الحركة الثقافية - أنطلياس تطلق اسم غريغوار حداد على مهرجان الكتاب

في لفتة ثقافية ووطنية رائدة أطلقت الحركة الثقافية - انطلياس اسم المطران غريغوار حداد على الدورة الخامسة والثلاثين من المهرجان اللبناني للكتاب الذي ينطلق بعد غد السبت 5 آذار (مارس) في دير مار الياس - انطلياس ويستمر حتى 20 الجاري. والمهرجان هذه السنة حافل كعادته ببرنامج يشارك فيه أدباء ومفكرون وفنانون إضافة الى معرض الكتاب الذي يضم باقة من الدور اللبنانية. ويأتي المهرجان كما اشار المؤرخ الدكتور عصام خليفة أمين الإعلام في الحركة، «على رغم الأزمة الوجودية التي يمر بها الوطن والمتمثلة في خرق الدستور والميثاق الوطني والامتناع عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتعطيل عمل مجلس الوزراء ومجلس النواب وشلل الإدارات العامة، والمشكلة المتمادية للنفايات إضافة الى أزمات الكهرباء والمياه والإحجام عن إقرار سلسلة الرتب والرواتب والبطالة والهجرة وانكشاف الخلل والفساد في الجسم السياسي، على رغم كل ذلك، لا بل بسبب ذلك، تستمر حركتنا الثقافية في تنظيم المهرجان اللبناني للكتاب للسنة الخامسة والثلاثين. فالثقافة والمعرفة، في مفهومنا، هما عماد التنمية، وهما سلعة ذات منفعة عامة تدعم الاقتصادات والبيئة السياسية والمجتمعات، وتنتشر في كل جوانب النشاط الإنساني».
وأضاف خليفة: «لماذا أطلقت حركتنا على مهرجان هذا العام دورة المطران غريغوار حداد؟ لأن المطران حدّاد اعتبر ان العلمانية ليست مسلمة ولا مسيحية، بل صفة للمجتمع لا للدين، وإن العلمانية الصحيحة لا تناقض المسيحية ولا الإسلام الحقيقي، وإن الإسلام والمسيحية والعلمانية لديها قيم مشتركة يمكن، بل يجب، الكشف عنها وتجميعها، للوصول معاً الى اتفاق قيمي واسع الأطراف، عميق الأبعاد، في خدمة الإنسان، وكل مجتمع إنساني. ولأن المطران أكد أن العلمانية هي نظرة شاملة تؤكد استقلالية العالم بكل مقوماته وأبعاده وقيمه تجاه الدين ومقوماته وأبعاده وقيمه، أي استقلالية الدولة، والمجتمع، ومؤسساتهما وقوانينهما، وقضاياهما، وسلطاتهما، عن المؤسسات والقوانين والسلطات الدينية. ولأن المطران اعتبر ان العلمانية واقع تاريخي مجتمعي متحرك، متفاعل داخلياً، يتطلب تحركاً وتفاعلاً فكرياً مواكباً له. وأن هناك علمانيين مؤمنين، يعيشون في الوقت ذاته الدين وقيمه والعالم الزمني وقيمه». وبعد تركيزه على ابعاد العلمانية كما فهمها المطران حداد،
اضاف خليفة: «في تسلّحنا بالفكر والكتاب نعمل لتعزيز التنمية الإنسانية من خلال احترامنا قيم التسامح واحترام الثقافات المختلفة. وتمسكنا باستقلال الدولة اللبنانية وسيادتها ووحدتها، وهو تمسك يحصّن حقوق الإنسان والحريات في عالم عربي يتمخض بتحولات عميقة لا يمكن تحديد مدى خطورتها. في عملنا الثقافي نسعى إلى مواجهة أخطار التفتيت والعنف الطائفي ومرحلة صياغة الخرائط الجديدة في المنطقة على أنقاض الحدود التي دافع عنها الأجداد منذ مئة عام تقريباً».
وفي الدورة الراهنة محاور عدة منها: تكريم أعلام الثقافة في لبنان والعام العربي: اسمان من العراق، و9 من لبنان وهم: الأباتي أنطوان ضو الراهب الأنطوني، الدكتور خالد زيادة، الأب سهيل قاشا، القاضي سليم العازار، المفكر العراقي فالح عبد الجبار، الإعلامي كميل منسّى، الدكتورة ليلى بدر، الدكتور مصطفى حجازي، الدكتور معين حداد، المؤرخ نايل أبو شقرا، الروائية هدى بركات.
وتقدم الحركة للزائرين مجموعة من الكتب مجاناً ومنها: أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي (31)، الكتاب السنوي (272 صفحة) وهو يتضمن نصوص الندوات التي حصلت في الحركة خلال العام الثقافي المنصرم، وفيه أبحاث وملفات متخصصة ولائحة بمنشورات الحركة، كتاب المهرجان وهو يتضمن النصوص المتعلقة بندوات العام 2015 في المهرجان اللبناني للكتاب، مجلد أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي (1998 - 2002) ويتضمن السيرة الذاتية لمن كرمتهم الحركة خلال الخمس سنوات، وثبت بمؤلفاتهم وأبحاثهم ووقائع حفل التكريم الذي حصل في المهرجان.