كيف حدث اللقاء الذي بدأ وكأنه مستحيل بينك وبين الكاتب الكبير وحيد حامد؟ - ليس هناك شئ مستحيل، اضافة الي ان هناك معايير كثيرة فنية بالمقام الاول، هي التي تجمع بين اطراف الابداع بمعني انني انجذبت للفكرة التي كتبها الاستاذ وحيد حامد والذي اختار ان يحمل السيناريو عنوان "احكي يا شهرزاد" لكونها تتسق مع قناعاتي وافكاري بحيث تناقش عدة حكايات تصب كلها في خانة قهر المرأة. قهر المرأة علي طريقة المخرجات اللاتي يزعمن الدفاع عنها فيضعن "سينما المرأة" كالباحثات عن الحرية وغيرها؟ - لا.. الصورة والفكر مختلف تماما هذه المرة. متي ستبدأ تصوير الفيلم؟ - في الخريف القادم اي في اكتوبر. كيف ولدت فكرة فيلم "جنينة الاسماك"؟ وما الذي جذبك لتقديمها؟ - جاءني السيناريست ناصر عبدالرحمن بفكرة عن طبيب يتعاطي المورفين ولم اقتنع بها وفي يوم كنت مدعوا لمناسبة في مكان يطل علي جنينة الاسماك بالزمالك وتطعت اليها من اعلي فأحسست من معالمها وصخورها انها تشبه "مخ الانسان" فطورت فكرة "ناصر" وقدمنا "جنينة الاسماك". ارتحت للتعاون مع ناصر عبدالرحمن بعد تجربتكما في "المدينة" ام لانه يمكنك من تمرير افكارك كما تشاء؟ - معني هذا انني افرض سيطرتي عليه او علي العمل؟ هذا غير صحيح طبعا بدليل انني عملت مع مؤلفين كبار من قبل ولم يلحظ علي احد هذا.. والدليل ايضا ان عملي القادم مع الكاتب الكبير وحيد حامد فأنا يهمني الفكر الجريء والرؤية الطازجة الواعية باكثر مما يهمني ان كان المؤلف جديدا او مخضرما وهذا فعلته مع ناصر في اول تعاون بيننا عندما فتحت له ذراعي وجمعتنا جلسات متعددة حتي وصلنا الي صيغة اتفاق واقتناع وهذا ما فعلته ايضا مع الياس خوري ومحمد سعيد في فيلم "باب الشمس". هل تقدم افلاما لا يفهمها الجمهور؟ - كلمة الجمهور لها مدلولات كثيرة فهناك فئات وشرائح عديدة سواء من حيث الوعي او الثقافة او الانتماء ولهذا صعب علي اي مبدع ارضاء الجمهور، اضافة الي ان تكلفة تذكرة الدخول اليوم اصبحت صعبة علي الاب البسيط، الذي لن تتحمل ميزانيته ان يدفع ثمانية جنيهات ليدخل هو وعائلته السينما. ألم يكن الفيلم مركبا وصعبا؟ - وما المانع؟ فالبعض يريد ان يدخل الفيلم لكي يضمن ان يتسلي ويضحك ويرفه عن نفسه لكن "جنينة الاسماك" صعب وبيخوف.. وربما يتصور البعض ان الجمهور لا يهمني، وهذا غير صحيح، فانا ازعل جدا لما الناس تترك "جنينة الاسماك" وتتجاوب مع "كركر". هل يراودك شعور ان افلامك لا يحالفها الحظ.. او ربما تتعرض للظلم؟ - مسألة الظلم غير مطروحة اطلاقا.. ولدي قناعة ان الفيلم يمر بأكثر من مرحلة عمرية، بمعني انها قد لا تفهم الآن ثم تحقق رواجا في وقت آخر لكنها لن تحقق نجاح الافلام الكوميدية.. وباختلاف الاجيال ممكن ان تتغير المفاهيم والاذواق وبالتالي تتغير مقاييس الحكم علي الافلام. ألم يزعجك- مثلا- ان جهدك في فيلم "المدينة" ضاع لان الجمهور لم ير الفيلم في دور العرض ولم يصاحبه اعلان واحد؟ - طبعا ازعجني لكن ما الذي بيدي، فمن المعروف ان الدعاية واختيار توقيت العرض هي مهمة ومسئولية الموزع.. واتصور ان موزع فيلم "المدينة" ماكانش شاطر لما وزع فيلمي. ولماذا لجأت الي الرمز في "جنينة الاسماك"؟ - مفيش رمز ولا حاجة وموضوع الفيلم يقول ان الدنيا بتلقي في وجهك كوارث لدرجة ان الخوف اصبح مزروعا في داخلنا لدرجة ان البعض يخاف احيانا من العصافير التي هي رمز الرقة، والدجاج البلدي الذي اندثر ليحل مكانه المستورد "!" وهمني في الفيلم جدا ان اصور الشارع عام 2008 وهو ما سيكون اشبه برصد حال المجتمع المصري كلما عرض الفيلم في المستقبل مثلما حدث في فيلم "ثرثرة فوق النيل" الذي مازال شاهدا علي فترة السبعينيات فليس صحيحا ان "جنينة الاسماك" يتحدث عن فتاة تخشي الحب لكنه يتحدث في السياسة التي كانت سببا في تصدير الخوف للجميع. ما رأيك في تجربةناصر عبدالرحمن والمخرج خالد يوسف؟ - "ربنا يوفقهم".. وهايلين وموهوبين وانا سعيد بنجاحهما. ماذا استفدت من تجربة العمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين؟ - الانضباط وانك لكي تحقق الحلم فانت بحاجة الي الانضباط وان الفيلم اكبر منك كمخرج وابدا لا تتعالي عليه او تظن انك اكبر منه او تري نفسك "فرافيرو العجيب" فالفيلم قادر علي ان يتسلل الي الناس فيكشف مشاعرهم وشخصياتهم.. وهذا ما تعلمته من يوسف شاهين الذي لم اكبر عليه يوما بدليل انني بعدما اخرجت "سرقات صيفية" عدت لاعمل معه كمساعد في "القاهرة منورة باهلها" ومخرجا مساعدا في "وداعا بونابرت". الا تري ان اخراج الافلام التسجيلية والقصيرة مرحلة وانتهت في حياتك؟ - ابدا.. و"عمري ما ح ازهق" من الافلام التسجيلية واسعد لحظات حياتي عندما اكون عضوا في لجان تحكيم مسابقة للافلام التسجيلية لانني اتعلم منها كثيرا حتي لو كان من بينها "افلام وحشة"!