إلغاء العلوم الإسلامية من المناهج في خطة التعليم الأزهري كارثة جديدة الخبراء يرفضون ضم 8 آلاف معهد للتعليم العام ويصفوه ب.الاحتضار. أولياء الأمور يرفضون القرار ويهددون بالاعتصام تضارب القرارات.. للأسف يدمر التعليم عكس الاتجاه الرسمي لقرارات الرئيس مبارك للنهوض بالتعليم. ظهر ذلك في مشروع قرار المجلس الأعلي للأزهر الذي نص علي الغاء تدريس العلوم الشرعية والعربية من المعاهد الازهرية وتطبيقها علي 10 معاهد فقط بالمحافظات.. انها كارثة بكل المعاني تؤدي إلي احتضار حقيقي للتعليم الأزهري ليخرج 8 آلاف معهد أزهري عن هدفه الاساسي وينضم الي التعليم العادي الذي هو اسوأ منه احتضاراً. وللأسف فإن قرار المجلس الاعلي للأزهر ينص علي انشاء شعبة للعلوم الازهرية اي العلوم الشرعية والعربية في 10 معاهد فقط يتعارض مع القانون رقم 103 لسنة 1970 الذي ينص علي وجود شعبة للأدبي وأخري للعلمي.. اي لم ينص علي وجود شعبة شرعي.. اي ان العلوم الشرعية والعربية تدرس في الشعبتين معاً وهذا يعني تفريغ والغاء العلوم الشرعية والعربية من 8 آلاف معهد. وكان للمسائية التحقيق التالي للوقوف علي حقيقة الأمر. يقول الدكتور محمد رأفت عضو مجمع البحوث الاسلامية في تعليقه علي القرار: إن الهدف منه هو الغاء تدريس العلوم الشرعية والاسلامية في المعاهد الأزهرية تماماً ويتفق معه الدكتور مصطفي الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية قائلاً: إن تطبيق قرار المجلس الاعلي للأزهر هو اخلال لدور الأزهر تجاه طلابه من الشعبتين العلمية والأدبية وهذا يعني انتهاكاً في حق الأزهر لتنفيذ مخطط غربي حتي لايكون هناك طالب أزهري متفوق علمي وديني معاً. ويؤكد الشيخ طلعت هارون عضو مجمع البحوث الاسلامية ان القرار يسهم في اضعاف بنية الطلاب الشرعية بالشعبتين العلمي والأدبي لأن دراستهم ستقتصر علي المواد المتخصصة دون المواد الشرعية والاسلامية.. وقال هارون: إن العديد من علماء الأزهر يرفضون هذا القرار ويطالبون بإلغائه لأنه سيشكل طالباً أزهرياً ضعيف الدراية بالجوانب الشرعية ويعتقد الكثير منهم ان هذا القرار يدفع بالطالب الأزهري الي الاستهانة بالمواد الشرعية والإسلامية ويفرغ الأزهر من أصالته.. وأكد الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية واستاذ بجامعة الأزهر أن القرار معول هدم للأزهر ويفتح طريق الارهاب في مصر.. وقال: إن تقليص التعليم الازهري تفكير جنوني وأجندة اجنبية والمؤامرة تكشف عن نفسها بوضوح بمثل هذه المشاريع والقرارات التي تطلق كبالونة اختبار لمعرفة ردود الافعال. واضاف: إننا نحتاج في عصرنا هذا الي زيادة الثقافة الدينية حتي لايقع أولادنا في خدعة الإرهاب وتصويره بأنه جهاد. وقال الدكتور عبدالعزيز واصل وكيل الأزهر الشريف: إن بناء المعاهد الازهرية موقوف لحين استحداث نظام جديد ويعتبر ذلك قرارا مهما ولايعرف أحد السبب الحقيقي وراءه بالإضافة الي منع الجهات المسئولة التصريح ببناء أبنية جديدة اضافية داخل المعاهد الموجودة