بدأت الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة تدريباته لاستئناف القتال عندما تنتهي هدنة مع إسرائيلة مع بداية العام الجديد. وكانت معظم الفصائل الفلسطينية المسلحة قد وافقت علي وقف الهجمات علي إسرائيل حتي نهاية العام المنصرم والالتزام "بفترة تهدئة" نزولا علي رغبة الرئيس محمود عباس أبو مازن لكن كثيرين يقولون الآن انهم يريدون استئناف الانتفاضة بشكل كامل. والمسلحون الذين يتدربون في غزة ينتمون إلي كتائب شهداء الأقصي الجناح المسلح لحركة فتح التي يتزعمها أبو مازن ولجان المقاومة الشعبية وهي ائتلاف لم يؤيد الهدنة قط. وقال ابو شريف متحدثا باسم الجماعتين "التهدئة كانت خطأ استراتيجيا وقعت فيه المقاومة ولن يتكرر". وساعدت الهدنة علي تسهيل انسحاب اسرائيل من قطاع غزة بعد 38 عاما من الاحتلال وأوجدت هدوءا نسبيا حظي بترحيب من الجانبين وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية كبيرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين يريدون للهدنة ان تستمر. لكن أبو مازن لم يحقق تقدما يذكر عندما اجتمع مع الفصائل في غزة لحثهم علي تجديد التزامهم بالهدنة قبل الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقرر اجراؤها 25 يناير الجاري. وتقول الجماعات المسلحة ان تكلفة الهدنة عليهم كانت أكبر مما كسبوا لان اسرائيل واصلت الغارات ولم تطلق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين. وتقول اسرائيل ان غاراتها تستهدف النشطاء الذين يخططون لهجمات. والعنف في تصاعد بالفعل. وقتل مفجر انتحاري فلسطيني جنديا اسرائيليا واثنين من المارة الفلسطينيين في الضفة الغربية يوم الخميس الماضي. وقصفت اسرائيل "منطقة عازلة" جديدة في شمال قطاع غزة لمنع اطلاق الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع التي يقول النشطاء انهم يستخدمونها للانتقال من الهجمات الاسرائيلية في غزة والضفة الغربية. وأكد مسئول اسرائيلي أن اسرائيل اتفقت علي وقف لاطلاق النار مع أبو مازن وليس مع الفصائل الفلسطينية وأن الأمر بيده لضمان استمراره، ودأبت اسرائيل علي حث أبو مازن علي شن حملة علي النشطاء بدلا من الحوار معهم. وقال مسئول اسرائيلي كبير "الوقت يوشك علي النفاد أمامهم" مضيفا أنه إذا لم يفرض أبو مازن النظام فان المجتمع الفلسطيني سيبعد نفسه أكثر فأكثر عن تحقيق تطلعاته لدولة ديمقراطية إلي جوار اسرائيل. ويقول أبو مازن ان الدخول في مواجهة مع النشطاء قد يثير خطر حرب أهلية. وقال أبو شريف ان النشطاء يأملون في أن يبدأوا قريبا في إطلاق زخات من الصواريخ من الضفة الغربية ليصبحوا أكثر قربا من المراكز السكانية الكبري في إسرائيل. واضاف قائلاً: احدي استراتيجياتنا نقل الصواريخ إلي الضفة الغربية لاستقبال عام 2006 بمزيد من المقاومة العنيفة، والهجمات الصاروخية من غزة أكثر صعوبة لأن معظم الأهداف الاسرائيلية أصبحت خارج مداها بعد انسحاب الجنود والمستوطنين الاسرائيليين من القطاع، والصواريخ البدائية الصنع غير دقيقة ونادرا ما توقع خسائر بشرية. ونظرا لأن جماعات أخري كثيرة تشارك بالفعل في شن هجمات فان دور حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي تعتزم المنافسة في انتخابات يناير 25 سيكون العامل الرئيسي في تقرير هل سيجري التخلي عن الهدنة بشكل كامل. ورغم أن حماس قالت انها لا تري مبررا لمواصلة الهدنة إلا انها لم تعلن انها تعتزم استئناف الهجمات علي اسرائيل، وأي تصعيد كبير للعنف قد يؤجل الانتخابات