مثلما كانت الصحف المعارضة "حزبية ومستقلة" سنداً للقضاة في معركتهم حول قانون السلطة القضائية، بدت مساندتهم -وإن بدرجة أقل في المساحة- لمعركة نقابة الصحفيين، وفي الوقت الذي حاولت فيه الصحف القومية إيهام الرأي العام بأن مشروع قانون إلغاء الحبس في قضايا النشر يلبي مطالب جموع الصحفيين وأن الحياة أصبح لونها "بمبي"، فإن الصحف المعارضة أبرزت بوضوح أن النقابة ترفض مشروع الحكومة بشكل قاطع.نشرت "المصري اليوم" في صفحتها الأولي تقريراً بعنوان "الصحفيون يحملون الشريف رسالة للرئيس برفضهم المشروع الحكومي لإلغاء الحبس -وفد النقابة: المشروع ينم عن غبار سياسي واستعداء للصحفيين" ولم تغفل المصري اليوم أصول المهنة فنشرت كلام صفوت الشريف الذي قاله أيضاً للصحف القومية.نشرت الوفد أيضاً في صفحتها الأولي بعنوان "النقابة: التعديلات تمثيلية لحماية الفساد" وأيضاً لم تبخس الوفد حق الشريف في قول ما يريد. بقية الصحف المعارضة والحزبية انتهجت النهج نفسه ونشرت حقيقة موقف نقابة الصحفيين.. ولا عزاء للقراء الذين احتاسوا وما عادوا يستطيعون تصديق أي شيء إزاء هذا التناقض الفج.