استقبلت القاعة الرئيسية بمكتبة الإسكندرية الملتقى الثاني لديوانية الشعر العربي التي يشرف عليها الناقد د. محمد مصطفى أبوشوارب رئيس قسم اللغة العربية وكيل كلية التربية لشئون المجتمع والبيئة بجامعة الإسكندرية. حضر الملتقى مئات من طلاب الجامعة في لقاء مباشر وحميمي مع عدد من شعراء الإسكندرية. استهل اللقاء بحديث الشاعر أحمد فضل شبلول عن صديقه الشاعر الراحل فهمي إبراهيم الذي توفي منذ عدة أيام، وقدم تعريفا موجزا عنه، فالشاعر الراحل حصل على بكالوريوس علوم وتربية، وكان خبيرا في مادة الفيزياء، وحصل على كأس لجنة الثقافة والفكر والإعلام، وكأس وزارة الثقافة عام 1972 في شعر الفصحى، وكأس وزارة الثقافة عام 1973 في شعر العامية، ونشرت قصائده الكثير من الجرائد والمجلات المصرية والعربية وبعض مواقع النشر الإلكترونية. وأوضح شبلول أن الشاعر الراحل عمل بالتعليم المتوسط في مصر وفي بعض البلاد العربية، وكان عضوا في هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية واتحاد كتاب مصر. وأصدر ديوانا يحمل عنوان "معزوفات الوهج الغامض" كتب مقدمة له د. محمد زكريا عناني بعنوان "معزوفات تلاقت فيها الأصالة والجدة والجمال"، كما كتب الشاعر صبري ابوعلم كلمة في الديوان بعنوان "فهمي إبراهيم .. شاعر في المقدمة". وقد تخير الشاعر شبلول قصيدة "سل النهر يوما" من ديوان فهمي إبراهيم ليلقيها على إسماع طلاب الجامعة جاء فيها: سل النهرَ يوما .. لماذا تأخر عنكَ النهار؟ ومن ذا الذي سفَّه الحلمَ واغتاله .. وألقى على ضفتيك الحصار؟ ومن راح يُشهر كل السيوف عليك .. وحاول تنكيس هامات نبلك في مقلتيك؟ ثم تحدثت بعد ذلك الشاعرة والناقدة د. كاميليا عبدالفتاح عن تجربتها الشعرية وألقت بعض قصائدها، فيما شارك الشاعر إيمن صادق بحديث عن أهمية الشعر في حياتنا ثم ألقى بعض قصائده، وتوقف الشاعر ناجي عبداللطيف عند تجربته الشعرية الصوفية وشرح كيف قاده الشعر إلى تلك المنطقة بعد أن مر بالعديد من التجارب الشعرية، ثم ألقى عددا من قصائده. تخلل الملتقى قراءة شعرية لقصيدة الشاعر العراقي هزبر محمود التي أرسلها لمشرف الديوانية، كما قرأ د. أبوشوارب إحدى قصائد رابعة العدوية الصوفية. واتسم الحوار بين الطلاب والشعراء بالتفاعل والذكاء والرغبة في معرفة طقوس الشعر، وكيفية كتابته ولحظات الإبداع الخاصة، وعلاقة الشاعر بمجتمعه وأسرته، وتوقف بعضهم عند علاقة الشاعر أيمن صادق بزوجته التي تمارس أيضا كتابة الشعر الغنائي، وطلبوا منه قراءة إحدى قصائده التي كتبها في زوجته. بينما كان السؤال الموجه للشاعر ناجي عبداللطيف عن التجربة الصوفية وكيف يستقبل القصيدة، وما دور الإلهام والوحي الشعري في تفجير اللغة وتفجير اللحظة الشعرية. ثم قدم المشرف على الديوانية صوتين شعريين جديدين من طلاب الجامعة تحقيقا لفكرة تواصل الأجيال والتعرف على المواهب الشعرية الجديدة وكيفية توجيهها لتملك زمام الإبداع الشعري الأصيل.