حشدت إسرائيل أمس قواتها البرية المعززة بالمدرعات عند مشارف قطاع غزة تمهيداً لاجتياحه بريا بعد يومين من الضربات الجوية العنيفة التي أحالت مؤسسات حركة حماس إلي كومة من التراب وخلفت 312 شهيدا و1420 جريحا. وأعلن الجيش الإسرائيلي الشريط الحدودي مع قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة في مؤشر قوي علي بدء العملية البرية التي باتت مرجحة خلال ساعات. يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه مصر مجددا إسرائيل بوقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي علي بابا جان: يجب ان تتوقف عملية القتل من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وتطرق أبو الغيط إلي الهجوم غير المسبوق الذي شنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ضد مصر حيث قال انه جزء من الحرب الكلامية علي مصر وشعبها التي تشنها بعض الفضائيات والدول والأفراد وأن الشعب المصري سيتصدي لها. واتهم نصر الله بالسعي لنشر الفوضي في مصر علي غرار ماحدث في لبنان وانتقده بعنف قائلاً ان هذا الشخص لا يعي من أمره شيئاً وهيهات ان تستجيب قواتنا المسلحة الشريفة لدعوته بالتمرد لان مهمتها الدفاع عن هذا الوطن ضد أمثاله..كما اتهمه أيضا بالرغبة لنشر الفوضي في المنطقة لخدمة مصالح بعيدة عن مصلحة أهلها. وأضاف انه يحمل رسالة شفهية من الرئيس حسني مبارك إلي الرئيس التركي عبدالله جول. وفيما تواصلت الغارات الوحشية علي غزة قتل إسرائيلي وأصيب 7 في هجوم بصاروخ "جراد" علي عسقلان جنوبي إسرائيل وهو ثاني قتيل مند بدء محرقة غزة. كما طعن شاب فلسطيني بسكين أربعة إسرائيليين في مستوطنة "مودعين" غربي رام الله وأطلقت قوات الشرطة النار عليه فأصابته بجراح خطيرة عقب تنفيذه عملية الطعن التي جاءت كرد فعل علي المحرقة الإسرائيلية. وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس ان سلاح الجو الإسرائيلي استخدم صاروخاً مخترقاً للحصون في الهجمات التي شنها ضد اهداف لحركة حماس. وقالت في موقعها علي الانترنت ان الصاروخ يدعي "جي بي يو 39" حصلت عليه إسرائيل مؤخرا من الولاياتالمتحدة وهو علي شكل قنبلة صغيرة لشن ضربات منخفضة التكلفة وعالية الدقة تصاحبها اضرار مادية محدودة..وأضافت ان هذه الصواريخ التي توجه بنطام الأقمار الصناعية "جي بي اس" تعد أحد أكثر القذائف دقة في العالم، ويبلغ وزنها 113 كيلو جراما وتحمل أقل من 23 كيلو جراما من المتفجرات ولديها قدرات الاختراق لقنبلة عادية وزنها 900 كيلوجرام كما يبلغ طول القذيفة 75.1 متر فقط، ويعمل هذا الحجم الصغير علي زيادة عدد القنابل التي يمكن ان تحملها الطائرت وعدد الأهداف التي يمكن ان تهاجمها في كل طلعة..وأشارت إلي ان هذه القنبلة قادرة علي الاختراق بعمق 90 سنتمتراً علي الأقل في الخرسانة المسلحة، كما يمكن لصواريخ "جي بي يو 39" في ظروف جوية غير مواتية. وفي تطور آخر كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن ان وزارة الخارجية الإسرائيلية اعدت خيارات أولية خاصة ب "استراتيجية خروج دبلوماسية" من العملية العسكرية في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية ان هذه الخيارات لا تماثل تلك التي كانت مطروحة خلال حرب لبنان الثانية بما يعني عدم الذهاب إلي مجلس الأمن لاستصدار قرار علي غرار 1701 أو حتي نشر قوات دولية.