بدء الدراسة في درجة البكالوريوس لكلية العلوم والتكنولوجيا بجامعة أسيوط الأهلية    تعرف على تكليفات الرئيس السيسي للحكومة الجديدة    هاني عنتر: إدارة تعليم بني سويف أول الإعدادية بنسبة نجاح 85.81%    بالأسماء، أوائل نتيجة الشهادة الإعدادية ببني سويف    الأمن القومي والاقتصاد وبناء الإنسان.. السيسي يضع خارطة طريق لتشكيل حكومة مدبولي الثالثة    «ابتعدوا عن الميكروفون».. رئيس «النواب» يطالب الأعضاء باستخدام أجهزة القاعة بشكل صحيح    التحفظ على مدير حملة أحمد طنطاوي داخل المحكمة بعد تأييد حبسه    مجلس النواب يوافق على الموازنة العامة للدولة للعام المالى الجديد    وزارة الزراعة تعلن الطوارئ لاستقبال عيد الأضحى    رئيس «شباب النواب»: الموازنة تأتي في ظروف صعبة ولابد من إصلاح التشوهات وأوجه الخلل    «الإسكان»: 220 ألف مواطن تقدم للحصول على شقق «الاجتماعي»    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات اليوم الإثنين    محافظ المنيا: توريد 346 ألف طن قمح منذ بدء الموسم    السكة الحديد تُطلق خدمات جديدة لركاب القطارات.. تعرف عليها    السيسي يوجه مدبولي بتشكيل حكومة جديدة من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة    شكري: الممارسات الإسرائيلية تفتقر إلى الالتزام بقواعد القانون الدولي    سلطنة عُمان: ندين تصنيف الأونروا منظمة إرهابية    الخارجية الصينية: من الصعب على بكين المشاركة في قمة سويسرا بشأن أوكرانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية في سريلانكا إلى 12 شخصا    أفشة: الجلوس على الدكة يحزنني.. وأبو علي هيكسر الدنيا مع الأهلي    هل تلقى الزمالك خطابا بموعد ومكان مباراة السوبر الأفريقي؟    "مش عايزه".. مدرب ليفربول الجديد يصدم صلاح    بالأسماء.. شوبير يكشف كل الصفقات على رادار الأهلي هذا الصيف    رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية تتابع امتحانات القرآن الكريم في الإسكندرية    المستندات المطلوبة للتقديم في وظائف المعلمين بالمدارس اليابانية.. اعرف الشروط    رئيس بعثة الحج الرسمية: استقرار الحالة الصحية لزوار بيت الله الحرام دون ظهور أمراض وبائية    السكة الحديد تعلن إجراء تعديلات على تركيب بعض القطارات بالوجه البحري    انهيار منزل ونشوب حريق في حادثين متفرقين دون إصابات بقنا    محافظ المنوفية: تحرير 94 محضر انتاج خبز غير مطابق للمواصفات لمخابز بلدية    تخرج دفعة جديدة من ورشة الدراسات السينمائية بقصر السينما    28 يونيو الجاري .. جورج وسوف يقدم حفله الغنائي في دبي    فيديو.. «العيال فهمت» على مسرح ميامي بعيد الأضحى المبارك    اتفاق تعاون بين الجامعة الفرنسية وباريس 1 بانتيون سوربون لإطلاق برامج جديدة في مجال السياحة    دعاء لأمي المتوفية في عيد الأضحى.. «اللهم انزلها منزلا مباركا»    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    5 خدمات تقدمها عيادة أبحاث الألم بالمركز القومي للبحوث، اعرف المواعيد    «صيادلة الإسكندرية» تطلق 5 قوافل طبية وتوزع الدواء مجانا    التشكيل المتوقع لودية ألمانيا وأوكرانيا ضمن استعدادات يورو 2024    الموسم الثاني من سلسلة "الأعيان" على شاشة الوثائقية قريبًا    لماذا رفض الروائى العالمى ماركيز تقديم انتوني كوين لشخصية الكولونيل أورليانو في رواية "100 عام من العزلة"؟ اعرف القصة    الطيران الإسرائيلي يغير على أطراف بلدة حانين ومرتفع كسارة العروش في جبل الريحان    هل يجوز للمُضحي حلاقة الشعر وتقليم الأظافر قبل العيد؟.. معلومات مهمة قبل عيد الأضحى    كوريا الجنوبية تعلق اتفاقية خفض التوتر مع نظيرتها الشمالية    محافظ القاهرة: 1.5 مليار جنيه لرفع كفاءة الخدمات المقدمة إلى المواطنين    "ما حدث مصيبة".. تعليق ناري من ميدو على استدعائه للتحقيق لهذا السبب    علقت نفسها في المروحة.. سيدة تتخلص من حياتها بسوهاج    باحثة ل"إكسترا نيوز": مصر لديها موقف صارم تجاه مخططات إسرائيل ضد غزة    هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟.. «الإفتاء» توضح المواقيت الصحيحة    للتدخلات الجراحية العاجلة.. كيف تستفيد من مبادرة إنهاء قوائم الانتظار؟    أول تعليق من التعليم على زيادة مصروفات المدارس الخاصة بنسبة 100 ٪    تحرك من الزمالك للمطالبة بحق رعاية إمام عاشور من الأهلي    رسومات الأحياء المقررة على الصف الثالث الثانوي.. «راجع قبل الامتحان»    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    أفشة: ظُلمت بسبب هدفي في نهائي القرن.. و95% لا يفقهون ما يدور داخل الملعب    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    محمد الباز ل«بين السطور»: فكرة أن المعارض معه الحق في كل شيء «أمر خاطئ»    مقتل شخص وإصابة 24 فى إطلاق نار بولاية أوهايو الأمريكية    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة كبريت البطوله التى لاتنسى..صمود الجيش المصري 134يوما بدون امدادات ومياة رافضين الاستسلام واستمرو فالهجوم
نشر في المسائية يوم 02 - 10 - 2015

بالرغم من مرور اثنان واربعون عاما علي حرب أكتوبر 1973 الا ان معاهد البحث العسكرية مازالت تضع معركة كبريت كأحد النماذج في العبقرية العسكرية.. وفي التضحية بلا حدود تلك المعركة التي قال عنها كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت انها إحدي المعارك الكبري التي شرفت العسكرية المصرية ووضعتها في مكانة متميزة بين جيوش العالم.. وكنت أتمني أن أقابل قائد الكتيبة ابراهيم عبد التواب.
