بعد أن نهض الطيران المدني علي أرض مصر من كبوته في "انتفاضة عملاقة" شهد لها القاصي والداني بعد جهود مضنية من العمل الجاد والمثابرة علي مدي أربع سنوات. تعانقت جهود القيادات مع جهود العاملين علي إرساء حجر الأساس للبنية التحتية وما فوقها للصرح الشامخ ومنظومة الطيران المدني علي أرض مصر وعلي رأسها مصر للطيران سفير مصر بالخارج في رحاب السماوات المفتوحة!! ومصر للطيران راعت ضمن منظومة التطوير والتحديث الرأسي والأفقي ضرورة تدريب العمالة الفنية من المهندسين والفنيين علي أعلي مستوي من المعايير العالمية لنظام الجودة والموارد البشرية المؤهلة مما أسفر في النهاية عن الاعتراف الصريح من الوكالة الأوروبية لأمن وسلامة الطيران "الإيازا" بقدرات مصر للطيران متمثلة في منح الشركة الوطنية شهادة الاعتماد الأوروبي مدونا علي صدر التاريخ وشهادة "الايازا" الأوروبية الي دخلت بها مصر للطيران إلي مشارف العالمية! وتسابقت الشركات العالمية والعربية للتعاقد مع مصر للطيران لإجراء الصيانات والعمرات لطائراتها هنا علي أرض مصر فضلا عن قاعدة هندسية لصيانة وعمرة الطائرات الحديثة في "الدمام" بالمملكة العربية السعودية تحت إشراف مجموعة منتقاة من المهندسين والفنيين المصريين الأكفاء. وليس سرا أن نعلن هنا أن تكاليف تدريب المهندس بمصر للطيران في الخارج والداخل تتراوح ما بين 200 250 ألف جنيه تتحملها شركة مصر للطيران للصيانة يلي ذلك بالطبع الفني المتميز وهو من العناصر النادرة في مجال التخصص.. من هذا المنطلق انطبق علي هؤلاء النخبة من المهندسين والفنيين وصف "الموارد البشرية" ذات الطبيعة الخاصة التي لا يجوز التفريط فيها بأي حال من الأحوال. إلا أن الرياح قد تأتي أحيانا بما لا تشتهيه السفن بعد أن وضعت الأعين الانتهازية خطتها لسحب واستنزاف تلك الثروة من مصر للطيران "علي الجاهز" تحت جميع الاغراءات المادية من دولارات ودينارات! ونحن هنا ندق ناقوس الخطر للحفاظ علي ثروة مصر الكبري من الموارد البشرية المدربة وعصب التنمية الشاملة الذي رفع لواءه وزير الطيران المدني بعد جهد مضن.. كما أننا نرفض تحت جميع الشعارات الجوفاء أن تستنزف تلك الثروة وبالتالي استنزاف مجهود رجل مصري أصر أن يضع مصر للطيران علي الخريطة الدولية بعد أن استنهض عملاق الطيران المدني علي أرض مصر. فقد ظهر علي الساحة بعض السماسرة العرب للتعاقد سرا مع الكفاءات النادرة بمصر للطيران وكنا نحسب أن هذا القادم غير المرغوب فيه جاء ليشارك في القضاء علي البطالة التي وصلت حسب آخر إحصائية إلي 6.8 مليون عاطل وكان للأسف جاء الضيف الثقيل بحثا عن مصالحه.. ونحن هنا أمام قضية شائكة قد ترقي إلي مستوي الأمن القومي ونضعها برمتها أمام وزير الطيران المدني الفريق "أحمد شفيق" ذلك الرجل الفولاذي الذي يعرف كيف يحافظ علي عبوره ولا يسمح بحرب "الثغرات" التي تهدد مسيرة قطار التنمية الذي عرف أسراره ومفاتيحه! كما نناشد الفريق "أحمد شفيق" وزير الطيران المدني سرعة الانتهاء من "أكاديمية علوم الطيران" لتعويض الفاقد الاضطراري في حالة الضرورة بعد أن نجح السمسار الذي حمل في جعبته نيرانا صديقة من سحب بعض العمالة من مصر للطيران في زمن الترهل الإداري وعدم تفعيل التكييف القانوني لعقود التشغيل التي تجاهلت في بنودها عنصر الانتماء المفتقد عند ضعاف النفوس.