البطالة ليست فقط هي من لا يجد عملاً، ولكنها أيضاً: بعض الموظفين الذين يحصلون علي رواتبهم ومكافآت وحوافز، بينما نتائج أعمالهم لا تتعدي الصفر، وهذا يتمثل بوضوح في التربية والتعليم، فهناك بكل مديرية وإدارة تعليمية عدد كبير من الموجهين للصحافة المدرسية يعملون تحت قيادة الموجه العام.. ووظيفة اخصائية صحافة بمعظم مدارس مصر كثير من هؤلاء غير متخصص، وقليل منهم متخصص فيما يعرف بخريج كلية التربية النوعية، الكارثة أن المسألة تدار بطريقة .اللي يحب النبي يزق. و.مشي حالك علي ما تفرج.، فالبعض يري في وظيفة اخصائي أو موجه الصحافة المدرسية فرصة للراحة أو الاستجمام أو العلاج! يحصلون علي رواتب لمجرد أنهم يحضرون إلي المدرسة، دقائق قليلة لممارسة الإذاعة المدرسية وتقديم فقرات مكررة ومعادة ومملة، حتي في الأوقات العصيبة مثل إنفلونزا الخنازير يقدمون معلومات حول عدد أحجار الهرم وأن تمثال أبوالهول لا ينطق! ينتظرون وصول النشدة العامة الخاصة بمسابقات الصحافة والإذاعة والبرلمان المدرسي.. والتي تتم بطريقة آلية دون أدني إبداع.. علي الرغم من أن أهداف تلك الأنشطة هي تنمية جوانب الشخصية وتدريب الطالب علي إبداء الرأي والنقد البناء. المصيبة الكبري أن العاملين في مجال الصحافة المدرسية بالمدارس والإدارات لا علاقة لهم بالأنشطة الأخري التي يمارسها الطلاب، قد يقول قائل إنهم ضحية نظام لا يعطي التدريب والتنمية المستدامة حقها، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه، إذا كان أمثال هؤلاء لا يقدمون فكراً ولا يهتمون بتعديل سلوك الطالب وغير قادرين علي التنبؤ بما يحدث ومن ثم التعامل معه، ولا أحد يتحرك ونلقي باللوم علي الطالب، ونسي الجميع أن المنظومة التعليمية لا تنجح إلا وإذا تخلصنا من نظرية الجزر المنعزلة، وأن مقتضي الحال يتطلب العمل بنظرية نحن وليس أنا. ومن الأمور التي تحتاج إلي تغيير جذري، تفعيل دور مجالس الأمناء والمعلمين بالمدارس بديل مجالس الآباء هذه المجالس لديها أفكار جيدة خاصة وأنها تضم شخصيات عامة من بين المهتمين بقضايا التعليم، فإذا قاموا بعقد لقاءات وحلقات نقاشية مع الطلاب وبعض المعلمين يتغيب إخصائي الصحافة المدرسية لأعذار غبية، رغم أن هذه اللقاءات في أشد الحاجة إلي وجود اخصائي الصحافة لترويج الأفكار التي تثار عن طريق الإذاعة المدرسية والبرلمان والمناظرات، فما جدوي أن يعزل مشروفو وإخصائيو الأنشطة، وخاصة الصحافة، أنفسهم عن أعمال وأنشطة مجالس الأمناء، فإذا لم يكن هؤلاء غير قادرين علي القيام بدورهم النوعي، فليبحثوا عن مكان آخر، وليس هناك أدني شك في أن ما نراه من عنف وسلوك غير سوي في كثير من مدارسنا أنما يعود إلي المعلم الذي لا يهتم إلا بسوق الدروس الخصوصية، وإن اخصائي النشاط الذي لا يعرف فلسفة عمله وأهمية دوره، مدارسنا مقبلة علي كارثة إذا لم نضع الأمور في نصابها.