رغم أدبه الجم ورغم حرصه على كبت مشاعره تجاه حالة الانفلات الإعلامي غير المسبوقة والممارسات الإعلامية غير المسئولة والتي تفتقد الى الوازع الوطني ..يبدو أن الرئيس السيسي فاض به الكيل وأظهرعدم رضائه عن سوء أداء الآلة الإعلامية المصرية خلال كلمته في الندوة التثقيفة للشئون المعنوية للقوات المسلحة .. الرئيس عبر عن غضبه الشديد من تناول وسائل الإعلام لأزمة غرق الإسكندرية ، خاصة الهجوم الشخصي عليه بأنه ترك الأزمة وجلس مع مسئولي شركة سيمنز الألمانية قائلا: أنتم بتعذبوني عشان جيت وقفت هنا في إشارة إلى توليه منصب الرئاسة. أكد أن هذا الكلام لا يليق ويعد بمثابة عدم وعي بالأزمة حيث تفرغ هؤلاء للهجوم ولم يتطرقوا للأسباب التراكمية للأزمة ببناء أكثر من 60 ألف منزل بشكل مخالف في الإسكندرية خلال ال 5 أعوام الماضية، ما أدى لزيادة الأحمال على شبكة الصرف الصحي والمياه والكهرباء بالاضافة إلى أن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم بإلقاء الضوء على الايجابيات المتمثلة في انهاء الأزمة قبل مرور 24 ساعة وجه الرئيس حديثه للإعلاميين، قائلا: »أرجو أن تبثوا الأمل في نفوس المواطنين، وتجنب الإحباط الذي يبث بشكل مستمر، وأتمنى أن يتشكل الوعي والإعلام في بث الأمل وتحقيق الاصطفاف الوطني. وطالب كافة المؤسسات وأجهزة الإعلام، بأن يتوحدوا ويصطفوا بجانب الدولة في رحلة البناء والتقدم والا كما قال: «المرة الجاية هشتكيكم للشعب» نعم سيادة الرئيس الجميع مخطئون والوسط الصحفي والإعلامي يعيش اسوأ أيامه حيث سن هؤلاء الإعلاميين لإنفسهم قانونا خاصا وتعاملوا على أنهم دولة داخل الدولة وزايد هؤلاء على ذلك وعاشوا الوهم بأنهم يفعلون ذلك من أجل مصر التي نصبوا انفسهم اوصياء عليها وعلى شعبها وبلغ الشطط الإعلامي أن البعض نصبوا انفسهم متحدثين باسم الرئيس نفسه لم تكن هذه المرة الأولى التي يبدي الرئيس غضبه من الإعلام فهل تجد كلماته صدى لدى اصحاب القنوات التليفزيونية الخاصة التي اصبحت مرتعا لكل من هب ودب ؟ وهل تتحرك الدولة للنهوض بالتليفزيون الوطني الذي اصبح ملطشة للآخرين بإعلانات الدولة؟ وهل تدعم الدولة المؤسسات الصحفية القومية للنهوض بدورها الوطني ومواجهة الحملة الضارية التي يحيكها اصحاب مصالح خاصة تدعمهم للأسف مؤسسات الدولة بحملات إعلانية حكومية لذبح المؤسسات الصحفية القومية؟ هل يجد كلام الرئيس صدى لدي المجلس الاعلى للصحافة ونقابة الصحفيين لتفعيل ميثاق الشرف الصحفي ضد كل من يلقي بمصلحة مصر من وراء ظهره من اجل مصالح ضيقة واموال زائلة؟ اتمنى ان يستفيق الجميع وعلينا جميعا ان نعتذر للرئيس السيسي .