حذر خبراء اقتصاد من أن الملايين من الوظائف التي تم الاستغناء عنها خلال فترة وباء كورونا قد لا تعود حتى مع عودة الحياة الطبيعية، حسبما أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وأفادت الصحيفة بأن تداعيات فيروس كورونا تسببت في إلغاء العديد من الوظائف، كما أصبحت الشركات تخطط لجعل المزيد من الموظفين يعملون من المنزل أو تستبدلهم بالروبوتات، حيث بات الروبوت قادرًا على تسجيل النزلاء في الفنادق أو تقديم المشروبات، فضلًا عن التجاوب والتواصل مع من يسألون عن خدمات مفصلة، هذا دون الحديث عما يقوم به داخل المصانع. وفي هذا الصدد، توقعت دراسة جديدة لبنك الاحتياط الاتحادي لولاية فلادليفيا الأمريكية استمرار الآلات والروبوتات التي تم اللجوء إليها لأداء بعض المهام بدلاً من الإنسان أثناء جائحة كورونا في القيام بهذه المهام بعد انتهاء الجائحة، حيث أن عمليات تسريح الموظفين كانت أكبر في الصناعات التي أمكن استخدام الإنسان الآلي فيها وهو ما يزيد الخطر الذي يهدد وظائف الإنسان في هذه القطاعات. وفي وقت سابق، توقع بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، أن نصف رحلات العمل و30 بالمئة من "أيام العمل في المكتب" ستختفي إلى الأبد. كما أشار تقرير حديث لمعهد ماكينزي العالمي، إلى أن 20 بالمئة من رحلات العمل لن تعود وأن حوالي 20 بالمئة من الموظفين قد ينتهي بهم الأمر إلى العمل من المنزل إلى أجل غير مسمى. وتشير هذه المتغيرات إلى أن شريحة كبيرة من الموظفين ستفكر بجدية في تغيير مهنتها أو مجال عملها، حيث ذكر تقرير "ماكينزي" أن 52 بالمئة من الموظفين الذين جرى استجوابهم قالوا إنهم يفكرون في "التغيير". وترجح سوزان لوند، رئيسة معهد ماكينزي العالمي، اختفاء الكثير من الوظائف الضخمة والوظائف ذات الأجور المنخفضة، خاصة في مجال البيع بالتجزئة والخدمات الغذائية، مما يتطلب المزيد من برامج التدريب للتأقلم مع سوق الوظائف الجديد. وفي يناير الماضي، كشفت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، في تقريرها السابع المخصص لآثار الوباء على عالم الأعمال، عن أنه تمت خسارة 8,8% من ساعات العمل في العالم في عام 2020 مقارنة مع الفصل الرابع عام 2019 ما يعادل 255 مليون وظيفة بدوام كامل، أي خسارة ساعات عمل أكثر بمعدل أربع مرات مقارنة مع فترة الأزمة المالية عام 2009. وأكد مسؤولون بمواقع ومؤسسات توظيف عالمية أن الجائحة تسببت في فقدان ملايين الأشخاص وظائفهم وزيادة معدلات البطالة بشكل كبير، مشيرين إلى أن معدلات التوظيف كانت مرتفعة بشكل هائل قبل أزمة كورونا، حسبما ذكرت مجلة "فاست كومباني" الأمريكية