كيف ينظر المرء إلي نفسه.. عندما ينافق مسئولا أمامه ويصفه بأحلي الكلمات وأجمل الأوصاف.. ومن ورائه يلعنه ويصفه بأوقح الأوصاف.. وأسوأ الكلمات? وصف منافق لا يكفي.. لأنه ما أكثر المنافقين في المجتمع.. وهناك منافق يجامل المسئول وينحني أمامه لتحقيق مآرب خاصة.. ولكن هناك منافقاً يتلذذ بإيذاء الآخرين والاضرار بهم. الخطر.. عندما يقف اعلامي أمام مسئول أو وزير.. ويقدم له فروض الولاء والطاعة ويتغني بإنجازاته وأعماله.. ويشيد بمواقفه الإنسانية ومؤازرته للغلابة.. وإنصافه للمظلومين وأنه أفضل الوزراء في تاريخ البشرية.. ولكن بمجرد أن يظهر علي شاشة التليفزيون وأمام الناس.. يتغير الوضع ويتبدل موقفه.. وينهال هجوما علي الوزير أو المسئول بأقذع الشتائم.. وأردأ الكلمات.. وأقبح الألفاظ.. لان هدفه كسب جمهور المشاهدين الذي يرفض هذا الوزير أو المسئول ويعاني من مواقفه وقراراته. هذا الاعلامي.. أو هذه الإعلامية.. في المرة الأولي وأمام الوزير تنافقه.. وفي المرة الثانية تنافق الجمهور لجذبه علي حساب الوزير.. فهذه النوعية تدمن النفاق.. لا مبادئ عندها.. ولا قيم. هذه النوعية تنافق المسئول أمامه لتحقيق منافع شخصية.. وعندما تظهر علي الشاشة أو تكتب في الصحف.. تهاجم الوزير أو هذا المسئول لتحقيق منافع مالية وجماهيرية أيضاً. وعندما يقابلها الوزير أو المسئول في محاولة لتوجيه اللوم لها لموقفها المتناقض.. تبتسم قائلة (سيادتك لسه فاكر) ثم تتجه لاستخدام الكلمات الناعمة!! هذه النوعية تتاجر بآلام الناس لتحقيق مصالحها.. تبدو أمام الناس معارضة شرسة.. بينما تقف أمام المسئول أو الوزير بعيداً عن عيون الناس.. منحنية تبدي فروض الولاء والطاعة!! هذه النوعية تحقق مكاسب.. والوزير يستمر في موقعه بينما الناس تتألم.. وتتوجع.