الظلم يولد الانفجار ناصر أمين: تجاهل مطالب المواطن أدي إلي الانفجار الذاتي ويشير حافظ أبوسعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن فكرة الانتحار نفسها تجرمها كل الأديان ومواثيق حقوق الإنسان ولكن اعتبر المنتحر مسكيناً لأن الأوضاع التي قادته إلي هذا المصير لا يتحملها أي إنسان قائلاً الدنيا أسودت في وجه هذا الشاب فلم يجد أي حلول سوي التخلص من نفسه وأمام مجلس الشعب حتي يري الجميع إلي أي مدي وصل به الحال. وأوضح سعدة ان الظلم هو السبب الأول في انفجار المواطن فالفساد وصل إلي حدود لا يمكن ان يتحملها بشر بدليل ان معظم التقارير الحكومية تؤكد أن عوائد التنمية تعود إلي فئة قليلة من الشعب والغلبية لا تجد قوت يومها ومعاشها لا يكفي منتصف الشهر حتي الطبقة الوسطي اصبحت تعاني الأمرين في ذلك، ويشير سعدة إلي أن انتحار المواطن عبده عبدالمنعم ليس لتقليد الحالة التونسية فقط ولكن لكي يفقد المواطن حياته لابد أن يكون له اسبابه التي قادته لهذا الوضع الاليم، موضحا أنه لا يستبعد تشابه الوضع بين تونس ومصر في الأوضاع المأساوية التي يعيش بها المواطن في ظل قيام الحكومة بحزمة من الإجراءات لرفع الأسعار وفرض الضرائب علي المواطن البسيط والمطحون في حين تخرج الحكومة لتبرر فساد الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال بشكل مستفز. انفجار ذاتي ويشاركه في الرأي ناصر أمين رئيس المركز العربي لاستقلال القضاة والمحاماة وحقوق الإنسان ويوضح أن هناك ربطاً بين الحادث وبين غلاء المعيشة والفساد المنتشر في البلد محذراً من تبعات تجاهل الحكومة لمطالب الشعب الذي بدأ في الانفجار ذاتيا إلي جانب أنه شاهد نجاح تجربة تونس في الاحتجاج قائلاً علي الحكومة أن تتخذ حزمة سريعة من الإجراءات للتسهيل علي المواطن ودعمه للعيش بآدمية ومحاربة الفساد. ويشير إلي أن الشاب التونسي الذي انتحر كان معترضا علي الظلم ومحتجاً لكرامته ولدينا في مصر نسبة الانتحار في تزايد مستمر لنفس الاسباب ورغم ذلك لم تتحرك الحكومة إلا بإجراءات صادمة للشعب برفع الأسعار. وأشار إلي أنه رغم أن كل المواثيق الدولية وكل نصوص الاديان تجرم اللجوء إلي الانتحار إلا أن الأوضاع الحالية في معظم المجتمعات العربية وعلي رأسها مصر جعلت الانتحار وسيلة من وسائل الاحتجاج والا ما جاء الشاب المصري من الإسماعيلية لينتحر أمام مجلس الشعب فلماذا لم يقدم علي الانتحار في مكان اقامته وذلك لانه اراد ان يحتج علي الظلم الواقع عليه. ويضيف أمين ان الفساد هو الشرارة التي من الممكن ان تطلق احتجاجات عامة في مصر وهي نفس الشرارة التي اطلقت احتجاجات تونس وبعدها الاردن والجزائر، مؤكداً أن الوضع الداخلي في مصر مؤهل لذلك نظراً لاحتقان المواطن لدرجة الانتحار. ويري محمود العسقلاني رئيس حركة مواطنون أن هذا الرجل الذي أقدم علي الانتحار انفجر من الأوضاع ولكنه احتج احتجاجاً سلبيا وهناك الكثير احتج ضد الاخرين بتوجيه العنف ضد المجتمع وضد اسرته وهذه الحالات تنذر جميعها بالخطر الكبير محذراً الحكومة ورجال الأعمال من التواطؤ ضد المواطن لان الجوعي كثيرون ومن السهل ان يتفجروا ضد أصحاب المصانع وضد رجال الأعمال في أي وقت، ويؤكد العسقلاني أن رجال الأعمال في مصر ليس لديهم أي مسئولية اجتماعية ولا يعتبرون لمعاناة المواطن والمهم لديهم هو الربحية بغض النظر عن الدخول والمساند الأول لهم هو الحكومة التي سمحت لبعض رجال الأعمال ان يرفعوا أسعار السلع في الأسواق لدرجة وصل نسب الربح بها 170% ورغم انخفاض الأسعار عالمياً، ويحذر من أن رجال الأعمال قد يورطون المجتمع في ثورة للجياع وعلي الحكومة أن لا تقف موقف المتفرج أو موقف الحياد الاجرامي وهو الحياد الذي يحدث امامه الكوارث ودون التدخل فالحكومة في يدها ان تتدخل لضبط الأسعار بإجراءات صارمة حتي لا تحدث تداعيات مؤلمة وثورة وشيكة ويكون مؤشراً من مؤشراتها خطير ويتمني الجميع الا يحدث هذا السيناريو في مصر. ويقول علي الحكومة ان تعيد النظر في مجمل السياسات الاقتصادية ولا نترك الحبل علي الغارب حتي لا يدفع الجميع الثمن قائلاً: علي من يدعي ان سيناريو تونس بعيد عن مصر ان يتقي الله في هذا البلد لان الاوضاع في مصر أكثر خطورة.