"كل العواطف" .. تاريخ أشهر مائة أغنية مصرية في كتاب

من سيد درويش وعبده الحامولي إلى أوكا وأورتيجا، كان الغناء والموسيقى هما إكسير الحياة للمصريين طوال فترات التاريخ الحديث لمصر، فالأغنية كانت هي السلاح النافذ للمصريين منذ أن غنت المطربة المصرية الراحلة نعيمة المصرية الأغنية الشهيرة "يا بلح زغلول" لزعيم الأمة المصرية في ذلك الوقت سعد باشا زغلول نكاية في المحتل البريطاني.
وكانت الأغنية من كلمات المبدع المصري الراحل بديع خيري وألحان سيد درويش، واستمرت الأغنية المصرية مع الألحان الموسيقية المميزة للشخصية المصرية سلاحا في يد المصريين لمؤازرة زعمائهم وثوراتهم حتى ثورة مصر في 25 يناير 2011.
تاريخ وأسرار
وللتأريخ للأغنية المصرية منذ بداية القرن الماضي وحتى الآن، أطلقت دار بتانة للنشر والتوزيع في مصر كتاب "كل العواطف" للكاتب الصحفي والمؤرخ الفني مؤمن المحمدي، ومن خلال صفحات الكتاب يؤرخ المحمدي بأسلوبه الخاص تاريخ وأسرار كتابة كلمات وتلحين وغناء 100 أغنية ارتبط بها المصريون والعرب على مدار أكثر من 100 عام.
الكتاب هو الإصدار الأول لدار بتانة للنشر والتوزيع التي أسسها القاص والناشر د. عاطف عبيد، مؤسس موقع بتانة الثقافي، الذي يوزع على مستخدميه كتبا مجانية بعد الإجابة على مجموعة من الأسئلة الثقافية.
وأكد الناشر أن الدار سعت لأن تكون باكورة إنتاجها تحمل اسم مؤمن المحمدي الذي عرفه الجمهور محققا ومؤرخا في موضوعات مختلفة شملت موضوعات وقضايا تاريخية وسينمائية وغنائية.
واعتبر عبيد كتاب "كل العواطف" تجربة غير مسبوقة فيما يتعلق بتوثيق وتأريخ الغناء المصري والعربي "الذي تعرض لظلم كبير فيما يتعلق بتوثيقه والكتابة عنه بالمقارنة بأنواع أخرى من الفنون" على حد قول عبيد.
تجربة جديدة
ومن جانبه، قال مؤمن المحمدي: إن كتاب "كل العواطف" تجربة استمتع بها هو شخصيا، مشيرا إلى أنه أقدم على هذه التجربة الجديدة في الكتابة ليوثق ويوفر من خلالها معلومات متكاملة عن الأغاني التي ارتبطت بوجدان الجمهور المصري والعربي، وهي الأغنيات التي وردت في موضوعات الكتاب.
كما اعتبر المحمدي أن كتابه "كل العواطف" ليس توثيقا للأغنيات التي تضمنها الكتاب فحسب، لكن أيضا كان توثيقا سياسيا واجتماعيا لما كان يحدث حول هذه الأغاني من أحداث، مؤكدا في هذا الصدد أنه لا يمكن فصل التاريخ الفني عن مسار التاريخ الوطني لمصر والعالم العربي بشكل عام.
وحول معايير اختيار المؤلف للأغاني التي قرر أن يكتب عنها، قال المحمدي: إن المعيار الرئيسي للاختيار كانت الظروف والملابسات التاريخية أو الفنية التي ارتبطت بهذه الأغنية أو صادفها المؤلف أو الملحن أو حتى المطرب وهو يجهز للأغنية أو يؤديها.
ومن أبرز الأسماء التي يتناولها الكتاب: عبده الحامولي، سيد درويش، أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، فيروز، عبدالحليم حافظ، محمد رشدي، سعاد حسني، عبد المنعم مدبولي، أحمد عدوية، عفاف راضي، نجاة، وصولا إلى عمرو دياب ومحمد فؤاد، والعديد من المطربين الشعبيين كشعبان عبدالرحيم، وسعيد الهوا، ومطربي المهرجانات أوكا وأورتيجا.
كما يتضمن الكتاب رصدا موثقا لتاريخ أغنيات من الفولكور، وأخرى ارتبط بها المصريون عبر الإذاعة دون أن يعرفوا من هم صناعها، من بين هذه الأغاني "قولوا لعين الشمس متحماشي"، وسالمة يا سلامة"، و"مصطفى يا مصطفى"، و"عواد باع أرضه".