واصلت إسرائيل امس مجازرها الوحشية في قطاع غزة حيث اسفرت غاراتها عن استشهاد 32 واصابة اكثر من 50 اخرين لترتفع حصيلة عدوانها منذ الاربعاء قبل الماضي الي 70 شهيدا واكثر من 200 جريح.. يأتي ذلك في وقت اعلنت فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي عن مصرع اثنين من جنودها خلال اشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين. وافادت التقارير الواردة من غزة بأن الغارات الاسرائيلية تتواصل علي جميع انحاء قطاع غزة وسط انباء عن سقوط المزيد من الشهداء والجرحي وتحدثت بعض المصادر عن استشهاد ثلاثة اطفال ووجود عشرات من الجرحي داخل المستشفيات في حالة حرجة. ووصف مراسل قناة الجزيرة الفضائية ما يحدث في غزة بأنه "حالة حرب" حيث تحلق الطائرات الحربية والمروحيات العسكرية الاسرائيلية بكثافة في سماء القطاع فيما تعج الشوارع بالجرحي الذين لم تتمكن فرق الاسعاف من الوصول اليهم. كما واصلت القوات البرية الاسرائيلية توغلها في شرق بلدة جباليا مستهدفة منازل المدنيين. واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس قتل ثلاثة جنود اسرائيليين في اشتباكات مع قوة اسرائيلية راجلة في جباليا كما استهدفت هذه القوات بمدفعية من طراز ياسين وقذيفتين مضادتين للافراد قرب مسجد صلاح الدين. وحشدت اسرائيل العشرات من دباباتها شمال غزة انتظارا لصدور قرار من رئيس الحكومة ايهود اولمرت ببدء عملية برية واسعة. وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز قال انه تم اعطاء التفويض الكامل للجيش لاجتياح القطاع ووقف الصواريخ الفلسطينية. وكان عشرات الالاف من الفلسطينيين تظاهروا امس الاول للتنديد بالغارات الاسرائيلية بناء علي دعوة حركة حماس. ادان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" امس الهجوم الذي تشنه اسرائيل علي قطاع غزة واصفا اياه بأنه ارهاب دولي واكد ان ما يجري في غزة هو اكثر من محرقة. واضاف ابو مازن خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني قائلا ان هذه العملية هي حقد علي الشعب الفلسطيني، كما دعا المجتمع المدني ليري بعينيه ما يحدث في غزة. من جانب آخر نشر مكتب ابحاث الكونجرس دراسة عن الاوضاع علي حدود غزة اعدها جيرمي شارب الباحث المتخصص في شئون الشرق الاوسط واستعرض فيها مشكلة الحدود من زاوية تأثيرها علي العلاقات المصرية الاسرائيلية. وابدت الدراسة مخاوفها من ان يكون لسيطرة حماس علي غزة تأثيرات سلبية علي العلاقات بين القاهرة وتل ابيب تلك العلاقات التي وصفها بأنها دليل علي نجاح الدبلوماسية الامريكية في الشرق الاوسط علي مد ثلاثة عقود. واكد الباحث ان ازمة الحدود قد تؤثر سلبيا علي التعاون المصري الاسرائيلي في القضايا التي تمس الامن القومي الامريكي مثل مواجهة الجماعات الاسلامية المتطرفة ودعم عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين مشيرا الي ان التوتر في العلاقات سوف ينعكس علي مسار المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية بعد مؤتمر انابوليس للسلام. وحسب الدراسة من المتوقع ان تشهد الفترة القادمة استمرار التوترات حول امن الحدود مع تصاعد العنف بين الدول العربية معركة حماس خاصة في ظل غياب اية مؤشرات علي اعتراف حماس بإسرائيل.