أحسن الفنان الكوميدي ماجد الكدواني صنعا، عندما تجاوز بوعي تعثر تجربة البطولة المطلقة في فيلم "جاي في السريع"، وفطن أن البكاء علي اللبن المسكوب، لن يجدي نفعا فعاد لممارسة هوايته، وارتضي العودة للدور المساعد دون أن يكابر أو يتعالي، حتي لو كان الدور في فيلم بطولة مي عز الدين، كما رأينا في "شيكا مارا"! هل أنت راض عن تجربتك في "شيكا مارا"؟ إلي درجة كبيرة؛ ويكفيني أن الفيلم حقق نجاحا كبيرا في ظل منافسة شرسة لأفلام قام ببطولتها نجوم شباب وتحقق إيرادات هائلة في كل موسم، بفضل ثقة جمهورهم، ومغامرة أن تفكر في عرض فيلمك وسطهم، وجرأة أكبر أن تنجح في تحقيق قدر من الإيرادات وسط هذه الأفلام. ألا تري أن الفيلم لم يرق لمستوي المنافسة هذا الموسم؟ لست أنا من يحدد هذا، بل الجمهور هو المقياس الوحيد لنجاح الفيلم، أما مستواه فهو جيد بالنسبة لفيلم خفيف لكل الأعمار. أنت تعترف بأن الفيلم ترفيهي بالمقام الأول؟ كل الأفلام الغرض منها الترفيه قبل أي شيء، وإضافة معلومة ليست مسئولية الفيلم الكوميدي الذي يخفف العبء والضغوط في حياتنا مثلما يؤكد علي الترابط الحقيقي المفقود في معظم علاقاتنا الإنسانية. ألم تجد مشكلة في قبولك دورا ثانيا بجانب مي عز الدين؟ "مي" موهبة شابة، لكنها تمتلك أدوات أكبر من عمرها الفني وهو ما يشجع أي فنان علي مشاركتها العمل، وليس علينا أن ننسي أن تلك الموهبة شجعت شركة إنتاج علي منحها هذه البطولة. وهذا يعني أنها تستحق الفرصة ونجاح الفيلم خير دليل علي أحقيتها في هذه الفرصة. ألم تمانع في العودة للدور الثاني بعد بطولة "جاي في السريع"؟ أنا أرحب بالدور الثاني في عمل ناجح عن البطولة في عمل لا ينتظره إلا الفشل، والتوفيق في البداية والنهاية من عند الله وأنا أعترف أن خطوتي نحو البطولة تعثرت، لكن الحمد لله علي كل شيء. ولم تعد البطولة ضمن أحلامك؟ البطولة سيأتي وقتها حتما، لكنني قررت أن أتأني في اختياراتي المقبلة، ولا أتعجل الأمور. غنيت من قبل لكنك امتنعت عن ذلك في "شيكا مارا"؟ سبق أن غنيت فعلا مع حمادة هلال، لكنني رأيت أن "مي" و"إدوارد" قاما بالواجب في هذا الفيلم. واكتفيت بالكوميديا في السينما دون التطرق لألوان أخري؟ الكوميديا أصعب ألوان الفنون، فمن الصعب جدا إضحاك الناس في ظل الهموم الموجودة علي أرض الواقع، والسينما تحتاج إلي هذا اللون حاليا فكم نجما يضحك الناس؟ وجود بطل كوميدي آخر في نفس الفيلم هل يسبب مشكلات؟ علي الإطلاق؛ بل يحفز النجوم بعضهم البعض ويعطي جرعة أكبرمن الكوميديا يستفيد منها المشاهد ويستثمرها النجوم في زيادة شعبيتهم، وكلما زاد عدد نجوم الكوميديا في الفيلم صار مستواه أفضل. ألا تري أن الكوميديا تحتل مساحة كبيرة في الأفلام السينمائية؟ علي العكس، الكوميديا لم تأخذ حقها حتي الآن، وإذا أحصينا عدد الأفلام الكوميدية هذا الموسم، سنجدها قليلة مقارنة بأفلام الأكشن. هل تتهم الجمهور بالقسوة وعدم الحيادية في حكمه علي تجاربك السينمائية؟! حكم الجمهور في كل الأحوال يرضيني مهما كان قاسيا، فليس من المعقول أن يكون الإنسان وحده هو صاحب الرؤية الثاقبة والمئات من المشاهدين علي خطأ، فإذا سقط فيلم أو نجح نجاحا كبيرا، فمن المؤكد أن هناك حالة إجماع وهي الأصح ولا شك. لماذا رفضت أعمالا عديدة تمنحك مرة أخري البطولة المطلقة؟ وما فائدة بطولة مطلقة ينتظرها فشلا كبيرا، فلن أخطو خطوة تؤثر علي خطواتي القادمة، ولن أشارك في أفلام بها شبهة "مقاولات" لمجرد أن أكون البطل الأوحد. هل صحيح أن فيلمك القادم مع حمادة هلال؟ فيلمي القادم سيكون مفاجأة وليس مع حمادة هلال، وإن كنت أتمني أن يحدث تعاون جديد بيننا، لأن حمادة إنسان جميل وفنان موهوب. جميع العاملين بأفلامك يطلقون عليك "أبو قلب أبيض" تجدها ميزة أم عيبا؟ حين يحب الله عبدا يحبب فيه خلقه، هكذا أخبرتني والدتي يوما، وأحمد الله علي حب الناس وأكيد الطيبة تتسبب لي في سلبيات ومواقف محرجة في حياتي، لكنني لا أندم علي شيء وكل قراراتي تنبع من قلبي بكل عقل حتي لو لم يكن هذا مناسبا للعصر، وإن كان لا يروق للبعض. هل فكرت يوما أن مكانك بعيد عن التمثيل؟ وأين؟ أتخيل أن مكاني المناسب عيادة للطب النفسي، فأنا أجيد الاستماع للناس، لكن المشكلة أنه لو حدثفقد كنت ساتبرع بقيمة الكشف إذا نجح المرضي في إثارة تعاطفي وغالبا ما كنت سأغلق العيادة بعد شهرين علي الأكثر.