عن "المركز القومى للترجمة"، صدرت حديثًا النسخة العربية من كتاب "الأبيض المتوسط - تاريخ بحر ليس كمثله بحر"، من تأليف جون جوليوس نورويش، ومن ترجمة طلعت الشايب. فى كتاب من 773 صفحة، و33 فصلاً، يصحبنا الكاتب من خلال هذا العمل الموسوعى فى رحلة طويلة فى الزمان والمكان، تبدأ بالبشر، وليس بالصخور والماء، كما يقول مؤلفه الذى زار كل البلدان الواقعة على شطآنه ليكتب قصته. تبدأ الرحلة من فينيقيا ومصر القديمة وتنتهى مع صمت مدافع الحرب العالمية الأولى. على صفحات هذا العمل، يتدفق نهر من الحكايات عن اليونان القديمة، والإمبراطورية الرومانية المقدسة، والعصور الوسطى، والفتوحات العربية، وصراعات الأباطرة والملوك والباباوات والقراصنة، والحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش الإسبانية والبعث الإيطالى، وحروب نابليون، وثورة اليونان، ومصر محمد على، وقناة السويس، والإمبراطورية العثمانية، وحروب البلقان، وتقسيم العالم القديم بين المنتصرين فى الحرب العالمية الأولى فى مؤتمر باريس (1919) ومعاهدة فرساى التى تبعته، ليسدل الستار على العالم القديم، ويبدأ عالم جديد. ويظل فى القلب من ذلك كله البحر المتوسط.. الذى ليس كمثله بحر، كما شاءت الجغرافيا وقدر التاريخ. فبحسب المؤلف، فإن البحر المتوسط هو أعظم بحيرة طبيعية ومركز التاريخ، وملتقى الحضارات الأعظم فى تاريخ البشرية. فعلى ضفافه نشأت ونمت الأديان الثلاثة الكبرى، وعن طريقه تواصلت ثلاث قارات، وفوق مياهه وجزره تصارعت الإمبراطوريات؛ وبذلك كله تعددت أدواره وتجلياته ليكون مهدًا ولحدًا وجسرًا وعائقًا ونعمة ونقمة وأيضا مسرحًا لحروب ضروس. الكاتب جون جوليوس نورويش، هو مؤرخ بريطانى له عدة مولفات تاريخية مهمة عن جمهورية فينسيا والإمبراطورية البيزنطية، قام بإعداد أكثر من ثلاثين فيلمًا وثائقيًا لمحطة بى.بى.سى الإخبارية، وله عدد كبير من المؤلفات. المترجم، طلعت الشايب، كاتب ومترجم من مواليد 1942، ترجم عددًا كبيرًا من الأعمال، منها: "الحرب الباردة الثقافية"، "فكرة الاضمحلال فى التاريخ الغربى"، "صدام الحضارات"، و"نحو فهم للعولمة الثقافية".