عندما تُعلن جهة ما عن قيام مطرب بإحياء حفل من دون الاتفاق معه، يصبح من حق هذا المطرب أن يرفع دعوي قضائية ضد هذه الجهة، لأنها تاجرت باسمه، ولأنها قامت بالتدليس علي الجمهور، وكثيرا ما اعتدنا هذه القضايا. لكن الجديد، وغير المعتاد، أن يفاجأ عدد من فنانينا بالصحف وقد تناولتهم في أخبار وتقارير تؤكد قيامهم ببطولة أعمال مسرحية، حسبما جاء في خطة البيوت الفنية للمسرح، بينما هم كالزوج، "آخر من يعلم"!. مها أحمد واحدة من بين فنانين كثيرين تعرضوا لمثل هذا الموقف، وتحولت، في النهاية إلي ضحية وها هي تلقي الضوء علي ما حدث لها: - تلقيت اتصالاً هاتفياً من المخرج هشام جمعة مدير مسرح السلام يبلغني خلاله بترشيحي لبطولة مسرحية بعنوان "لو بطلنا نحلم" وتلقيت اتصالاً آخر من المخرج ناصر عبدالعليم يؤكد فيه ترشيحي لبطولة عرض آخر علي المسرح الكوميدي، وبالفعل تلقيت النصين المسرحيين وقرأتهما وأبديت إعجابي الشديد بهما، وتمنيت لو قدمتهما بالفعل، لكن خطوة عملية واحدة لم تتخذ في هذا الشأن(!) فهي ليست المرة الأولي التي سأتعاون فيها مع مسرح الدولة، بل سبق لي أن شاركت في ثلاثة أعمال هي: "مولد سيدي المرعب" علي خشبة مسرح ميامي، و"سجن النساء" علي المسرح القومي و"حلاق بغداد" علي المسرح الكوميدي لذا أتمني العودة للعمل علي خشبة مسرح الدولة لأنه "وحشني" وأتمني أن تتخذ خطوات جدية في تحريك الأمور، بحيث تبدأ البروفات، بدلاً من تجميد الموقف بدون سبب، وهو ما يدعوني للتساؤل وأنا في حيرة، لماذا اتصلوا بي إذن ما دامت النية غير جادة، أو الوقت مازال مبكراً لتقديم هذه المسرحيات؟ وهل صحيح أن القرار النهائي يعود إلي رئيس البيت الفني للمسرح د. أشرف زكي؟ نهاية واحدة، وتفاصيل مختلفة يرويها الفنان محمد رياض بقوله: - تم ترشيحي لبطولة العرض المسرحي "السلطان الحائر"، الذي كان من المفترض تقديمه علي خشبة مسرح السلام، لكن نظراً للإصلاحات والتجديدات الجارية علي مسرح السلام أصبح الخيار بين افتتاح العرض علي خشبة ميامي أو العائم أو القومي أو الانتظار حتي انتهاء الإصلاحات في مسرح السلام، وهو ما يجعلني أتساءل: هل سينتهي بنا الأمر إلي تقديم النص "في عز الامتحانات"؟ فقد اقترب الوقت وهناك بروفات تجري بغير انتظام، ولم يتحدد موعد قاطع لتقديم العرض، وأتمني أن تحسم الأمور بحيث يقدم مع بدء الإجازة الصيفية حتي يحظي بالإقبال الجماهيري إلا إذا حدثت أمور أخري ليست في الحسبان. المخرج هشام جمعة مدير مسرح السلام يبرر ما حدث مع مها أحمد قائلاً: - تغيير الخطة يرجع إلي أسباب محددة، إما بسبب ظروف الممثلين الذين اختيروا لبطولة العرض أو عدم وجود خشبة المسرح التي تقدم عليها العروض، كما حدث في حال إصلاح وتجديد بعض المسارح كالطليعة والسلام، وإما لأن عرضاً مسرحياً اتخذ قرار بتمديد مدة عرضه بأكثر مما كان محدداً في الخطة، وبالتالي يؤثر هذا علي العروض التي تليه. وعلي سبيل المثال كان من المفترض تقديم مسرحية "اللجنة" عقب انتهاء عرض "يمامة