جمع الموسيقار العالمي ياني ليلة أمس على مدرجات مسرح المجاز بإمارة الشارقة 4500 متفرج من معجبيه الذين يمثلون مختلف الجنسيات والأعراق من حول العالم، في حفل كبير اعتبره معجبيه من أروع عروض اسطورة الموسيقى العالمية. وفي المسرح المفتوح الروماني الطراز الذي اجتمعت فيه اوركسترا الإبداع العالمي وسط تلك البحيرة الهادئة التي تتهادى فيها قوارب بحرية على النغمات الموسيقية بمظهر ليلي خلاب تبدو فيه معالم شارقية شقتها إضاءات تفاعلية، عزف ياني حتى أواخر ليل الشارقة 25 مقطوعة موسيقية من معزوفاته الشهيرة والجديدة التي تحمل رسالة السلام والتسامح ونبذ العنصرية. وحضر الحفل عدد من كبار الشخصيات من داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة ونجوم الفن من مختلف الدول وكبار الإعلاميين وممثلين عن مختلف وسائل الإعلام المحلي والدولي. وتناقل ياني خلال حفله على مسرح المجاز بمقطوعات مبهرة لفتت الأنظار وجذبت أفئدة الحضور، وأخذتهم بسلاسة بين الهدوء والسلام إلى الإثارة والتشويق، روى من خلالها حضارات الشعوب ليترك رسالة موسيقية خالدة شكلتها فرقته الموسيقية الفريدة التي تعكس إبداع موحد. وحرص ياني على تحية جمهور الشارقة وقال لهم "شكراً" باللغة العربية معرباً عن إعجابه بمسرح المجاز الذي وصفه بالمكان المدهش. وقال "المنظر خلف المسرح في غاية الجمال، حيث تحيط بنا البحيرة من كل جانب، مما يمنحنا طاقة كبيرة، ها أنتم جميعا أمامي ويمكنني رؤية البحيرة والمباني والأضواء"ً. ويضيف ياني وهو يخاطب جمهوره "لقد كنتم جمهوراً رائعاً للغاية، واستمتعنا بالعزف لكم إلى حد كبير، فقد جعلتم من هذا الحفل حفلاً مذهلاً بالنسبة لنا على خشبة المسرح. ويعد ياني جمهوره بتكرار زيارته للشارقة لإعجابه الكبير بها، معرباً عن سعادته بها ...يقول ياني "هذه زيارتنا الأولى لإمارة الشارقة وسنظل نذكرها إلى الأبد، ولكنها لن تكون الأخيرة، فهذه البداية وأعدكم بأننا سوف نعود إلى هنا مرارا في المستقبل". وقال ياني "في الوقت الذي نشق فيه طريقنا في الحياة ونتصارع مع الشكوك التي تواجهنا في حياتنا اليومية، ينبغي ألا ننسى أبدا التأثير العميق الذي يحدثه كل منا في الآخر حول العالم، فجميعنا نشكل مجتمعا واحدا مترابطا، جميعنا ننتمي إلى عرق واحد، وهو العرق البشري طبعا، فنحن جميعا بشر أولا". وتفاعل الحشد الجماهيري الكبير مع معزوفات ياني التي امتزجت بين الغرب والشرق وشملت حضارات العالم بكل أجناسه وأطيافه التي توحدت فيها ثقافات الشعوب وجرى تبادل التحيات بين ياني وجمهوره معرباً عن سعادته البالغة بهذا التفاعل. وشكلت حفلة ياني على مسرح المجاز تجربة مختلفة لجمهوره، لحضوره المسرحي المتميز وموهبته منقطعة النظير، ولموسيقاه العميقة التي تخاطب جميع شعوب العالم. وحرص ياني خلال تقديمه لبعض المعزوفات على التعريف بها للجمهور ومنها ما أعرب عن عشقه لها وتقديمها لوطنه واخرى أهداها لوالدته التي قال عنها انها تسكن في قلبه بينما روحها موجودة في المكان الذي يتواجد به. وخلال الحفل قدم ياني أعضاء من فرقته الموسيقية للعزف بشكل منفرد على آلاتهم الموسيقية التي الهب إبداعهم جماهير مسرح المجاز في معزوفات منفردة تناغمت معها تجهيزات مسرح المجاز بتقنياته العالية وغير والمسبوقة في المنطقة، ما اسهم في تقديم العروض الموسيقية على درجة عالية من التميز والإبهار، مع أكثر من 400 ضوء متحرك و120 مكبر صوت و21 بروجكتراً ذو تقنية مميزة. وفي نهاية الحفل الذي استمر أكثر من ساعتين استجاب ياني لرغبة جمهوره بعد مغادرته خشبة المسرح ليعود اليهم مرة أخرى في مقطوعته الختامية "العاصفة " التي اهتزت بنغماتها بحيرة الشارقة الهادئة وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير.