رغم ضيق العيش وأكل القمح المسرطن والفاكهة المسممة بالمبيدات والخضراوات المزروعة بالمجاري والراتب الشحيح والأسعار الملتهبة والماء الملوث التي يشربها الناس وقطنهم المساكن الضيقة وجلوسهم وسط القمامة وركوبهم الحافلات المتهالكة إلا أن الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية بدلاً من أن يقوم برفع الحد الأدني للأجور لموظفي الحكومة الغلابة هرب من هذه المشكلة الرئيسية وهي زيادة المرتبات التي تعد مطلباً حيوياً وضرورياً في ظل ارتفاع معدلات التضخم وعدم قدرة معظم موظفي الدولة علي تدبير نفقات المعيشة بالجنيهات التي يتم الحصول عليها من الدولة وعدم قدرتها علي ضبط الأسعار قام بإعلان برنامجه .حقق أحلامك. وصدق عليها مؤتمر الحزب الوطني التي تقوم فيها البنوك بإقراض الموظفين في الحكومة إلا أن هذا البرنامج قرارخاطئ وضحك علي الناس لعدة أسباب: أولها: أن هذا البرنامج غير منطقي خاصة في ظل وجود برنامج لإقراض موظفي الدولة بفائدة تقترب من الفائدة المقترحة. ثانياً: أن هذا البرنامج سيعمل علي إغراق موظفي الدولة في الديون والاستمرار في دوامة بدون نهاية خاصة أنه سيستخدم هذه القروض في تلبية احتياجاته الأساسية من مأكل ومشرب وعلاج وتعليم، فهذا الموظف لا يستطيع السداد في الوقت الذي لا يكفي مرتبه الحالي نفقات المعيشة. ثالثاً: أن هذا البرنامج سيدفع إلي عملية استهلاك كبيرة وزيادة الاستيراد والتضخم في الوقت الذي لن يقابله عملية زيادة في الانتاج. رابعاً: إن ما يحدث من خلال برنامج .حقق أحلامك. هوشغل بهلونات حتي يظل الموظف مدينا وينفذ ما يملي عليه. إن ما يحتاجه الموظف ليس الإقراض الذي يغرق الموظفين في الديون لسنوات طويلة وإنما الزيادة السنوية المقبولة والمتوافقة مع الارتفاع الجنوني في الأسعار. إن المطلوب هوزيادة المرتبات ووضع حد أدني لتلبية احتياجات الأسرة المصرية من مأكل ومشرب وتعليم وصحة وفتح مجالات الترقي من خلال زيادة خبراته وكفاءته وتقديم الدورات التدريبية المناسبة له التي تمكنه من الترقي وزيادة مرتبه. المطلوب أيضاً إعادة النظر في هذا حتي لا تؤدي عملية الاقراض إلي زيادة الاستهلاك، وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم وزيادة الاستيراد من الخارج والضغط علي العملة الأجنبية فرفع الحد الأدني للأجور هوطوق النجاة لكل المشاكل التي يئن منها موظفو الحكومة الغلابة.