فيلم وثائقي من جزءين عن مصطفي محمود شهر أكتوبر يحمل ذكري إنتصارات عظيمة يحتفل بها الشعب المصري بكل طوائفه كل عام وتقام إحتفالات عسكرية يشهدها رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك ويحرص علي ذلك وتحتفي بها الفضائيات المصرية بعرض مجموعة من الأعمال التي صورت مرحلة ما قبل وما بعد إنتصار أكتوبر 1973 للذكري والإعتبار من حدث يعد الأهم في تاريخ مصر الحديث إلا أن هذا الشهر يحمل ذكري مؤلمة للملايين التي عشقت العالم الكبير مصطفي محمود والذي وافته المنية في آخر أيام أكتوبر العام الماضي . . ذلك الرجل الذي ترك تراثا مكتوبا ومرئيا تربي عليه جيلي الذي إعتاد علي مشاهدة برنامجه الشهير "العلم والإيمان" والذي كان يقدم فيه حقائق علمية من الصعب أن تجذب من كانوا في مثل عمري لمشاهدتها بخلطته السحرية وأسلوبه الشيق الجذاب ونبرات صوته المميزة ومرحه في الإستعانة ببعض الصور الشائعة لتقريب المعلومة . . و تعرض قناة الجزيرة الوثائقية فيلم "مصطفي محمود.. العالم والإيمان" يوم الجمعة 31 أكتوبر الجاري في ذكري وفاة مصطفي محمود، الذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم قبل عام، بعد رحلة طويلة من الشك إلي اليقين، ومن الكفر والإلحاد إلي العلم والإيمان. .ينطلق الفيلم الوثائقي من سرير د.مصطفي قبيل لحظات من وفاته بطريقة ال(Re-construction)، لنسمع صوته يحكي قصة حياته فنبحر في طفولة وشباب وشيخوخة العالم الراحل من خلال مذكرات صوتية سجلها الراحل قبيل وفاته. . يرصد الفيلم المكون من جزئين رحلة 88 عاما عاشها المفكر الإسلامي مصطفي محمود من الشك والإلحاد إلي الإيمان، ويغوص الفيلم في حياة د.مصطفي محمود مع كلماته ومقالاته وكلمات من عايشوه من أصدقاء وأقارب، ليقدموا ويقيموا لنا إبداعاته المختلفة من كتب ومقالات وبرامج وأعمال كثيرة تميز بها، ويحكي تفاصيل لم يتم عرضها من قبل عن طفولته وحياته في شبابه عن طريق مشاهد إعادة التمثيل، وأيضا يعرض لقطات من أهم ما جاء في 400 حلقة من حلقات (العلم والإيمان)، نراه فيها يعلق علي ما سيقوله ضيوف الفيلم من علماء ومفكرين وبسطاء وأقارب عاصروا الدكتور وتأثروا به، مستضيفين عدداً من الذين رافقوه خلال حياته. .الفيلم، الذي أخرجه البراء أشرف وإياد صالح، وأعده علي عبد المنعم، يحاول الفيلم تتبع الطرق التي مشي فيها مصطفي محمود، بدءا من اللوح الخشبي الذي خط عليه أهم كتبه، مرورا بشقته التي عاش فيها أعلي المسجد الذي أسسه، وجمعية "محمود" الخيرية والمتحف الذي أسسه كنادي للعلماء. .في هذا العمل الضخم الذي أنتجته شركة "آي فيلمز ميديا برودكشن" يعد هو الأضخم إنتاجياً في العالم العربي لعام 2010 في مجال الأفلام الوثائقية، حيث استغرق العمل فيه ما يزيد عن 6 أشهر، لمقابلة أكبر عدد من أقارب وأصدقاء الدكتور، فضلاً عن خبراء ومفكرين قاموا بتقييم المشروع الفكري للدكتور مصطفي محمود، عارضين جانباً من وثائق وصور نادرة تكشف أجزاء خفية من حياة المفكر الراحل. . ينتهي الجزء الأول من الفيلم عند مرحلة الشك والإلحاد عند مصطفي محمود بعد تأليفه كتابه الأول "الله والإنسان"، ويبدأ الجزء الثاني برحلته إلي الإيمان وتأسيسه لجمعية مصطفي محمود الخيرية الشهيرة، وهي التجربة التي تحكي عنها زوجته وأقاربه وأصدقاؤه، وكذلك عن برنامجه الشهير وعن أيامه الأخيرة وحتي وفاته.