350 معتقلاً من جماعة الاخوان المسلمين في السجون ينتظرون الفرج، ومن قاسي مرارات الاعتقال يعرف أن المعتقل خاصة إذا كان قرار اعتقاله بدون حكم قضائي يشعر بالظلم لدرجة أنه يفقد الثقة في كل من حوله وأنا بنفسي عايشت في استقبال طرة أشخاصا دخلوا السجن علي خلفية دينية بل وكان بعضهم من قيادات تنظيمات دينية عنيفة وكان نتيجة القهر والتعذيب وطول فترة الاعتقال انهم فقدوا الثقة في كل شيء ..وهؤلاء كانوا يتساءلون في ظلام زنازين السجن لماذا تخلي الله عنا ونحن حاربنا من أجل رسالته. والآن فإن المعتقلين من الاخوان المسلمين في السجون المصرية وعائلاتهم الصابرة علي الابتلاء تعلق أمل الافراج عن أبنائها علي تغيير مرشد الجماعة وقدوم مرشد جديد قادر علي ضمان إطلاق المعتقلين وهو الأمل الذي يصمت الجميع داخل جماعة الاخوان المسلمين وخارجها عن سرد أسباب منطقية له ولماذا يعتقد هؤلاء أن تغيير المرشد سيعجل بإطلاق سراح أبنائهم. وإذا كانت أحاديث السياسة في المكاتب وقاعات الفنادق الفاخرة ومقرات الأحزاب لها حسابات وتعتمد بصفة عامة علي الأكاذيب، فإن أحاديث المظلومين في السجون لا تعرف هذه الحسابات. فمرشد الاخوان نفسه الذي قال إن عدد المعتقلين من جماعته 350 معتقلاً، يكشف عن السبب أن معظم هؤلاء المعتقلين وعلي رأسهم خيرت الشاطر نائبه الثاني ود. عبدالمنعم أبو الفتوح وجمال حشمت القياديان في الجماعة من خصومه شخصياً داخل مكتب الارشاد، والرجل ينفي مع الأسف خصومته للاخوان المعتقلين وكان الجميع يعلم حجم هذه الخصومة التي وصلت لدرجة لا تليق بالدعاة إلي الله تعالي. وإذا كان المعتقلون في السجون ينتظرون المرشد القادم ليرتب صفقة إطلاق سراحهم فمن حقهم وحقنا أن نعرف من الذي رتب صفقة اعتقال هؤلاء أو بأي منطق يعتقل ويحاكم مواطنون مصريون بتهم منها الانتماء إلي جماعة محظورة ثم تعقد اجتماعات تحت بصر وسمع الدولة لمكتب ارشاد هذه الجماعة وتجري قياداتها حوارات ولقاءات مع محطات تليفزيونية ووكالات أنباء بل وتستقبل ضيوفا أجانب وعربا يشغلون مناصب رفيعة في بلدانهم بصفتهم التنظيمية ولا تمتد لهم يد القانون وكأنهم عقدوا هذه اللقاءات في الخفاء وليس علناً أمام كاميرات الفضائيات وعلي الهواء مباشرة.. وهو التعبير الذي يردده مرشد الجماعة وأعوانه "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" ليؤكدوا أن أجهزة الأمن تعلم دبة النمل داخل جماعتهم ومكتب ارشادهم. وإذا كان الاعتقال بدون تهم أو محاكمات قانونية ليس مقبولاً علي الاطلاق فإن الخيانة والخسة في الخصومة السياسية مرفوضة تماماً، وبدلاً من أن يطلب المرشد من نوابه في مجلس الشعب ضرب خصومهم بالحذاء فليقل لهم ولنا لماذا تعتقل الدولة 350 من الاخوان المغضوب عليهم في السجون وتترك قيادات الجماعة ونوابها يرفعون شعارات الجماعة ويؤكدون انتماءهم لها بلا رقيب ولا حسيب. إن اعتقال شباب وقيادات بتهمة الانتماء إلي جماعة محظورة ثم ترك رأس هذه الجماعة يمارس نشاطه علناً، ويظهر أمام الفضائيات ووسائل الإعلام بهذه الصفة يلثير كثيراً من الالتباس بل والشك الذي يرقي إلي حد اليقين في المهمة الحقيقية التي يؤديها رأس هذه الجماعة.