حين تهرب الفتاة من بيتها بسبب قسوة المشاكل الأسرية.. يصبح من السهل وقوعها فريسة للإدمان. قد تضيق الحياة ببعضنا أو نتعرض لأزمات أسرية أو نفسية تدفعنا إلي حلول غير منطقية، ذلك بالنسبة إلي الشباب كالانفصال عن الأهل، أما الفتيات فأيا كانت المنغصات لا يمكنهن تجاوزها بالهروب من البيت الذي يضاعف أزماتهن ويعقدها أكثر، غير أنه في حالات الأسر التي تشهد تصدعات في العلاقة بين الأبوين تزداد حالات الهروب مع افتقاد الرعاية والاهتمام اللازم بمعالجة أزماتهن ومشكلاتهن الشخصية أو الأسرية ويلجأ بعضهن لبعض أشكال الإدمان كهروب إضافي من أزماتهن، ويصبح من السهل علي هؤلاء الفتيات الوقوع في ادمان المخدرات بعد هروبهن من منازلهن، وقد بات هروب الفتيات من المنزل مشكلة العصر، ويمثل تدميراً للفتاة، حيث تواجه حياة القسوة وتدمير الذات، فالنظرة الاحتقارية لمرتكبة الجريمة التي وقعت فيها نتيجة تفريط من أسرتها وعدم شعورها بالأمان والاستقرار الأسري والحب والحنان، وكون المجتمع ينظر لها علي أنها فاسقة ومنحرفة يساعد الشيطان علي استمرار وقوعها تحت سيطرته، لذلك فلابد من احتضانها ومحاولة تغيير واقعها بهدوء وحنان وحب دون توبيخ وتعنيف، وعلاج هذه الفئة يحتاج إلي شعورها بالأمان ومداواة جراحها وإعادة أجواد الطمأنينة بجلسات متكررة، وهكذا نكون قد حققنا علاجاً نفسياً روحياً يتجاوز حتي علاج إدمانهن، وإذا فكرت البنت في قرارة نفسها أن تتخلي عن إدمانها وتبتعد عنه فسيبتعد تلقائياً. وعن إدمان الفتيات وما إذا كان نوعاً من الهروب من واقعهن الأسري، توضح الدراسات أن تعاطي الفتاة المخدرات يسهل عملية انحرافها والهروب من الأسرة، والسبب تفكك أسري، فكلما كانت الفتاة بعيدة عن أعين أهلها فهي صيد سهل يقع في شباك الانحراف ليس حباً فيه أو بإرادتها، فالآثار النفسية التي يخلفها التفكك الأسري قاسية في حياتها فيجعلها في حالة تمزق من الداخل وتعيش مشاعر متناقضة تجعلها تتمزق داخلياً، وهذه الحالة تتطور مع مرور الوقت وتؤدي إلي شباك الانحراف وهروبها من المنزل والإدمان حتي تقلل من إحساسها بالاضطراب أو العار تجاه ذاتها، وهذه ردة فعل مبالغة للتعبير عن انتقامها من نفسها وأهلها، وبهذا ينتشر إدمان المخدرات والانغماس في علاقات غير شرعية، ولذلك أيها القبطان ليس في المركب ثقب إنما أنت الثقب عبارة أوجهها لكل أب.