المجارى والقمامة والحشرات والقطط أكثر من المرضى فى المستشفى
المرضى: الممرضات قاعدين مع الدكاترة فى الحديقة ومبيسألوش فينا ، والعلاج بنشتريه على حسابنا
أحدى المرضى: "بقالي 4 أيام هنا مشفتش دكتور ومعرفش عندى إيه!"
رغم زيارة الدكتور عادل العدوى وزير الصحة بجولة مفاجئة على بعض مستشفيات وزارة الصحة ومنها مستشفى حميات إمبابة فى شهر مايو الماضى، ورأى بنفسه حجم القصور والإهمال والتلوث بالمستشفى وانتقد مستوى الخدمة الطبية من قبل الأطباء والتمريض، ما جعله يصدر قراراً بإحالة مدير المستشفى للتحقيق الفورى، وإعداد خطة عاجلة لتطوير المستشفى وتطوير الخدمة والرعاية الطبية بها، خاصة وأنها تخدم قطاعاً عريضاً من المرضى فى مصر وتستقبلهم من جميع المحافظات.
اليوم مر أكثر من ثلاثة أشهر على زيارة الوزير، قررت "الفجر" القيام بجولة لرصد الحال الجديد بعد قرارات وتصريحات الوزير التي ملأت وسائل الإعلام، وأعطت أمالاً كبيرة للمواطن المصرى بالحال الذى ربما ينصلح ويجعله مطمئناً على نفسه إذا مرض فى يوم ما وقصد مثل هذه المستشفيات.
بمجرد دخولك من بوابة المستشفى، تستقبل جيوشاً من الناموس والحشرات المتطايرة تكاد أن تحجب الرؤية أمامك، وروائح كريهة منبعثة من انتشار الصرف الصحى داخل أروقة المستشفى، إضافة إلى كميات القمامة المتواجدة يميناً ويساراً ويلعب فيها الأطفال الموجودين بصحبة ذوى المرضى للزيارة.
والمشهد الأكثر جذباً للانتباه والمعتاد في معظم المستشفيات هو مشهد القطط التى تملأ كل ركن بالمستشفى ويكاد يكون عددها أكثر من عدد المرضى المتواجدين بالمستشفى، مروراً بعنابر المرضى التى لا تختلف كثيراً عن الحال خارجها، فتملؤها القطط والحشرات والصراصير والقمامة إضافة إلى أسرة المرضى المتهالكة.
أما دورات المياه، لا تصلح على الإطلاق للاستخدام الأدمي، حيث أن مواسير المياه مكسورة وتملؤها القاذورات وتنبعث منها روائح مقززة لا يستطيع البشر تحملها.
وأمام قسم الأستقبال، وهو أهم أقسام المستشفى نظراً لدوره فى استقبال الحالات وتقديم الإسعافات الأولية وما شابه ذلك، يفترش المرضى الرصيف أمام الباب فى صورة غير آدمية لا يوجد بها أى رحمة، فمنهم من يتألم من شدة المرض وارتفاع درجة حرارته وآهات أوجاعه لا تصل إلى آذان الأطباء لانتظار دورهم في الكشف، رغم أن قسم الاستقبال بالداخل خالى من المرضى، إضافة إلى حالة الفوضى به.
وأمام الاستقبال يوجد معمل التحاليل، والذى من المفترض أنه يخرج نتائج دقيقة لحالات المرضى التى بناءاً عليها يتم تشخيص الحالة وتحديد العلاج، إلا أنه خالى تماماً من أى نظافة أو تعقيم للأجهزة التى يسيطر عليها الهلاك بفعل مرور الزمن.
وبسؤال المرضى عن الخدمة والرعاية فى المستشفى، تشكو أمل عبد الباقى، إحدى المرضى، من الإهمال وعدم نظافة الغرف سواء من القطط والحشرات أو من حالة الفرش، وتقول: "إننا نحضر ملاءات وفرش للأسرة من منازلنا لأن فرش المستشفى الحيوانات متقدرش تتغطى بيه"، إما سهير محمود توضح أن عاملات النظافة هن اللاتى يقمن بتوزيع الوجبات الغذائية على المرضى والتى تكون سيئة وغير نظيفة ولا تصلح للأكل.
ومنى عبد الدايم، تروي حكايتها، قائلة: "حضرت إلى المستشفى منذ أربعة أيام حيث كنت أعانى من ارتفاع شديد بدرجة الحرارة التى وصلت إلى 40 درجة مئوية وقئ وحالة هزال عامة فى جسمى، وقامت الممرضة بسحب عينات دم منى للتحاليل، ومنذ أن دخلت المستشفى وحتى الآن لم يمر على طبيباً ولم أعرف ما أعانى منه، كما لم أعلم نتائج التحاليل التى سحبوها منى ولم أعلم حتى إذا كانت نتائجها ظهرت أم لا"، مضيفة: "كل يوم زوجى يحضر فى مواعيد الزيارة ويسأل الممرضات عما إذا كان سيرانى أحد الأطباء لتشخيص حالتى ويقولون له سيحضر الطبيب لكن لا يحضر أحد، وكل ما يتم عمله لى هنا هو إعطائى بعض الأدوية وخافض للحرارة فقط بدون حتى تشخيص حالتى".
حال أحمد ناصر، لم يختلف كثيراً عن سابقيه، يقول: "والدتى عمرها 72 عاماً ومحجوزة لدى المستشفى هنا ومريضة بالالتهاب الكبدى الوبائى، وفى غير أوقات الزيارة كثيراً ما تتألم ولا تجد من يرعاها لأن أغلب الوقت الممرضات يجلسن فى الحديقة ولا يهتمون بالمرضى"، متابعاً أن "بعض الأدوية والمستلزمات الطبية غير متوفرة بالمستشفى ويطلبون منا شرائها من الخارج على حسابنا، رغم أنه من المفترض أن تقدم المستشفى العلاج بالمجان والكثير من المرضى لا يتحملون تكلفة شرائها".
وحاولت "الفجر" الحصول على رد من مدير المستشفى الدكتور صلاح عبد المنعم السيد، ولكنه رفض تماماً الحديث والتعليق على التقرير.
ومستشفى حميات إمبابة من أهم المستشفيات فى مصر، وتستقبل جميع الأمراض المعدية والأوبئة مثل الالتهاب الكبدى الوبائى والالتهاب السحائى والحمى الشوكية والحمى المالطية والتهاب المخ والتيفود وحمى النفاس والإيدز وانفلونزا الطيور والخنازير وفيروس كورونا، إضافة إلى استقبال المستشفى جميع الحالات من مختلف محافظات مصر.