من أقام فيها فترات متقطعة، أو استقر فيها مؤسِّساً استوديهات خاصة. وتبين الكاتبة كيف أن استشفاف المعلومات من الصور أمر بالغ الصعوبة، لذلك استعانت بكتب تواريخ الموضات، لتتمكن من تخمين الفترة الزمنية التي التقطت فيها الصور بشكل تقريبي.
في ألبوم "على البحر" جرى تصنيف الصور إلى فئتين؛ صور المحترفين وصور الهواة. ورغم غياب البيانات إلا أننا نستطيع ملاحظة دقة التصوير وجودة الصور، التي تظهر بوضوح أكثر في عمل المحترفين، التي كانت تُطبع في أحجام أكبر من صور الهواة في ما يسمى "كارت بوستال".
يؤرّخ الألبوم بشكل أساسي لعطلات المصريين وإجازاتهم على شواطئ البحر في رأس البر وبورسعيد ومرسى مطروح والإسكندرية بشواطئها المختلفة: جليم وستانلي وسيدي بشر والعجمي والمعمورة.
كما يعود تاريخ أقدم الصور إلى عشرينيات القرن الماضي، وأحدثها إلى السبعينيات. ونستطيع من الصور الاستدلال على نمط الحياة الاجتماعية السائد في وقت التقاط الصورة، وطبيعة العلاقة بين الجنسين، والأنشطة الرياضية والاجتماعية التي كانت تمارس على الشواطئ.
اختارت القوصي أن تخصّص الجزء الأخير من ألبوم "على البحر"، لمجموعة السيدة ر.عبد الرحمن، كما ظهر اسمها على مئات الصور من الحجم الصغير، التي التقطت في الأربعينيات والخمسينيات.
عن هذه الصور، تقول القوصي إن المجموعة وصلت إليها في حقيبة بلاستيكية عادية، روّج لها البائع على أنها صور ملكية للواء عمر باشا فتحي الياوران الكبير للملك فاروق. وتضيف أن البائع ربما أخطأ في تحديد أصحاب المجموعة، لكنه لم يخطئ في تقدير قيمتها، فهي عالية الجودة وتغطّي فترة زمنية طويلة، لكنها صور لشخصية واحدة وهي "السيدة راء"، التي توثّق الصور لصباها وشبابها، وزواجها ومع أولادها الصغار في عطلات على شواطئ الإسكندرية المختلفة أو في حفلات خاصة، وفي مخيمات مرسى مطروح وأحياناً خارج مصر، مثل صورها في المملكة المتحدة.