يلمح المتحذلقون بشكل متزايد إلي أن الأمريكيين من أصل لاتيني يصوتون لهيلاري كلينتون فيما يصوت الأمريكيون من أصل أفريقي لباتريك أوباما. مثل هذا النوع من التلميحات لا يعكس نمط تصويت هؤلاء الناخبين بقدر ما يفيد وجود انقسامات دائمة بين المرشحين ويشير إلي أن الأمريكيين من أصل لاتيني ومن هم من أصل أفريقي بينهم مشاحنات وأن كل طرف منهما غير مستعد للتصويت للمرشح الذي ينتمي إلي الطرف الآخر. هذا الأمر غير حقيقي وليس له أي أصل تاريخي وليست له علاقة بالظروف الراهنة. فبث هذا النوع من الأخبار يؤدي إلي إيجاد فتنة حتي إن لم تكن هذه الفتنة موجودة في الأساس. حقيقة الوضع تتمثل في أن السود واللاتينيين ربما وصلوا علي متن سفن مختلفة غير أنهم الآن في قارب واحد بكل تأكيد. لقد تضرروا جميعا من أزمة الرهان العقاري وغرقوا جميعا في بحار من القروض. إنهم أكثر من عاني من الأزمة وأول منْ تضرر من ألاعيب المضاربين الذين أغرقوهم في القروض ورسوم التأخير والفوائد البنكية. لقد بات عليهم أن يتكبدوا أشد المعاناة المالية كي يحصلوا علي منازل مناسبة تؤويهم. إن السود واللاتينيين هم من يتنافسون من أجل الحصول علي وظائف لاسيما تلك الوظائف الخاصة بالعمال غير المهرة. غير أن هذا يعني أنهم لهم مصلحة مشتركة في رفع الحد الأدني من الأجور وضمان وجود إجازة مرضية مدفوعة الأجر وتطبيق معايير العمل الدولية وتوفير مبادئ الصحة المهنية وقوانين السلامة العمالية. إن أصحاب العمل الذين يستغلون العمال والذين ينتهكون حقوقهم هؤلاء يمثلون تهديدا مشتركا لأمريكا بأسرها. والآن وفيما تتباطأ خطي الاقتصاد، فإن السود واللاتينيين هم أول من سيجري طردهم من وظائفهم. يجب أن يكون هناك اتحاد بين اللاتينيين والسود، فلا مكان للانقسام في هذه المرحلة. فنحن سويا نمثل الغالبية في أكبر المدن الأمريكية. لدينا مصالح مشتركة وبرامج مشتركة ومعيشة مشتركة. مثل هذا النمط المعيشي قد يؤدي إلي توترات نتيجة نشاط بعض العصابات، غير أن العوامل المشتركة بيننا أكثر من عوامل الفرقة. حقيقة الأمر تشير إلي أن عدد السود بين الأمريكيين الجنوبيين يفوق عدد السود بين الأمريكيين الشماليين. فقد توقفت سفن العبيد في أمريكا الجنوبية أولا. عندما نتحد سويا سيمكننا تحقيق الانتصار. لقد عمل الدكتور كينج وسيزار شافيز سويا وسارا سويا في الحرب علي الفقر. في شيكاغو، تم انتخاب هارولد واشنطن عمدة للولاية بمساعدة أصوات اللاتينيين. وفي لوس أنجلوس، فقد أنطونيو فيلارايجوزا فرصة الترشح الأولي لمنصب العمدة بعد أن صوت السود لمرشح آخر. وبعد ذلك عمل فيلارايجوزا بجد لتطوير علاقات بناءة مع المجتمع المحيط به وكسب جولته الثانية بفضل تأييد الأمريكيين السود. وقد أيد اللاتينيون ويلينجتون ويب في دنفر. وصوتوا لديفيد دينكينز في نيويورك. ووقفوا بجانبي في 1988. وصوتوا بأعداد كبيرة لمصلحة باراك أوباما عندما ترشح لمجلس الشيوخ. وفي الانتخابات التمهيدية الحالية، تتمتع هيلاري وبيل كلينتون بشهرة كبيرة بين المجتمع اللاتيني.ويشعر أوباما بغربة نسبية خارج إلينوي. البرنامج السياسي للمرشحين متشابه بشكل كبير. ومن ثم فإنه لا غرابة في أن يرشح اللاتينيون الشخص الذي يألفونه بدلا من الشخص الذي لا يعرفونه بشكل كبير. أو يمكن القول إنه ارتفع حجم التأييد لأوباما في المجتمع اللاتيني بعد أن زادت معرفة الناس به عبر الانتخابات التمهيدية المتعاقبة. ومن ثم لا يجب نشر هذه الكذبة التي تفيد أن السود واللاتينيين لا يمكنهما الاتفاق ولا يمكن لأي طرف منهما تأييد مرشح الآخر. لقد بدأنا لتونا في تشكيل تحالفات واتحادات تهدف إلي إيجاد القادة والبرامج التي من خلالهما يمكن جعل أمريكا مكانا أفضل للعيش.