كان أبوه تقيا ورعا وزاده الله بسطة في الجسم والعلم وكان شيخا ذا هيبة ووقار وكان لايخشي في الحق لومة لائم وكان من اعيان جمعية ابناء العوامر قبليبالسويس وقد بني مسجدا بجوار ورشة النجارة التي يمتلكها وبعد نكسة 67 هاجر أبوه بأسرته الي مدينة الاسكندرية وافتتح هناك محلا صغيرا للبقالة ورفض ان يبيع السجائر فيه لانه يحرص ان يربي ابناءه من المال الحلال وبعد العبور في 73 عادت الاسرة الي السويس وتنافست اكبر العائلات لمصاهرة الرجل الصالح وكان سعيد الحظ من الشباب هو الذي يتزوج إحدي بناته. وحصل عبدالناصر علي بكالوريوس الهندسة وبعد وفاة ابيه والميراث بين إخوته وأخواته بالعدل ولم يظلم منهم أحدا ولم يفعل مثل كثير من ابناء الصعيد الذين يستأثرون بالميراث لانفسهم ويحرمون باقي الورثة من حقهم الشرعي في الميراث. وكانت ورشة النجارة من نصيب المهندس عبدالناصر ولكن طموحه كان اكبر من ذلك فاشتري قطعة ارض في المنطقة الصناعية القريبة من الميناء واقام عليها مصنعا للأثاث وقد ورث حب الخير عن أبيه. ولكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد وظل يجري المزيد من الابحاث والتجارب حتي تمكن من الحصول علي براءة اختراع لانتاج مكعبات من الخشب الطبيعي المفروم والمضغوط والمعالج بيئيا لاستخدامها في تصنيع البالتات والصناديق وبكر الكابلات العملاقة وتمتاز هذه المنتجات بجودة مواصفات عالية وهي تقاوم البلل والرطوبة والتلف وهي بدون نسبة هالك. وحقق عبدالناصر المزيد من النجاح ودعا جميع أخواته البنات الثمانية الاشقاء وغير الاشقاء للقيام برحلة العمرة علي نفقته الخاصة.