أشياء غريبة تحدث في مسابقة الدوري المصري ولكنها تؤكد ما سبق ان قلناه ان هذا الموسم غير كل موسم، وان كل الاندية أو اغلبها - علي غير العادة - قد تحفزت وسنت اسنانها مقدما لافتراس بعضها بعضا، أو علي الاقل لاثبات وجودها بقوة في المسابقة، فاذا لم تنافس أو تحصل علي مركز متقدم، فعلي الاقل تتفادي المطبات والمواقف الصعبة في الاسابيع الاخيرة من المسابقة.. لذلك اسجل من الآن، ان الاندية الثلاثة التي صعدت الي الممتاز هذاالموسم ولم تفز حتي الآن، وهي طنطا والاولمبي وبترول اسيوط ستعود حتما نهاية هذا الموسم من حيث جاءت. هذه المقدمة الطويلة كان لابد منها لتقديم ما حدث في مباراتين فقط من الاسبوع الرابع الذي استهل بفوز مفاجيء لفريق طلائع الجيش علي الزمالك بهدفين نظيفين، كانا مثل الصدمة الرهيبة التي لا راد لها وايضا فوز الاتحاد علي حرس الحدود في الديربي السكندري 3/2 بعد مباراة كبيرة من الفريقين. وببساطة فقد اوقف الجيش فريق الزمالك عند 6 نقاط وهذا يعني انه بعد ان كان يقترب بقوة من الصدارة هبط فجأة الي منطقة الوسط كما ان الاتحاد السكندري تقدم خطوة بالغة الاهمية الي الامام برصيد 8 نقاط علي حساب جاره حرس الحدود "7 نقاط" والذي كان مرشحا للفوز بهذا الديربي والتقدم مباشرة الي القمة التي كان شريكا فيها الاسبوع الماضي. صدمة الهزيمة في الزمالك كانت شديدة ومجلجلة لانها وقعت امام الجمهور الزملكاوي العريض الذي جاء الي ملعب الكلية الحربية لقضاء أمسية كروية ومشاهدة فوز جديد لفريقه بعد ان قدم لاعبو الزمالك في آخر مباراتين اداء قويا يعطي مؤشرات واضحة اكد الفريق قرر ان يرتدي ثوب البطولة هذا الموسم، لذلك فقد وجد جماهيره تعود اليه، خاصة ان الفارق الفني كبير بين كاجودا المدير الفني للزمالك وطلعت يوسف المدير الفني لطلائع الجيش.. ولكن الملعب كشف العكس وان يوسف كان أكثر ذكاء من كاجودا، لأنه لعب علي تأمين الملعب واستغلال مهارات مهاجميه في خطف الفوز في الثلث الاخير من المباراة بالهجمات العكسية المرتدة واستغلال الكرات الثابتة القريبة من منطقة جزاء الزمالك، بينما كان علي مهاجمي الزمالك ان يخترقوا هذه التخصينات الصعبة التي لجأ اليها الجيش وحاصر لاعبو الطلائع في نصف ملعبهم لاعبي الزمالك من كل جانب لاستخلاص الكرة وشن الهجمات المعاكسة بواسطة صامويل تيرا القصير الرهيب. ليحرز حسام عبدالعال وحسن موسي هدفين في آخر 5 دقائق. ويبدو ان طلعت يوسف تعلم من درس مختار مختار المدير الفني لبتروجيت الذي واجه الزمالك الاسبوع الماضي بخطة هجومية مفتوحة اسفرت عن هدفين في مرماه لان دفاعه كان مكشوفا.. لذلك راقب مدافعو طلائع الجيش مهاجمي الزمالك كظلهم خاصة عمرو زكي فكانت مهمتهم صعبة جدا. جاء فوز الطلائع بسهولة كبيرة وبخطة بسيطة فكان الهدف الاول من ضربة حرة مباشرة لم يحسن محمد عبد المنصف التعامل معها، لتسكن الكرة شباكه بغرابة.. وقد اصاب هذا الهدف لاعبي الزمالك بفقدان التركيز فتركوا الملعب مفتوحا عن آخره لتصاب شباك عبدالمنصف بالهدف الثاني من هجمة عكسية لم يكن خلالها دفاع الزمالك موجودا عندما بدأ عبدالستار صبري هذه الهجمة، لتستقر الكرة دون مضايقة تذكر في شباك الزمالك. واذا كان غياب ابراهيم سعيد وطارق السيد قد ترك اثره السلبي علي اداء الفريق الا ان ما هز الزمالك هو غرور لاعبيه واحساسهم بالطفرة التي تحققت في اداء الفريق مؤخرا، وظن اللاعبون انهم عادوا لسابق عهدهم البعيد، بانهم فائزون لا محالة مهما كان الخصم.. ونسي لاعبو الزمالك انهم خسروا مباراتهم الاولي امام المحلة الذي استهانوا به وبنفس الاستهانة كانت مواجهتهم مع الجيش. ولكن كاجودا تهرب من ادانة لاعبيه واكتفي بعد المباراة بأن يصلق الخسارة الثانية له من 4 مباريات الي سوء الحظ الذي لازم لاعبيه، وانهم اقتربوا من مرمي الطلائع كثيرا الا ان الكرة ابت ان تسكن الشباك. ومن الملاحظ ان هدفي طلائع الجيش سكنا شباك محمد عبدالمنصف بعد دقائق من اشتراك حازم امام بدلا من علاء عبدالغني الذي كان صمام امان لوسط الملعب، فاختل التمركز الدفاعي بشدة بصفوف الزمالك.