توحدوا بعد الانتخابات انتهي مولد الانتخابات بحلوه ومره.. بعنفه وسلمه بصدقه وكذبه بمشاجراته ومشاحناته.. بحضوره وغيابه براحته وعذابه.. انتهي المولد بكل ما فيه ومن فيه ونجح من نجح.. وخسر من خسر.. المهم ينبغي علينا أن ننسي كل ما جري في هذا المولد.. ونخرج منه .حبايب. يجمع بيننا الوفاق والحب ولا نجعل شيئاً من هذا المولد يعكر صفو مصريتنا.. أو يخرق صف وحدتنا وأن نضع مصرنا الغالية فوق الأعناق.. وفي الصدور.. وفي القلوب داعين الله عز وجل أن يصلح هذا البلد ويجعله آمنا مطمئنا أبد الآبدين. صحيح هذه الانتخابات شابتها شوائب كثيرة وعكر صفوها ممارسات كسيرة وشهدت انحرافات خطيرة إلا أن هذا هو حال الانتخابات.. أي انتخابات في مصر أو في غيرها، هل توجد انتخابات في العالم بغير اتهامات بالتزوير؟ بالطبع لا.. ولكن بكل حق وصدق نقول إن التجاوزات في الانتخابات المصرية كانت كثيرة ومتعددة والبعض سجلها صوتا وصورة وتناقلتها بعض وكالات الانباء والصحف الاجنبية وصدقوني ان قلت إنه لم يعجبني التصريح الصحفي الذي صدر عن رئيس الوزراء بأنه يتحدي أن يجد من يثبت له حالة تزوير واحدة لأن هذا شيء خيالي.. لأن التزوير وارد ولو كان علي كل صندوق قاضٍ.. وما كنت أري مبررا لمثل هذا التصريح في مثل هذا التوقيت وكان الأولي برئيس الوزراء أن يكون سياسياً أكثر من ذلك ويقول كما قال غيره إن الأمر في يد اللجنة العليا للانتخابات ومن لديه شكوي يتقدم لها وهي وحدها التي ستبت في هذه الشكوي. لقد جانب رئيس الوزراء الصواب فيما صرح به وأحدث تصريحه ردود أفعال عكسية حيث لم تكن الأجواء المصرية مهيأة لمثل هذا التصريح بالمرة ولقد تعجبت من صدور مثل هذا التصريح عن الدكتور رئيس الوزراء الذي أعرف عنه أنه أكثر عقلانية يزن الأمور بميزان حساس وهو رجل حسابات يتميز بالدقة ومراعاة الأبعاد المختلفة التي تمس أي شيء في حكومته الإلكترونية. علينا أن ننسي توابع زلزال الانتخابات وإن كنت أري أن مثل ذلك الصنيع صعب علي البعض الذين أقول لهم: من كان منكم يحب مصر فلينسي ما جري فمصر فوق الجميع.. مصر فوق جميع من نجحوا أو رسبوا في الانتخابات.. مصر فوق مجلس الشعب كله بمن فيه وما فيه. علينا ألا ندع جرح الانتخابات ينزف دما.. أن نعمل علي تضميد هذا الجرح ونعمل ما في وسعنا لكي يندمل.. مطلوب من الجميع وقفة مصرية واحدة لأن مصر لا تحتمل الفرقة ولا الانشقاق ولا التشيع ولا التحزب، مصر هي البوتقة التي ينبغي علينا أن ننصهر فيها جميعاً باختلافاتنا وصراعاتنا. بكل الوطنية أقول للجميع من كل قلبي.. إلا مصر.. لا تجرحوها بقول.. ولا تسيئوا إليها بفعل.. تجمعوا حولها.. كونوا لها أبناء مخلصين.. مسلمين.. مسيحيين أعضاء الحزب الوطني أو أحزاب المعارضة.. نساء أو أطفالا أو شيوخاً كونوا كلكم مصريين أولاً وقبل كل شيء. انني أطالب بمصالحة شعبية بين الحزب الوطني وبين أحزاب المعارضة بأي شكل من الأشكال وبأية وسيلة من الوسائل.. علي الحزب الوطني وهو الحزب الأكبر في مصر أن يمد يده إلي الأحزاب الأخري مهما صغر حجمها أو قل أعضاؤها.. علي الحزب الوطني أن يفتح قلبه وصدره لجميع أحزاب المعارضة وألا ينظر إليهم علي أنهم اعداء له أو حتي كمتنافسين معه حتي تعود بين هذا الحزب الكبير وجميع الأحزاب والقوي السياسية الأخري الأخوة المصرية. ليس عيباً أن يعترف الحزب الوطني بأنه كان مسئولاً عن بعض التجاوزات التي ارتكبها بعض أعضائه ونسبت إليه.. وليس عيبا أن تتقبل أحزاب المعارضة ذلك من الحزب الوطني من أجل مصر.. مصر اليوم والغد. إن هناك من يريد أن تتسع الشقة بين المصريين وإن لم تحدث مصالحة بين الوطني والمعارضة فسوف يتحقق لمن أراد هذه الشقة ما أراد. كونوا جميعاً يدا واحدة.. صفا واحداً.. قلبا واحدا.. دماء واحدة.. فكرا واحدا.. طريقاً واحدا وغدا واحدا لمصرنا الغالية التي ينبغي علينا الالتفاف حولها جميعاً.