مسافر علي الورق .. ومضي قطار الشهر بعد أن كنا ننتظره ونعد العدة لاستقباله.. ها هو قطار رمضان يوشك ان يصل بنا الي محطته الاخيرة ولم يتبق الا ايام قلائل علي وصوله اليها لتنتهي الرحلة الرمضانية علي خير لمن صام وقام واستقام، وعلي غير ذلك لمن اهمل وتكاسل. ستري الناس يقولون: لقد مر رمضان سريعا كالبرق وهي جملة يقولها الناس كل عام وتعودنا كثيراً علي سماعها..وليت الناس يتعاملون مع الزمن من هذا المنطق اقصد منطق سرعة الزمن ومرور الوقت بسرعة وأن الانساني في لحظة واحد من الممكن ان يكتشف ان ايامه سرقته وأن عمره فات من تحت قدميه وكما يقولون (العمر لحظة). سينتهي رمضان كما ستنتهي ايام عمرنا.. النهاية هي حتمية كل بداية ومادامت هناك بداية فلابد أن تكون هناك نهاية ودائماً العبرة بالنهاية وليست بالبداية وكما يقولون خير الاعمال خواتيمها. ليت كلاً منا يحرص علي خاتمته والخاتمة غير محددة الميقات لأن الموت يأتي بغتة فلايمكن لاحد مهما كان ان يقول ان خاتمته يوم كذا او في شهر كذا او سنة كذا وهو مايدفع كلاً منا الي ان يحسن استثمار وقته فيما لايغضب الله عز وجل وفيما ينفع ولايضر، فالعمر يمر ولايستطيع واحد منا ان يعيد امسه الذي انقضي، فالذي ينقضي لايعود. ان علاقة الانسان بعمره هي علاقة عطاء فقيمة الانسان تقاس بما اضافه بين مولده ووفاته والشاعر يقول: مات قوم وما ماتت مآثرهم.. وعاش قوم وهم في الناس اموات. كما مرت ايام رمضان ستمر ايام عمرك ارجوك انتبه اقهر شيطانك عمق ايمانك، خصوصا في الايام الباقية من هذا الشهر الكريم تباً لساعة قضيتها في معصية أو في إضرار الغير أو في صنع الشر لهم تعلم صفاء النفس وجرب السلام مع الذات واتجه للصلح علي الله.. اخرج من رمضان انسانا جديدا في كل شيء في قلبك وقد نزعت حقده وغله وحسده وفي نفسك وقد طهرتها من الشحناء والبغضاء.. مضي قطار رمضان او بمعني ادق كاد يمضي كما سيمضي كل شيء في حياتنا ولكن لانتعظ.. ايام نطويها وتطوينا وتمر تجري من تحت ايدينا.. فهل اعتبرنا ام لم نعتبر وتركنا الدنيا تلعب بنا كما تلعب الريح بأوراق الشجر.?! اغتنم صحتك قبل مرضك وشبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك.