في حين تقول جميلة مطر -التي تعمل في روضة للأطفال في مخيم حطين للاجئين (15 كم شرق العاصمة عمان)- إنها تعلم الصغار منذ ثلاثين عاما "مقررا ثابتا وهو أن لهم وطن اسمه فلسطين لا بد أن يعودوا له يوما". الملتقي الذي حظي بتسهيلات حكومية لافتة، تمثلت في السماح بانعقاده في قاعة حكومية فاخرة تقع في مبني أمانة عمان الكبري، جاء بعد أيام من إعلان العاهل الأردني عبد الله الثاني رفضه توطين اللاجئين الفلسطينيين في المملكة. وجاء انطلاق المؤتمر عبر كلمة لرئيس اللجنة التحضيرية كاظم عايش الذي دعا فيها الحكومة للتلاقي علي قضية رفض التوطين وتكريس حق العودة للاجئين الذين تبلغ نسبتهم نحو 42% من السكان بالأردن، وفقا لتقديرات رسمية. وقال عايش إنه إذا لم تكن الحكومة راغبة بتبني خيار حق العودة ورفض التوطين "انحيازا لمشروع المقاومة فليكن خيارها هذا دفاعا عن الذات عبر رفض المشاريع الإسرائيلية الهادفة لإقامة الوطن الفلسطيني في الأردن". وحظيت التسهيلات الرسمية لانعقاد المؤتمر بثناء المتحدثين، ولاسيما ناصر الصانع، عضو البرلمان الكويتي ونائب رئيس المنتدي العالمي للبرلمانيين الإسلاميين والذي وجه رسائل للرئيس الأمريكي، وملكي السعودية والأردن. فقد دعا الصانع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتحقيق مصالح أمريكا وعدم الخضوع للوبي الصهيوني، مذكراً العاهل السعودي بتأكيده في قمة الكويت مطلع العام الجاري بأن مبادرة السلام لن تبقي مطروحة للأبد، ودعا ملك الأردن لتقوية الموقف الأردني الرسمي الرافض للتوطين. وتحدث في المؤتمر ممثلون عن العشائر الأردنية، وأحزاب المعارضة، والنقابات، ومخيمات اللاجئين، والمرأة، والجمعيات المسيحية ورابطة علماء فلسطين. فمن جهته دعا المراقب العام للإخوان المسلمين همام سعيد القانونيين للتفكير برفع دعاوي علي الحكومة البريطانية كونها "المتسبب الرئيس بمأساة الشعب الفلسطيني عبر إصدارها وعد بلفور". فيما رفض النائب محمد عقل الإبقاء علي الصورة النمطية للاجئ الفلسطيني "الذي انحني ظهره وهو يحمل مفتاح بيته في فلسطين"، داعيا لتحويل "الحنين للعودة إلي مؤسسة تعمل وتجتهد لتحقيق مشروع العودة". واعتبر رئيس رابطة علماء فلسطين في الخارج الشيخ عبد الغني التميمي أن "حق العودة لفلسطين فرض عين وواجب شرعي". ورحب الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي إسحق الفرحان بالتلاقي بين المعارضة والحكومة في الأردن علي قضية "تحصين الأردن من أخطار الوطن البديل". وقال الفرحان إن هذا الملتقي يهدف بالأساس "للتأكيد علي الإجماع الشعبي علي ضرورة تحقيق العودة ورفض التوطين وإسناد الموقف الرسمي في وجه أي ضغوط". أما الخبير القانوني والسفير المصري السابق عبد الله الأشعل الذي تحدث في ندوة علي هامش الملتقي فيري أن "المؤتمر رسالة أردنية هامة لإسرائيل أن حديثها عن تحقيق عودة الفلسطينيين لإقامة وطن لهم بالأردن يعني تحلل الأردن من التزاماته". وقال إن الأنظمة السياسية القائمة اليوم في فلسطين والدول العربية "مستعدة سياسيا للتوقيع علي اتفاق تصفية للقضية الفلسطينية وحق العودة للاجئين".