شنت حركة طالبان الأفغانية أمس هجمات منسقة علي القصر الرئاسي ومقر الوزارات في وسط العاصمة الأفغانية كابول، وأوقعت تسعة قتلي علي الأقل بينهم أربعة من المهاجمين. وأعلنت الحركة أن 20 من مسلحيها شنوا أمس هجوما في محيط القصر الرئاسي حيث دوت انفجارات وإطلاق نار كثيف. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم قيادة طالبان إن الأهداف التي تمت مهاجمتها هي القصر الرئاسي ووزارات العدل والمالية والمناجم والبنك المركزي، مؤكدا أن أحد الانتحاريين فجر حزامه الناسف عند مدخل القصر. وأفاد شهود عيان أن الهجمات بدأت في الصباح الباكر واستمرت حتي الظهر، حيث سمع دوي انفجارات وإطلاق نار من أسلحة أوتوماتيكية، فيما فر المواطنون من المنطقة التي شهدت المعارك خصوصا الحي التجاري. وأعلنت قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان أن الشرطة قتلت اثنين من المهاجمين، بينما أفادت وزارة الصحة بإصابة 13 شخصا علي الأقل معظمهم من المدنيين. من جانبه، أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عودة الأمن إلي العاصمة كابول، مؤكدا أن من أسماهم بأعداء الشعب الأفغاني نفذوا سلسلة هجمات أشاعت حالة من الذعر والهلع بين السكان. وعبر كرزاي في بيانه عن إدانته لتلك الهجمات الإرهابية وأصدر أوامر لأجهزة الأمن بتشديد إجراءاتهم في كابول والتحرك لاعتقال المسئولين عن هذه العمليات الوحشية، مجددا مسئولية حكومته عن حماية الأرواح والممتلكات. وعلي صعيد ردود الفعل الدولية، نددت الولاياتالمتحدة بالهجمات معتبرة أنها عمل "يائس وشرس" وحذرت من وقوع المزيد. وقال الموفد الأمريكي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك من العاصمة الهندية نيودلهي إنه ليس من المفاجئ أن تقدم حركة طالبان علي مثل هذا الأمر مؤكدا أنهم يائسون وشرسون. وأضاف أن منفذي الهجوم لن يبقوا بالتأكيد علي قيد الحياة، محذرا من تكرار حدوث مثل هذا الأمر. واعتبر وزير خارجية فرنسا برناركوشنير أن الوضع في كابول بات خطيرا، معتبرا أن المؤتمر حول مستقبل أفغانستان المقرر عقده بلندن في 28 من الشهر الجاري ينبغي التحضير له بدقة بالغة والخروج بحلول عملية.