اليوم سيلقي الرئيس بوش خطابه عن حالة الاتحاد الذي سيوضح فيه الخطوط العريضة لأولويات وحاجات الولاياتالمتحدة والاتجاه الذي يجب أن تسلكه وما هذا الاتجاه في نظري سوي المضي نحو استقلالنا في مجال الطاقة.. وفيما لو ارتقي بوش بخطابه إلي مستوي هذا التحدي، فهذا يعني فتح صفحة جديدة من صفحات رئاسته أما إن تقاعس فعلي إدارته السلام وفيما يلي نص الخطاب الذي أتوقع سماعه من الرئيس بوش: أيها المواطنون الأمريكيون في الخامس والعشرين من مايو عام 1961، ألقي الرئيس الأسبق جون كنيدي خطابا استثنائيا عن حالة الاتحاد دعا فيه الأمة إلي تكريس كل جهودها وطاقاتها من أجل إرسال طاقم فضائي إلي القمر. وبتحديده لذلك الهدف السامي إنما قصد الرئيس كنيدي استنهاض واستنفار كافة مواهبنا الصناعية والعلمية، وشحذ همتنا جميعا وحثنا علي التضحية في سبيل اللحاق بالاتحاد السوفييتي الذي سبق بلادنا في مجال الصواريخ الفضائية العملاقة. ومضي الرئيس كنيدي مستطردا في القول وفي حين ليس في وسعنا بعد أن نؤكد أننا سنكون الأوائل في هذا المضمار إلا أن المؤكد هو أن فشلنا عن القيام بأي جهد من أجل تحقيق هذا الهدف، ما يضعنا في الخانة الأخيرة أو الذيل دون شك وهنا أنا أحدثكم الليلة عن تحد مماثل، فإذا كان الرئيس كنيدي قد أبدي قلقه ومخاوفه في حديثه ذاك إزاء الخطر الأمني الذي تشكله الشيوعية علي بلادنا نتيجة تفوقها علينا في سباق الفضاء، فإنني أقول لكم اليوم إنه وما لم نول ظهورنا لسياسة الاعتماد الحالي علي النفط ونتجه إلي مصادر الطاقة القابلة للتجديد فإن مما لا شك فيه أن تتحول حياتنا نحو ما هو أسوأ بكثير مما يمكن أن يفعله بنا الخطر الشيوعي. لذا فإن النداء لتبني الطاقة البديلة المتجددة هو نداء هذه المرحلة المهمة من تاريخ أمتنا وذلك أولا: لأننا نخوض حربا ضد إرهاب إسلاموي نعمل نحن علي تمويله بطريقة غير مباشرة عبر اعتمادنا علي طاقة النفط ثانيا: ومع تصاعد وتواتر انضمام أعداد أكبر فأكبر من الهنود والصينيين للطبقات الاجتماعية الوسطي العالمية. واتجاههم نحو نمط استهلاك البيوت والسيارات وغيرهما، فقد تعين علينا الاسراع بفطام أنفسنا عن طاقة النفط، والمحروقات الحفرية كما أن علينا الاعتراف بحقيقة مساهمتنا في ظاهرة الإحماء الشامل والتغير المناخي، المؤدية إلي ذوبان طبقات الجليد في المناطق القطبية ولهذا السبب فإن من الواجب أن نجعل من السيارات والمكاتب والمعدات والتصميمات الخضراء الصديقة للبيئة المعتمدة علي مصادر الطاقة البديلة القابلة للتجدد.. الصناعة الأكبر والأهم في قرننا الحالي، وفيما لو لم تبادر بلادنا إلي احتلال مركز الصدارة في هذه الصناعات فمما لا شك فيه أن تسبقنا إلي ذلك دول مثل الصين والهند واليابان أو الدول الأوروبية، وإن كان لنا أن نأخذ بزمام القيادة والمبادرة فإنه لابد لنا من الالتزام بتطبيق أعلي معايير كفاءة استهلاك الطاقة، وفرضها فرضا علي شركاتنا الأمريكية الصنعة للسيارات وغيرها من الشركات العاملة في المنتجات ذات الصلة بالطاقة، حتي يكون لنا السبق والابتكار في هذا المجال كما أريد لأبنائنا وبناتنا في المدارس والجامعات أن يولوا اهتماما خاصا لدراسة الرياضيات والعلوم والهندسة حتي يكونوا عونا لأمتنا في سعيها للانعتاق والتحرر التام من عبودية الاعتماد علي النفط.. وإذا كان الرئيس كنيدي قد استنهض أمتنا كلها بقوله دعونا نرسل أحدا منا إلي الفضاء.. فإنني أقول لكم اليوم دعونا نرسل النفط إلي المتاحف. ثالثا وأخيرا: فلنعلم جيدا أنه ما من سبيل للديمقراطية أن تنتشر وتسود العالم يوماً طالما بقيت لأسوأ حكومات العالم كما هو حال أنظمة إيران والسودان وفنزويلا ثروات مالية هائلة من موارد النفط تمكنها من الاستعلاء والصلف وتجاهل العالم كله وطالما واصلنا نحن هنا في أمريكا وأوروبا والصين والهند استرضاءنا لها طمعا في مواصلة رضاعتنا لنفطها. ولكل هذه الأسباب مجتمعة فها أنا أبعث إلي الكونجرس مسودة قانون بوش لحرية الطاقة مع العلم بأن هذا القانون قد استند في مواده ونصوصه علي أفكار فيليب فيرجلر الخبير المعروف في شئون الطاقة، وفيما يلي ملخص لأهم النقاط الواردة في القانون أولا: تستأثر المواصلات والنقل بالقسط الأوفر من استهلاكنا للنفط. ولما كان الأمريكيون قد انكبوا علي شراء السيارات الكبيرة وسيارات VUS الاقتصادية الصغيرة فقد كان في توقعهم أن تظل أسعار البنزين والجازولين علي انخفاض أسعارها بيد أن الواقع لم يعد كذلك الآن كما نعلم وعليه فإنني اقترح إنشاء وكالة حكومية أمريكية تكون مهمتها الوحيدة هي شراء أي سيارة شرهة شافطة للنفط.. سواء بسعر السيارة الجديدة أو المستعملة وتحطيمها علي الفور. علي أن يدعم هذا البرنامج بفرض ضريبة إضافية علي أسعار الوقود يبدأ سريانها اعتبارا من عام 2008 وبذلك سوف يرغم الناس علي الإسراع بشراء السيارات الاقتصادية ذات الكفاءة العالية اعتبارا من الآن. ثانيا: وأخيرا بهذا أعلن قبولي استقالة نائبي ديك تشيني الذي رفض أن يكون مندوب مبيعات ل قانون بوش لحرية الطاقة وترشيحي ل جيفري إميلت المدير التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك الذي صاغ كل نشاط شركته حول فكرة الخيال الاقتصادي بدلا منه طابت ليلتكم.