نظّمت وزارة الثقافة المصرية احتفالية تحت شعار "مصر والمغرب.. تاريخ طويل من التواصل والمحبة" بالمجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة كتاب ومثقفين وإعلاميين وفنانين من المغرب ومصر، بحضور حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، ومحمد سعد العلمي، سفير المملكة المغربية بالقاهرة، وبمشاركة نخبة من مثقفي ومبدعي مصر والمغرب. ورحّب النمنم بوفد الأشقاء من المملكة المغربية من كتاب ومثقفين، موضحاً أن علاقة مصر والمغرب قديمة، فهناك عائلات كاملة بالإسكندرية تعود لأصول مغربية، وقال: إن الدورة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كان من ضمن حضوره الناقد المغربي مصطفى المسناوي، الذي فاضت روحه في القاهرة، كما تعقد الاثنين جلسة علمية مطولة حول أبحاث فاطمة المرنيسي، مؤكداً أن المغرب دائماً معنا. وقدّم النمنم واجب العزاء لكل الإخوة في المغرب في وفاة الباحثة فاطمة المرنيسي لجهودها في البحث الاجتماعي وحقوق المرأة، مؤكداً أنها من الإضافات الحقيقية في الفكر العربي وفقدانها خسارة كبيرة. ومن جانبه، قال محمد سعد العلمي، سفير المملكة المغربية بالقاهرة: إن هذا الحفل يضمّ قامات شامخة من رجالات الفن والثقافة في مصر، وهم يستقبلون أشقاء أعزاء من المغرب حاملين رسالة ود وإخاء ومحبة، تأكيداً للصلات التي ربطت بين الشعبين منذ تاريخ بعيد، وهي اليوم تتأكد وتتجدّد، وكلنا إرادة في تقوية هذه العلاقات لتشمل مختلف المجالات وترتقي لأفق أرحب. وأوضح أن القوة الناعمة في البلدين لها دور أساسي في هذا المجال، فبواسطة الفكر والفن نستطيع أن نبني الجسور التي لا تنقطع بين البلدين، ونكسي الأرضية الصلبة للتعاون الشامل بين البلدين، فالسياسة تتغيّر ولكن الثقافة تظل دائماً هي الضمان لرسوخ العلاقات بين البلدين. وقال المفكر المغربي د. حسين أوريد: إن واحداً من شعراء المغرب قد زار مصر في الأربعينيات فكتب "نصف شهر مر في مصر وعمري نصف شهر"، أما بالنسبة لي فإن "أسبوع مر في مصر فعمري أسبوع". وأكد أن دور مصر المحوري معروف في العالم العربي وحوض البحر المتوسط، وأن التنوير بدأ مع رفاعة الطهطاوي ومحمد علي، وبرغم اعتراض هذا الأمل كبوات وتأثرنا بكبوات مصر، فمعركتنا لا تنفصل عن معركة مصر، ويستحثنا في ذات الوقت أمل كبير، فنجاح مصر من نجاحنا، فالمغرب ارتبط بعلاقات استراتيجية مع مصر، مشيراً إلى احتضان مصر لمثقفين وسياسيين مغاربة. وأشار إلى زيارة الملك محمد الخامس إلى مصر أثناء إطلاق مشروع السد العالي، وقال: إن المغرب من الممكن أن تقوم مع مصر بدور في بلورة دور طلائعي في العلاقات بين البلدين. وقال عبدالرحيم علام، رئيس اتحاد كتاب المغرب: إننا اليوم نجدّد التواصل الفني والإعلامي بين البلدين، فقوة العلاقات بين مصر والمغرب يشهد لها الجميع وكتب عنها الكثير، وقد عشت فترات ليست بالقصيرة في مصر تتبعت عبرها طبيعة هذا التلاقي الإنساني تحديداً بين مصر والمغرب، من خلال حضور ممتد ومتواصل في المجلس الأعلى للثقاقة، مشاركاً في مؤتمرات الرواية والقصة، وغيرها من الأنشطة الثقافية التي تقوم بها مصر. وقال مسعود بو حسين، نقيب المسرحيين المغاربة: إن المغرب كانت دائماً تنظر إلى مصر في المجال المسرحي والسينمائي كمصدر إلهام وتفوق وتطور، وتكفي الإشارة أن المسرح المغربي لم يستمد جذور تأسيسه المسرحي من الغرب وإنما من مصر تحديداً، فالحركة المسرحية المغربية مدينة بالكثير لمصر، وأن التبادل الثقافي بين مصر والمملكة المغربية قديم في إطار علاقات أخوية تربط بين الفنانين في البلدين عن طريق المهرجانات التي تنظم بين البلدين، ويجب الإشارة إلى الطبيعة التعدّدية للثقافة المغربية، والتطوّر الذي يعرفه المسرح والسينما والدراما المغربية التي تتطلب علاقة تواصل وتكامل، ليلعب الفن دوره في إطار التغيّرات التي تحدث في المنطقة. وأشار عميد الأغنية المغربية، عبدالوهاب الدوكالي، إلى زيارة مصر في الستينيات عندما وجهت له دعوة من إذاعة صوت العرب، من أحمد سعيد ووجدي الحكيم ليسجل بعض الأغاني في مصر، وقال: إنه مكث في مصر 4 سنوات متتالية، وكانت له علاقات مع العديد من الشخصيات الكبيرة، مثل عبدالوهاب وأم كلثوم والعقاد والخميسي وهيكل وغيرهم. وأكد أنه تعلّم على أيديهم الفن والثقافة، وأنه كلما وجهت إليه دعوة لزيارة مصر يسبق ظله لزيارتها، وأوضح أنه قام بزيارة شرم الشيخ ووجد الأمن والأمان بالرغم من تشويه الإعلام الغربي للمدينة، واختتم كلمته بتحيا مصر وتحيا المغرب. ومن جهته، قال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي: إن المغاربة لم يتأخروا أبداً، ولم يتوقفوا عن النضال في سبيل الحرية والعقل والكرامة، وأن أول زيارة له في المغرب كانت من خلال حزب اتحاد القوى الاشتراكية ليشارك في تأبين عمر بن جلون. حضر اللقاء من الجانب المصري: سلوى بكر، سيد حجاب، مكرم محمد أحمد، د. سامح مهران، هاني شنودة، بهاء طاهر، د. مدحت العدل، هالة البدري، أحمد الشهاوي، د. محمد عبدالمطلب، يعقوب الشاروني، ومن الوفد المغربي: حسن أوريد الباحث والناقد، الإعلامي رشيد حياك، إدريس شحتان، رئيس تحريد جريدة المشعل، الإعلامية ماريا لطفي، الناقد سعيد يقطين، الموسيقار عبدالحق بناتي، وفاء صندي، رئيس جمعية حركة اعتدال لمناهضة التطرّف، وقيادات وزارة الثقافة.