كنت في زيارة لأحد الأندية العريقة وجلست في حديقة النادي اتأمل وأراقب ثلاثة أطفال صغار وهم يلهون ويلعبون كرة القدم وكانت أما الأطفال الثلاثة تتسامران وتتجاذبان معاً أطراف الحديث ولكن عندما نادت أم أحد الأطفال علي طفلها قائلة (جورج) تعال هنا تأكسد الجو وتكهرب الحديث بين الأمين وعندئذ نادت الأم الأخري علي طفليها وجمعت حوائجها منصرفة من النادي وسمعتها تقول لطفليها عندكم النادي بأكمله فلم تجدوا إلا جورج لتلعبوا معه أما المشهد علي الجانب الآخر فقد كان لجورج الصغير الذي جلس منكسر القلب وقد أغرورقت عيناه بالدموع فهو لم يع أو يفهم شيئاً مما حدث فحزنت لحزنه وانكسر قلبي له فما كان الذي سيضر الأم المسلمة لو لعب جورج الصغير مع طفليها؟! وساد جو الصداقة والألفة بين العائلتين والذي حدث بين هاتين الأسرتين يحدث في كثير من الأحياء التي تجمع الأقباط والمسلمين معاً ونجده أيضا في كثير من مدارسنا ولايقتصر هذا السلوك علي قلة من المسلمين ولكن يشترك في هذا أيضا بعض الأخوة المسيحيين وهذا السلوك يتنافي مع مبادئ الاسلام والمسيحية التي تدعو إلي الحب والسلام بين فئات البشر المختلفة فتعاليم المسيحية تقول لو لطمك أخوك علي خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن وأيضا تعاليم المسيحية تقول الله محبة واحبوا أعداءكم . ونجد لهذه التعاليم السمحة أيضاً مقابلاً في ديننا الاسلامي الذي يدعو إلي السلام والمحبة بين أهل الكتاب والمسلمين فقال الله تعالي ولتجدن أشد الناس عدواة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لايستكبرون" (82) المائدة ويقول الله تعالي أيضاً "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميمي. وقد كان للرسول صلي الله عليه وسلم جار يهودي يؤذيه ويلقي بالقاذورات والقمامة أمام بيته قبل ذهابه لصلاة الفجر وفي أحد الأيام عندما ذهب الرسول صلي الله عليه وسلم لصلاة الفجر وجد طريقه نظيفاً فسأل عن جاره اليهودي فعلم انه مريض فعاده فأسلم اليهودي لأخلاق النبي الكريمة السمحة والآن فلننته عن الاباطيل التي اخترعناها والتي تدعو إلي الفرقة والكراهية ولتطبق كل ملة تعاليم دينها الصحيحة والحقيقية فلو فعلنا ذلك لساد مناخ الحب والسلام ربوع بلادنا والتي لم تعرف نغمة هذا مسلم وهذا مسيحي منذ العصور الأولي للإسلام وحتي حقبة قريبة من هذا العصر.