قارب عام 2010 علي الانتهاء وقد شهد هذا العام أحداثا كثيرة مثيرة، منها ما هو مضحك ومنها ما هو مبكي ومنها ما هو مقزز، فمثلا ظهور حوادث مهاجمة سمكة القرش للسائحين بشرم الشيخ، هي حوادث غريبة وتثير الكثير من التساؤلات عمن وراء هذه الحوادث التي تعد فريدة من نوعها ليس فقط علي شواطئنا، بل أن الخبراء أكدوا أنه من غير المألوف أبدا أن تهاجم أسماك القرش من هذا النوع بشرا خاصة علي مثل هذه المسافة القريبة من الشاطئ. ولم تسجل سوي تسع من هذه الإصابات في العالم! وأرجعت مصادر في البيئة ظهور أسماك القرش بهذه الكثافة في هذه المنطقة إلي أن سفينة ألقت ب"خراف نافقة" هي التي جذبت القروش للمكان، بينما يرفض العقل تصديق هذا السبب... وعلينا أن نبحث عن أسباب منطقية، ولنترك البحر ونعود إلي الأرض وللأسف ما شهدته الأرض من افتراس وشراسة أكثر بشاعة ما شهدته الشواطئ. "الإخوان المسلمون" تلك الجماعة المحظورة التي تعد من أكثر قوي المعارضة شراسة، في الخمس سنوات المنفلتة كنا نردد دوما أن عام 2005 هو "عام الإخوان المسلمين" وذلك لأنه عام السعد عليهم فمع حالة "الحراك السياسي" الذي عمَّ كل مصر، وخروج مظاهرات الإصلاح عام 2005، وتعديل المادة 76 الدستور بما يسمح بانتخابات رئاسية تعددية في مصر لأول مرة، ظهر الإخوان بقوة في الشارع المصري، وأعلنوا مشاركتهم في انتخابات 2005، تحت شعار "مشاركة لا مغالبة"، فلم يدفعوا بنسبة كبيرة من مرشحيهم في الانتخابات، حيث حرصوا علي ترشيح 150 عضوًا فقط بنسبة ثلث أعضاء البرلمان تقريبا، وخرج مرشحو الجماعة في مسيرات انتخابية بطول وعرض البلاد، ورغم أن عدد مرشحي جماعة الإخوان المسلمين في انتخابات 2005 بما يعادل أقل من 3% تقريبا من إجمالي المرشحين (161 من 5400 مرشح)، فقد مثلت أخبار الجماعة ومرشحيها ونسب المقاعد المتوقع فوزها بها فاكهةَ الساحة السياسية والإعلامية المصرية بصورة غير عادية، وتطلعت الجماعة إلي الفوز بحوالي 50-70 مقعدا وفق تقديرات قادتها، وأشارت تقديرات أخري لمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام في 30 أكتوبر 2005 إلي احتمالات فوز الجماعة بقرابة 30-45 مقعدا في البرلمان باعتبار أن قوتها تعادل 15-20% من الشارع المصري.وكانت الطامة الكبري بفوزهم ب(88) مقعدا!! وكانت فرحتهم لا توصف بهذا الفوز العظيم، وقيل أن 2005 سنة السعد علي الجماعة، لكن ورغم أن انتخابات 2010 شهدت جملة "لم ينجح أحد" في صفوف الإخوان إلا أنها تعد سنة السعد "المضاعف".. لماذا؟ لأنهم خسروا مقاعد البرلمان وكسبوا ود الناس بعد أن أشيع أنهم ضحايا الحزب الحاكم وأن لا حول لهم ولا قوة. أما في أغسطس الماضي ومع عرض أولي حلقات مسلسل "الجماعة" والذي اعترضت عليه الجماعة المحظورة ووصفته بأنه "تشويه للتاريخ وتجني"فإنه في الوقت الذي كثر فيه انتقاد المسلسل، أري أن المسلسل قد أفاد جماعة الإخوان، فنجد أن وكالة أسوشيتد برس نشرت خبرا مفاده أن هذا المسلسل قد أدخل جماعة الإخوان في كل بيت، وأنه قد أتي بنتائج عكس ما أراده القائمون عليه. ولقد ذكرت إحدي دور النشر التابعة لجماعة الإخوان المسلمين بيانا تشير فيه إلي ازدياد معدل مبيعات كتاب "رسائل الشيخ حسن البنا"، والتي قد كتبها البنا بخط يديه. وذكرت أيضا أنه قد ازدادت أعداد النسخ التي تنتجها دور النشر التابعة للإخوان بعشرات النسخ معلقة ذلك بقولها إن المسلسل كان له الفضل في توعية الناس إلي تاريخ جماعة الإخوان المسلمين دون أن تذكر رأيها في المسلسل، واكتفت بالقول أن المسلسل جعل الناس في شوق إلي معرفة الحقيقة الصحيحة عن جماعة الإخوان والتي يرويها الشيخ حسن البنا بنفسه في مذكراته، مما دفعهم إلي شراء المزيد من نسخ الرسائل الداعية للتحقق من تاريخ الجماعة بصدق!! بالإضافة إلي أن اختيار الفنان الشاب "الوسيم" إياد نصار أدي إلي زيادة عدد "الأخوات" فإياد نصار له من المعجبات أعداد غفيرة وقد تابعن المسلسل بشغف حتي أن الأمر تداخل علي بعضهن فأحببن "الإمام حسن البنا" من فرط حبهن وإعجابهن بنصار، وللحقيقة فإن إياد نصار أتقن دور البنا، ولا يسعني إلا أن أحمد الله حمدا كثيرا أن وحيد حامد لم يدرج بالسيناريو مشهد اغتيال البنا وإلا كان تعاطف البعض صار فعلا وألتحقوا بصفوف المحظورة.. تري هل سيظل 2005 عام السعد علي الجماعة؟ أم سيصير 2010 هو تميمة الحظ في مكتب الإرشاد؟.