قائمة الأفلام التي عانت من انصراف الجمهور عنها مثل المسافر طويلة، ومنها اغلب افلام المخرج الراحل يوسف شاهين مثل (باب الحديد) و(الاختيار) و(عودة الابن الضال) و(إسكندرية ليه) و(المصير). وتضم القائمة (مومياء) شادي عبد السلام و(ليل) محمد ملص، ومن الأفلام الأجنبية نتذكر (السفينة تبحر) لفلليني.. و(وجهالوجه) لبيرجمان و(علي آخر نفس) لجودار و(أوديسا الفضاء) لستانلي كوبريك و(القيامة الآن) لفرانسيس فورد كوبولا. ما حدث لفيلم (المسافر) الذي عرض في مهرجان الاسكندرية السينمائي (الدورة الاخيرة)، ولم يلق القبول رغم تفرد موضوعه، وتميز لغته السينمائية، يحدث منذ زمن طويل، واتصور أنه سيحدث طالما كانت هناك سينما، وكانت هناك افلام، وكان هناك جمهور. قائمة الأفلام التي عانت مثل (المسافر) طويلة وتضم أفلاما عربية وأجنبية، ونذكر من هذه الأفلام اغلب أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين مثل (باب الحديد) و(الإختيار) و(عودة الابن الضال) و(إسكندرية ليه) و(المصير) . وتضم القائمة (مومياء) شادي عبد السلام و(ليل) محمد ملص، ومن الأفلام الأجنبية نتذكر (السفينة تبحر) لفلليني.. و(وجها لوجه) لبيرجمان و(علي آخر نفس) لجودار و(أوديسا الفضاء) لستانلي كوبريك و(القيامة الآن) لفرانسيس فورد كوبولا. وهناك ايضا بعض افلام ألن رينيه وبعض افلام فرانسو تريفو، والقائمة تطول لتضم الكثير من أفلام مخرجي التعبيرية الألمانية، والموجة الفرنسية الجديدة، وغيرها من المدارس والتيارات التي قدمت أفلامها للجمهور والنقاد. ما حدث لفيلم (المسافر) رغم توفر ميزانية ضخمة له، ووجود النجم العالمي عمر الشريف علي رأس قائمة الممثلين المشاركين في الفيلم ليس بجديد فهو لم يكن الفيلم الأول الذي هوجم من قبل شرائح مختلفة من الجمهور، وشرائح مختلفة ايضا من المتخصصين والمهتمين والنخبة. في تحليل أسباب عدم تقبل الفيلم من قبل الجمهور ومن قبل بعض النقاد ، يمكن الحديث عن أكثر من سبب.. وأكثر من رأي. هناك مثلا تغير نوعية الجمهور، هذه النوعية لا تدفع التذاكرمن أجل التمتع بمتابعة موضوعات مختلفة عما هو سائد، ولا يهمها بأي شكل من الأشكال تأمل لغة المخرج السينمائية، أو التفكير في رؤيته الفنية. هذه النوعية تم تربيتها فنيا وذوقيا علي العاب البلاي ستيشن والإيقاعات السريعة وأغاني الفيديو كليب.وهناك هجمة الفيلم الغربي الذي استطاع أن يخلق له قاعدة جماهيرية كبيرة. هذه القاعدة التي تم ويتم تشكيل ذوقها علي أن الأفلام هي (الجريمة الكاملة) و(محامي الشيطان) و(اناكوندا) وأن السينما إن لم تكن بمواصفات (تايتانيك) و(التجربة الدنماركية) ليست سينما. وعلينا ان نواجه حقيقة ان هناك شريحة كبيرة من الجمهور تدفع أثمان التذاكر. ليس من أجل التعرف علي (المسافر) والتأمل في قصته، وإنما من أجل الحصول علي تسلية سريعة ومريحة.بعد عناء يوم طويل من العذابات. لكن هل يتحمل الجمهور وحده وزر سقوط (المسافر) هذا إذا افترضنا انه لم يحقق النجاح المفترض نقديا وجماهيريا حتي هذة اللحظة، فهذا الجمهور هو الجمهور نفسه الذي كتب شهادات النجاح لأفلام تميزت فنيا مثل (الأرض). و(سواق الأتوبيس) و(الكيت كات).يعني ذلك ان الجمهور ليس وحده من يتحمل أسباب السقوط، وأنما هناك أسباب ليست فيه وليست منه. من هذه الأسباب مثلا أن بعض المخرجين لا يضعون الجمهور في اعتبارهم عند اختيار الأفكار. وصنع الأفلام، ولا يهتمون بتوفير قراءة واحدة مفهومة لجمهور لا يحمل بالضرورة شهادات دكتوراه في تفسير الأفلام. بعض المخرجين يقولها صراحة إنه يصنع الأفلام لنفسه، والبعض الآخر يقولها بلا خجل إنه يبدع الأفلام للتاريخ. عندما تغير الجمهور صفق طويلا ل .باب الحديد.، وفي كل مرة يعرض (المومياء) يجتذب له جمهور أكبر. ومع الاهتمام بنشر الثقافة السينمائية، وزيادة الوعي السينمائي سنري جمهورا يحب مشاهدة (طوق الحمامة المفقودة) و(صعود المطر) وغيرها من الافلام التي تحتاج الي اكثر من قراءة . في الندوة التي اعقبت عرض الفيلم في مهرجان الاسكندرية السينمائي صرح النجم عمر الشريف - كما قيل انذاك - بان الجمهور المصري جاهل بنوعية افلام مثل (المسافر) وتربي علي نوعية واحدة تقدم له القصة والاحداث كوجبة سريعة يمكن هضمها بسهولة، ورغم إساءة فهم ماقاله الشريف وانه اتهم الجمهور بالجهل وهو لم يقصد ذلك، اري ان الجمهور العربي بشكل عام تعود بالفعل علي نوعية معينة من الأفلام تقدم له ما يعرف بالسيناريوهات المغلقة، وهي سيناريوهات تدور في فلك مثلث العشق الذي يركز علي صراع رجلين علي امراة او صراع امراتين علي رجل.هذا عدا بعض المحاولات القليلة التي حاولت الغناء خارج السرب. اتصور بل تصل تصوراتي إلي حد التأكيد ان احمد ماهر مخرج (المسافر)، يضع الجمهور أمامه وهو يصنع الأفلام له، ومع الأيام سيجد (المسافر) جمهوراً يحبه ويقدرة، وربما يعتبرة فيلما مهما من اهم الافلام العربية التي قدمت خلال العقدين الماضيين. imadnouwairy.hotmail.com