المرتقبة التي من المتوقع أن تظهر فيها حماس اداءً قويا. وبينما كان النشطاء يتدربون يوم الخميس حلقت طائرات اسرائيلية بدون طيار فوق المنطقة، ويعتقد الفلسطينيون أن تلك الطائرات تستخدم لشن ضربات صاروخية وأيضا للمراقبة والاستطلاع، ومع خشيتهم البقاء لفترة طويلة في أرض مكشوفة تفرق المسلحون إلي المزارع المجاورة. علي صعيد متصل واصلت اسرائيل حرب الترانسفير ضد عرب 48 وخاصة سكان النقب منهم، لأصناف متعددة من التمييز العنصري من قبل الحكومة الاسرائيلية تهدف لاجبارهم علي ترك قراهم. وتخطط تل أبيب علي ما يبدو لتكديس فلسطيني الداخل ضمن تجمعات سكانية مكتظة بغية توطين يهود علي أراضيهم، لوقف المد الديمغرافي للفلسطينيين والحد من سيطرتهم علي الأراضي التي توارثوها عن أجدادهم جيلاً بعد جيل. ويقول حسين الرفايعة رئيس المجلس الاقليمي للقري غير المعترف بها في النقب، إن فلسطيني النقب كانوا عرضة خلال هذا العام لانتهاكات واعتداءات صعبة لم يسبق لها مثيل من قبل دوريات الشرطة ووحدات الجيش في منطقة النقب. وأوضح ان شهية وحدات الجيش والشرطة باتت مفتوحة علي مصراعيها للنيل من الفلسطينيين ومملتكاتهم، مشيرًا إلي أن اعتداءات الشرطة طالت الشيوخ والشباب والنساء الحوامل. أضاف رئيس المجلس أن الوحدات العسكرية الاسرائيلية التي شاركت في إخلاء المستوطنين من قطاع غزة ونقلتهم علي أكف الراحة، هي ذات الوحدات التي تعتدي بالضرب علي عرب النقب لدي مقاومتهم عمليات هدم منازلهم أو الاعتداء عليهم. وناشد الرفايعة جميع المؤسسات بالوطن العربي دعم فلسطيني النقب والوقوف إلي جانبهم، وأوضح أن الاموال التي توفرها الجاليات اليهودية والوكالة اليهودية يتم تسخيرها في إقامة مدن ومشاريع خاصة بالاسرائيليين علي أراضي النقب بغية بسط السيطرة اليهودية الكاملة وتفريغ سكانها الفلسطينيين الأصليين منها. من جانبه قال عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي محمد محارب إن الحكومة الاسرائيلية لا تمكن الفلسطينيين سكان الاحياء والمدن العربية التي يسكنها يهود من الحصول علي تصاريح لبناء مبان جديدة أو توسيع المباني القديمة التي يقطنونها. وأوضح محارب أنه في ضوء استمرار السلطات الاسرائيلية في سياسة هدم البيوت، قررت اللجان الشعبية للاحياء العربية التي يسكنها يهود من الحصول علي تصاريح لبناء مبان جديدة أو توسيع المباني القديمة التي يقطنونها. وأوضح محارب أنه في ضوء استمرار السلطات الاسرائيلية في سياسة هدم البيوت، قررت اللجان الشعبية للاحياء العربية جمع التبرعات وتصعيد نشاطاتها وفعاليتها الاحتجاجية من أجل إعادة بناء عدد من البيوت التي هدمتها السلطات الاسرائيلية مؤخرًا بمدينتي اللد والرملة. من جانبه أكد عضو منتدي التعايش السلمي إرييل دلومي أن مظاهر التمييز لم تعدل تقتصر علي حرمان العرب من الحق في السكن والعلاج والخدمات والتعليم، بل باتت ملازمة في كل شئون حياتهم اليومية. وأضاف الحقوقي الاسرائيلي أن عددا من التنظيمات الاجتماعية الاسرائيلية انتهت من إعداد تقرير عن التمييز العنصري الذي تنتهجه حكومة شارون تجاه "عرب إسرائيل" وسيقدم رسميًا نهاية فبراير المقبل. وذكر أن التقرير يحمل اسم "التقرير البديل" سيتم تقديمه في نفس الوقت الذي ستقدم فيه الحكومة الاسرائيلية تقريرًا لها عن تقدمها في مجال محاربة العنصرية. وقررت لجنة المتابعة العليا لقضايا فلسطيني النقب تنظيم تظاهرات احتجاجية علي مفترقات الطرق الرئيسية بمنطقة النقب، للمطالبة بوقف هدم البيوت العربية.