في ليلة واحدة مساء السبت تجلي التناقض اللبناني بوجهيه مع اقامة حفل راقص علي غرار الحفلات الارستقراطية الاوروبية وآخر غنائي وطني لدعم عائلات شهداء المقاومة ضد اسرائيل , فرغم حرب الصيف القاسية التي عصفت بالبلاد والازمة السياسية الخطيرة التي تعيشها اليوم يواصل اللبنانيون الاستمتاع بالحياة واقامة السهرات وان تنوعت بتعدد انتماءاتهم السياسية واهوائهم. فمن جهة, اقيم حفل راقص لفتيات الطبقة المخملية نظم لدعم الصليب الاحمر اللبناني بحضور لفيف من ممثلي الارستقراطية في العالم ومن اثرياء لبنان. وقال سفير فرنسا السابق في لبنان مارسيل لوجيل الذي شاركت ابنته ماري كريستين في هذا الحفل الراقص الذي تخطو فيه فتيات الطبقة الراقية اولي خطواتهن في المجتمع ان "التناقض في النموذج اللبناني ما زال قويا". وشارك عدد من كبار الصاغة والرسامين في مزاد علني يعود ريعه لشراء سيارات اسعاف للصليب الاحمر. ونظم الحفل تحت رعاية وزير السياحة جو سركيس المنتمي الي حزب القوات اللبنانية المعارض لسوريا والمنتمي الي الغالبية النيابية. وفي الوقت نفسه كانت الاجواء اكثر شعبية في منطقة مرفا بيروت حيث غنت الفنانة جوليا بطرس امام الالاف بينهم لفيف من الشخصيات الموالية لسوريا ومن المعارضة, في حفل يعود ريعه لعائلات "الشهداء" الذين سقطوا في الحرب الاسرائيلية الاخيرة. وبين الحشد كان يمكن مشاهدة شابات من تيار الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون بثياب عصرية متحررة وهن يلوحن بالاعلام اللبنانية ويحملن صور الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي وقع مع عون علي ورقة تفاهم اسست لتحالف بين القوتين. والي جانبهن, كان يمكن رؤية فتيات من حزب الله بحجابهن وثيابهن التي تغطي الجسد واللاتي كن يكتفين بالتصفيق برصانة. وهتفت الجموع "مقاومة, مقاومة" بينما غنت جوليا "احبائي", الاغنية المقتبسة عن الرسائل التي كان يوجهها نصرالله الي المقاتلين خلال الحرب. كما غنت اغانيها الشهيرة الاخري مثل "غابت شمس الحق" و"الشعب العربي وين".