حالياً.. ومن ناحية أخري طالب الشيخ عبدالعزيز واصل التنظيم والادارة بالأزهر الشريف بتعيين 55 ألف مدرس لتغطية العجز في المعاهد الازهرية ابتدائي واعدادي وثانوي ولم تتم الموافقة له الا علي 27 الف مدرس فقط مما يثير الدهشة هل يكون هذا الاتجاه للتقليص.. أم يرجع لميزانية الازهر والتي تعد ضعيفة بالقياس لميزانية التعليم العام؟! حيث نصيب الطالب في ميزانية التعليم الأزهري نصف مايصرف علي طالب المدارس العامة. وبسؤال مجموعة من شيوخ الأزهر عن حقيقة الامر انكروه جميعاً وقالوا انهم اختلفوا من قبل مع فضيلة الامام الاكبر الراحل محمد سيد طنطاوي عندما اصدر قراراً بإلغاء دراسة فقه المذاهب الأربعة في عهده واستبدل الفقه بمنهج واحد في كتاب من تأليفه تحت اسم .الفقه الميسر. مما اخرج لنا خريج فقه احادي ليس لديه الرحبة والسعة في الدراسة في المذاهب الأربعة وانتشر التطرف والارهاب بين الطلبة لعدم تقبلهم اجتهادات اخري فأصبح الخريج ضيق ومحدود الفكر. وبتعيين الدكتور احمد الطيب شيخاً للأزهر اعاد دراسة فقه المذاهب الأربعة للمعاهد الأزهرية ليعود للطالب تعدد الافكار والآراء ومعرفته بكل مذهب والاختلاف والاتفاق بينهم.. وقال الشيخ عبدالعزيز سيف النصر عضو مجمع البحوث الاسلامية: إن قرار انشاء شعبة للعلوم الإسلامية مستقلة بجانب شعبتي العلمي والأدبي كارثة حقيقية لانها ستخرج لنا طالبًا أزهريا فقط لايعرف شيئاً عن العلوم الانسانية ومن ناحية اخري طالب لايعرف شيئاً عن دينه وسيؤدي الي تخريب الطالب الازهري الثري وتحويله الي طالب بليد بلا خلفية شرعية وهدف هذه المعاهد تخريج طالب يدرس جميع المواد التي تدرس في التعليم، بالاضافة الي دراسة العلوم الاسلامية والشرعية وهذا يعتبر تقليصًا لدورها. وطالب النائب علي لبن بإلغاء هذا القرار الذي يعمل علي تقليص دور الازهر ويفرغ المعاهد الازهرية من العلوم الشرعية مصوراً القرار بداية لالغاء كليات الأزهر. وتساءل النائب علي لبن عضو مجلس الشعب السابق: لماذا تفرغ المعاهد الازهرية من مناهج الازهر في الوقت الذي ينتشر فيه العنف والبلطجة لغياب الدور الديني كما يحدث في المدارس العامة. ومن ناحية أخري هدد اولياء الأمور في تعليقهم علي هذا القرار بالاعتصام ومنع اولادهم من الدراسة بالمعاهد الازهرية. يقول والد الطالب محسن علي ووالد الطالب يوسف عبده بالمعهد الازهري الثانوي بمدينة نصر: إن هذا القرار في حالة تنفيذه سيجعل الكثيرين يعزفون عن الدراسة الازهرية. حيث انها ستكون متخصصة فقط في العلوم الازهرية والاسلامية وكأنه عودة الي الخلف بالدراسة في كتاتيب القري والنجوع وذلك بتدريس حفظ القرآن وتفسيره والفقه والسنة فقط. ويضيف شعبان خليفة والد لثلاثة طلاب بالمراحل المختلفة بالمعاهد الازهرية إننا ندخل اولادنا بالدراسة الاسلامية خوفاً عليهم وبعد هذا المشروع سيتجه الكثيرون للدراسة بالمدارس العامة وسيكون لأولياء أمور طلاب المعاهد الازهرية وقفة احتجاجية ربما تصل للاعتصام حتي يرجع اصحاب القرارات الهدامة عن قراراتهم.