إننا نهيب برجال المرور ألا يهتزوا أمام تلك السيارات الفارهة ذات الستائر المخيفة ويخضعوا أصحابها للمحاسبة إن أخطأوا مما لاشك فيه ان القانون شيء جميل وشجرة وارفة تظل المجتمع بظل المساواة والعدل. ومن يخرج من تحتها يتعرض للفح وهجير الفوضي التي تقضي عليه، ويصاب علي اثر ذلك بعدم القدرة علي التعايش ويصبح ضمن جماعة الهمج لاهدف له ولا مصير إلا الضياع، ولاننا في دولة قانون، فمن حقنا ان نعرف من نحن.. ومن اين.. والي اين، وبصراحة أصبحت بلادنا في الأونة الأخيرة لا تسر عدواً ولا حبيباً، بسبب السيارات ذات الستائر والزجاج (الملون) ولنة نلوح باتهام احد بعينه وانما أود ان اقول: دع الملك للمالك. ولكني اقصد غير العصاميين الذين يشترون السيارات لأولادهم القصر ويتركونها ألعوبة في اياديهم يجوبون بها الشوارع والميادين عابثين بالنظام العام. يقتلون الابرياء ويحدثون ضجيجا غير محتمل، إن هذه الفئة المارقة العابثة بأمن الفرد وسلامة المجتمع تفعل ما يحلو لها غير آبهة ولا مكترثة بحظورة هذا الإسراف الممقوت، ولا احد يستوقفها أو يحاسبها. لأن رهبة المال وسطوة الهيئة تقع في نفوس الناس فتقعدهم عن المطالبة بحقوقهم، لأن صاحب السيارة رقم 650 مثلاً فلان أو علان.. والمجني عليه من ضعاف القوم أو من جملة الحرافيش الذين ليسوا من البشر، أو من أبناء البطة السوداء كما يقول الناس علي مصاطب الفكاهة... أتمني من الله أن أري هذه السيارات الطائشة المميزة بدون ستائر مخيفة تبعث بالرعب في قلب رجل المرور المطحون في الإشارة من الظهر إلي العصر أو ما شابه ذلك.. نريد أن تكون المعاملة في بلدنا بلون واحد ومقاس واحد.. يعني الجميع طبقة واحدة أمامه ابن فلان مثل ابن علان الغني مثل الفقير وصدقوني سينصلح حالنا وتطيب أمورنا.. فما نحن فيه ما هو إلا من خلاصة أعمالنا، يا حيذا لو نصبح طبقة واحدة أمام سيادة القانون، ولا أقصد أن نصبح جميعاً أغنياء أو فقراء وإنما أقصد طبقية الخضوع أمام الثواب والعقاب.. الغني غني والفقير فقير.. ولكن تحت مظلة العدل والمساواة، فلا يشعر الفقير المعدم أن حقه مهضوم أمام أحد المريشين أو أصحاب الجاه ومن هنا يحاسب الغني وإن ظلم.. والفقير إن كان مقصراً، وشعبنا الطيب لا يستحق غير ذلك ولا يطمح -أبداً- لغير ذلك وكما تعلمون .العدل أساس الملك. وباختلاله تطيش عجلة التوازن وتكثر الأزمات ويذيق بعضنا بأس بعض، وبدلاً من أن نفكر في القضاء علي أعدائنا اعداء البشرية ننشغل بأنفسنا وياللحسرة والندامة علينا! وأقول لكل من يظن نفسه بمنأي عن القانون ارحل أيها الواهم عن وطننا وابحث لك عن وطن أكثر اتساعاً يستوعب رعونتك وهمجيتك فبمالك وظلمك يكون هلاكك وان استفقت وعدلت فيهما علي الباطل تنجو.. وانه لمن الاشياء المحزنة أن نري العدالة تتهاوي والمظلوم في قفص الظلم يصرخ ونحن لا نستطيع أن نغيثه، ويحزنني أن أردد مقولة .المساواة في الظلم عدل. فلم لا تكون المساواة في العدل عدلاً أليست أجمل وأحلي وأحري أن تكون مظلتنا؟.. اننا نعاني من قسوة أصحاب النفوذين .الادبي والمادي. علي أصحاب الوجبة الواحدة طبقة الغلابة.. فالكبر منعطف خطير وبادرة هلاك لصاحبها ولطالما يتكبر بعض الأفراد من ذوي النفوذ علي أبناء جلدته داخل محيط العائلة الواحدة.. فيا أيها الفئة المحترفة التي ميزت نفسها وأبناءها بهذه السيارات السوداء ذات الستائر والأرقام الاحادية.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء علموهم أدب القيادة واحترام المارة والصبر علي عبور الشيخ المسن والسيدة العجوز ووجهوهم إلي ضرورة احترام لون الاشارة قبل التحرك حتي يتقلص عدد الحوادث التي يروح ضحيتها كثير من الابرياء.. ارفقوا يا أصحاب السيارات برجال المرور الذين لا يسلمون من سفاهة أبنائكم فلا يجدون بداً من أن يتركوهم يعبرون الاشارات والكمائن دون أن يستوقفوهم .. اننا نهيب بالسيد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية هذا الرجل الشجاع الذي أعاد مصر إلي سابق عهدها بلداً آمنا لا إرهاب فيه أن يجعل اشارات المرور وكمائنه مصيدة حقيقية لتلك السيارات، وأن يوجه أوامره لرجال المرور الأمناء باستيقاف السيارات ومحاسبة أصحابها مهما كان شأنهم أو مكانتهم بلا خوف أو وجل وبحسب السيارات ذات الستائر والزجاج القاتم أن تكون خاصة برجالات الدولة العاملين بالأجهزة الحساسة وهذا من الدواعي الأمنية التي يجب أن يتفهم ضرورتها المواطن العادي في بلد مثل مصر لها أعداء يتحينون الفرصة لضرب وحدتها واستقرارها، فليس عيباً أن يطبق القانون علي الجميع ولكن العيب كل العيب أن يكون هناك خيار وفاقوس وغني وفقير كما حدث من أحد رجال المرور عندما استوقف أحد أطباء أمراض الجهاز الهضمي والكبد .بدمياط. وإهانته بسبب وجود .شماس. في سيارته في نفس الوقت الذي كان يسمح فيه بمرور السيارات ذات الستائر دون أن يستوقفها أو يعترضها احد.. ما حدث للدكتور .عبدالمنعم الحديدي. يستوجب وقفة من أجل نصرة هذا الطبيب الذي تميز هو وغيره من أطباء مصر في علاج مرض الفيروس الكبدي الوبائي .C. لأنهم الأحق بحسن المعاملة..إن رجال المرور عليهم عبء كبير ولهم دور لا ينكر في تخفيف المعاناة عن الناس.. واننا نهيب بهم أن يتحلوا بالثبات وأن يعملوا بإخلاص وتفان وألا يتهزوا أمام هذه السيارات مهما كان أصحابها، فالقانون قادر علي حمايتهم.