في الوقت الذي تتواصل فيه تحقيقات النيابة لكشف ملابسات غرق العبارة السلام 98، نجحت فرق الاغاثة في انقاذ 21 راكبا أمس ليرتفع عدد الناجين في كارثة العبارة المنكوبة إلي 417 راكبا، بينما تم انتشال 136 جثة. وكشفت التحقيقات الأولية وروايات شهود العيان والناجين عن وجود إهمال من طاقم الباخرة في التعامل مع الأزمة التي مرت بها العبارة قبل غرقها فقد ذكرت المعلومات أن اغلاق أبواب العبارة قبل نشوب النيران في مخزن السيارات بها أدي إلي ارتفاع عدد الضحايا، بالاضافة علي عدم وجود اجهزة اطفاء كافية ووسائل النجاه اللازمة للركاب. وفيما ترددت معلومات عن أن قبطان العبارة الذي لازال في عداد المفقودين قفز إلي أحد قوارب النجاة بعد مشاجرة مع الركاب، كشفت مصادر مطلعة عن ان النيابة تتحفظ علي طاقم البحارة الناجين من الكارثة. وقد شهد يوم أمس ولليوم الثاني علي التوالي اشتباكات عنيفة بين أهالي الضحايا والشرطة وسط اتهامات من الأهالي لأجهزة الامن ببطء الاجراءات وعدم افادتهم بأي معلومات عن الضحايا، وحاول الاهالي اقتحام الميناء الا ان اجهزة الامن تصدت لهم ومنعتهم من الدخول. وقال ابو بكر الرشيدي محافظ البحر الاحمر خلال لقائه مع اعضاء لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب التي تزور المحافظة حاليا للاطلاع علي الموقف إن اهالي ضحايا العبارة المتكدسين علي ارصفة الميناء اصابوا 11 جنديا نتيجة الاعتداء عليهم ولكن نحن نعذر الاهالي نظراً لحالتهم النفسية السيئة لافتا إلي أن أهالي الضحايا اعتدوا صباح أمس علي العاملين في الميناء وحطموا بعض الواح الزجاج. وأكد أن هناك 3 آلاف من أسر الضحايا يعيشون حاليا في قرية الحجاج بميناء سفاجا إعاشة كاملة اضافة الي الاهالي الموجودين في بعض مراكز الشباب.. من جانبه نفي اللواء شيرين حسن محمود وكيل أول وزارة النقل منع غواصين من العمل بمنطقة الحادث وقال ان قدرة الغواص لاتتجاوز الغوص 30 متراً فقط في حين أن العبارة ترقد علي بعد 1000 متر من سطح البحر. واكد ان العبارة ليست مصرية ولكنها بنمية تملكها شركة بنما وتحمل علمها أما الادارة والتشغيل فهي للشركة المصرية السلام وان الحقائق عن أسباب الغرق في يد ضابط ثاني العبارة الذي نجا من الحادث وأدلي ببعض المعلومات إلا أنها مازالت محل تحقيق ولايمكن القول بأنها مؤكدة. وقال إن صدور قرار بتوقف البحث سيكون قراراً سياسياً مشيراً إلي أن اثنتين من كاسحات الالغام تقوم بالبحث مع قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات في شرم الشيخ عن الضحايا والناجين. وأشار إلي أن الضابط الناجي أشار لاندلاع حريق في مخزن العبارة للسيارات وتم التعامل معه لفترة طويلة وأن المياه التي تكدست في الجراج افقدت العبارة اتزانها وان القبطان قرر العودة بها الي ميناء ضبا الذي كان أقرب منه إلي سفاجا ولكنه عدل في طريق سيره الي سفاجا مرة أخري مشيراً إلي أنه شب حريق اخر نتيجة وجود جذوة مشتعلة متخلفة عن الحريق السابق وانقلبت العبارة قبل اتخاذ ترتيبات النجاة. واكد اللواء شيرين أن اخر تفتيش سعودي للعبارة كان يوم 31 يناير الماضي أي قبل مغادرتها ضبا وأشار إلي أن اكثر من 35 تفتيشاً تعرضت له العبارة كان اخرها من هيئة السلامة البحرية المصرية في الخامس والعشرين من يناير الماضي. وأكد شيرين انه تقرر ضم اثنين من الخبراء أحدهما من بنما صاحبة السلطة علي العبارة الي لجنة التحقيق المشكلة والثاني من المنظمة البحرية العالمية ورؤساء أقسام بناء السفن في كليات الهندسة.