منطقة العياط التى يبلغ عدد سكانها240 ألف نسمة, لا يجدون سوى مستشفى واحد مهمل مهمش ليتعالجوا فيه ومبانيه آيلة للسقوط, فالمبنى الأول الذي أنشأ عام 1948 اصبح خارج نطاق الخدمة، والثاني الذي أنشئ في الستينيات من القرن الماضي خاضع لعمليات التجديد والإحلال التي لم تظهر عليه أنشئ استياء أهالى العياط من مستشفى العياط المركزى والحالة التى وصلت اليه, جعلنا نتجه إلى المستشفى بعد أن ساء حالته، وتردى الأوضاع داخله من غرقه فى مياه الصرف الصحى، وعدم وجود اهتمام ورعاية للمرضى, وإهمال شديد فى كل ركن بالمستشفى. فبمجرد دخولك من باب المستشفى لا تجد من يسألك أو يمنعك من الدخول، وعند توجهك إلى غرف المرضى تجدها بحالة يرثى لها والمرضى يعالجون بجوار القطط والناموس, فالناموس والذباب يستقبلك فى كل غرفة, والقطط تتحرك بحرية تامة , وكأن المرضي تعودوا علي وجودها حولهم في كل اتجاه, وبعد انتهاء مواعيد الزيارة المحددة تبقي القطط بجوار المرضي لتملأ أرجاء المكان, والأسرة يبدو وكأنها خردة ويعلوها مرتبة من الاسفنج بدون كسوة ومقطعة, والوسادة لا تسمن ولا تغني من جوع، هذه الأسرة تقع في الهواء الطلق دون أبواب تحميها, بالاضافة إلى أن المرضى يستنشقون هواء ملوثا مليئا برائحة مياه الصرف التى تنتشر وتطفو على جميع اركان المستشفى, فالمياه المحيطة بالمستشفي تسببت في جذب الناموس والحشرات مما جعلت المريض الذى يدخل المستشفي يخرج معبئًا بالأمراض, فالمياه ارتفاعها لا يجعلك تستطيع السير على قدميك, فتم وضع ألواح خشبية لسهولة السير, فمياه الصرف تعد أكبر مشكلة بالمستشفي ولا يمكن معرفة مصدرها, ولكنها تحيط بالمستشفي مسببة روائح كريهة فضلاً عن وجود ترعة تبعد عن المستشفى خمسة أمتار على الأكثر ينبعث منها الروائح الكريهة والأمراض. مبنى المستشفى من المفترض أنه مخصص لراحة المرضي إلا أنه يبدو آيلا للسقوط, لدرجة انك تخشي ان تضع يدك علي جدرانه خوفا من سقوطه, فالمياه المتراكمة أدت إلى ذوبان أجزاء منه, فضلا عن أن سلالم المستشفي بها أجزاء مكسورة ومليئة بالأتربة والأوساخ جراء ما يسقط عليها من الحوائط من بقايا الخرسانة. وعن دورات المياه »فحدث ولا حرج« فهى تشبه بشكل كبير المراحيض العمومية التى نجدها فى الشوارع, فلا تصلح للاستخدام الآدمي, ولا يوجد بها أبواب سواء داخلية أو خارجية بحيث يراك من يقف أمامك في الطرقات, ناهيك عن أرضية الحمام والأسقف التي تعتبر معدومة وأحواض المياه التي تفتقر إلي الماء وصنعيات وبدلا من أن يستخدمها المرضي في تنظيف أيديهم وقضاء احتياجاتهم أصبحت مرعى لتخزين القمامة وجلب الأمراض. والاغرب من ذلك هو عدم وجود عناية مركزة، أو حضانة أطفال، أو إخصائى تخدير، وينتشر بمداخل المستشفى جراكن مياه الغسيل الكلوى، بالإضافة إلى انتشار القمامة بأركان المستشفى. اتجهنا إلى «عم حنفى» أحد المرضي بمستشفي العياط المركزى, الذى يلتف حوله البطانية متخفياً من شدة البرد, لو الواحد يقدر يتعالج فى مستشفى خاص كنا دخلناها احسن من الرائحة الكريهة اللى بنشمها طول الوقت واحنا على سرير المرض والمعاملة السيئة اللى بنشوفها«, لافتاً إلى أنه منذ أن دخل مستشفى العياط ولم يجد الرعاية, ففرش الأسرة لا يتم تغييره، فضلآ عن وجود مياه صرف صحى التى تغلق بعض الأبواب الخلفية للمستشفى, مؤكداً أن المياه متواجدة منذ 4 أشهر ولا يجدون أحداً حاول حلها أو الابلاغ عن عنها, كما أنهم يتعاملون بطريقة سيئة من قبل الممرضات والأطباء, »علشان احنا غلابة ومش قادرين ندفع فلوس نتبهدل كده«, مؤكداً أن الأطباء لا يقومون بدورهم على أكمل وجه, فمن يحتاج إلى دكتور يذهب بنفسه إليه «مفيش دكتور بيمر من نفسه, ده غير ان مفيش أغطية كفاية ولا أبواب ولا شبابيك بالغرف، احنا بقينا بنشوف القطط أكتر ما بنشوف الدكاترة«. وأكد ممدوح شحاتة أحد المرضى, أن الإهمال فى المستشفيات الحكومية اصبح سمة اساسية، فمن يملك المال لا يرى ما يراه »الغلابة«, فى المستشفيات المهملة، لافتا إلى ان الأطباء غير راضين عن العمل بالمستشفي، مما نتج عنه عدم رضا المرضى عن الخدمة التي تقدم لهم ولذلك تجد تلك الحالة من الإهمال, إحنا علشان غلابة بينداس علينا«.