بيضا" ثم مسرحية "محمد كريم" إخراج فهمي الخولي وبطولة محمد الحلو ولوسي، ووحيد سيف لكن حدثت خلافات علي مستوي التنفيذ والميزانية فتم تأجيل "اللجنة" و"محمد كريم" وهي ظروف خارجة عن الإرادة، بدليل أن خطتنا 6 نصوص تمت الموافقة علي تقديمها بواسطة لجنة القراءة، وأحياناً تصل إلي 12 نصاً بما يجعل هناك استحالة في تقديمها طوال العام، وغالباً ما ينفذ منها 3 أو 4 نصوص ويتم تأجيل الباقي إلي عام جديد، نظراً لأن العرض يمتد أحياناً إلي ثلاثة شهور. المخرج ناصر عبدالمنعم مدير مسرح الغد يرجع الأسباب أيضاً، إلي أسباب تخص تغيير الخطة الموضوعة من قبل ويقول: - هناك ظروف خارجة عن إرادتنا، فقد وضعنا خطتنا في مسرح الغد بحيث تبدأ بعرض "الطريقة السهلي لإزالة البقع" إخراج نورا أمين ثم بقية العروض، لكن عرض "إزالة البقع" لم يقدم حتي الآن، وكان علينا أن نستبدله بعرض آخر لكي تسير الخطة، وفوجئنا بأن علينا استضافة عرض "في الليل لما خلي" نظراً للإصلاحات الجارية في مسرح الطليعة، وهو من إنتاج "الطليعة" بكل ما ترتب علي هذا من إرباك لخطتنا وضرورة تعديلها حتي لو تسبب هذا في انزعاج البعض، فما الحيلة؟ دليل آخر علي الارتباك يؤكده المخرج محسن حلمي مخرج عرض "وطن الجنون" الذي رشح لبطولته علي الحجار ومحمد منير، ولم يظهر له أثر، بعدما كان عنصراً فاعلاً في الدعاية لخظة البيت الفني للمسرح في عام 2008 حين قيل أنه مفاجأة العام.. والحدث المسرحي الذي سيتحدث عنه الجميع، وها هو "حلمي" يقول في مفاجأة لا تخطر علي بال: - حتي الآن لا أعرف ما مصير "وطن الجنون"، فمازالت الاتفاقات جارية، بعد اعتذار أحد بطلي العرض، ولن أذكر اسمه، وإن كانت هناك مصادر ترجح أنه محمد منير، وكان من المفترض أن نبدأ البروفات منذ شهر ونصف، بعد أن نستقر بشكل نهائي علي ترشيح أبطال العرض، ، وفريق العمل بأكمله، لكن لم يحدث شيء، وكل الأمور "محلك سر" بينما كان يفترض حسب إعلان البيت الفني للمسرح أن يفتتح العرض في نهاية الموسم الشتوي علي خشبة المسرح القومي، الذي يقدم عروضاً ليست من إنتاجه لحل أزمة التجديد في المسارح الأخري، وبهذا لم يعد للخطة التي أعلنت من قبل أي وجود! من ناحيته يقول المخرج هشام عطوة مدير مسرح الشباب: تغيير الخطة، وبالتالي تقديم عرض بدلاً من آخر لا ينبغي أن يمثل مشكلة أو أزمة، فهناك معايير كثيرة تتدخل في هذا من بينها ظروف خاصة بالممثلين أنفسهم المرشحين للعرض أو الميزانية وانشغال خشبات مسارح الدولة بالمهرجانات أو الفعاليات المسرحية التي تقام خلال العام، وبالتالي يصبح تأجيل بعض العروض أو استحداث بعضها وارد جداً. .. وأخيراً يقول الفنان محمد محمود مدير مسرح الطليعة: - هناك عوامل كثيرة تتدخل في تغيير الخطة، فعلي سبيل المثال يمكن أن يعجبني نص فأقرر تقديمه لكن ظروف البطل لا تسمح فأضطر إلي استبدال العرض بآخر بشرط أن كل النصوص تكون مجازة من لجنة القراءة والمكتب الفني لكل مسرح لكن ترتيب العروض ليست المسألة التي تحظي بالاهتمام والاعتبار.