وكتبت عنها إحدي الصحف الصهيونية علي لسان ضباط من الجيش الاسرائيلي "لا ندري كيف استطاع المصريون أن يصمدوا في حصار دام 134 يوماً بدون مياه أو امدادات ولم يستسلموا وكانوا يبادرون بالهجوم
واصبح الجميع يعرف تفاصيل معركة كبريت.. وماذا فعل الجندي المصري ليصبح أسطورة عسكرية واثبت انه بطل حقيقى لايخشى الموت
لقد ظن العدو الاسرائيلي عقب نكسة يونيو 1967 انه قضي علي آمال الأمة العربية تماما وانه لن يكون لمصر جيش بعد ذلك وبدأ يطلق أبواق دعايته المسمومة لبث روح اليأس والرعب في النفوس ويزيد من القلق والتفكك في صفوف الرجال واشاعة الفرقة بين العرب جميعا ليؤكد عدم القدرة علي مواجهة جيش اسرائيل.
ولقد غالي قادتها في تصريحاتهم وعلي رأسهم "موشي ديان" حيث أذاع قبل حرب 73 بأيام ان هدفنا هو أن نجعل المصريين يفقدون توازنهم عن طريق إنزال ضربات ساحقة بهم من كل نوع حتي يتعذر عليهم نفسيا وعسكريا مجرد التفكير في الاعداد للحرب ضدنا واننا نود أن نقنعهم بأنهم غير قادرين علي خوض حرب يأملون فيها التصدي للجيش الاسرائيلي.. ولكن جاءت حرب رمضان المجيدة التي غيرت مفاهيم وعقائد ونظريات اسرائيل واثبتت للعالم أجمع كذب دعاياتها المسمومة ضد المقاتل المصري وحطمت خرافة الجيش الذي لا يقهر وكشفت عن حقيقة المقاتل الاسرائيلي التي برهنت علي كذب دعاياتهم وأصبح واضحا للجميع ان الجندي المصري قد أثبت ذاته وقدراته ووجوده وتفوقه فاسترد شرفه واعتباره العسكري.
وجاءت معركة كبريت "دليلا علي ذلك فهذا الموقع الذي أحكم العدو حصاره حوله من جميع الجهات ومارس مع رجالنا شتي ألوان الضغط أملاً في استرداد الموقع ولكنه لم ينجح. بل مني بالفشل الذريع وهذا علي عكس ما حدث في احدي نقط العدو القوية في بورتوفيق عندما شعر المدافعون بالحصار فسارعوا بالاستنجاد بالصليب الأحمر طلبا للتسليم دون قتال هكذا برزت قدرات الرجال المؤمنين الصادمين وحق قول الله فيهم "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" صدق الله العظيم.
اعتمد العدو الاسرائيلي في تنظيم دفاعاته علي اسلوب الدفاع المتحرك وقام بتوزيع قوات من المشاة والدبابات في النقط القوية بغرض التأمين والحراسة والانذار للقوات الرئيسية والقيام بأعمال تعطيلية للقوات المهاجمة وتكبيدها أكبر خسائر ممكنة خلال مرحلة العبور. حيث احتفظ بقوات احتياطية من المشاة والدبابات علي مسافة تتراوح بين 3 إلي 5 كم وقام بتأمينها باحتياطيات قريبة ومحلية بالإضافة إلي وجود احتياطيات تكتيكية علي مسافة حوالي 10 كم تقوم بالاندفاع للقضاء علي أي قوات تنجح في العبور علاوة علي توفير احتياطيات تعبوية في العمق.
أقام العدو العديد من شبكات المواصلات الخطية واللاسلكية المناسبة علي جميع المستويات للربط بين جميع القيادات والقوات طبقا لتمركزها وذلك لسرعة تنفيذ الأوامر الصادرة وإبلاغ المعلومات أول بأول.
ساعد علي نجاح هذا النظام من الدفاع المتحرك تلك الشبكة من الطرق الطولية والعرضية التي أعدها العدو لتحقيق المناورة بالقوات علي جميع المستويات.
وتعتبر هذه النقطة من أكثر النقط القوية للعدو وتظهر أهميتها في انها تقع علي الشاطيء الشرقي للبحيرات المرة الكبري فتشرف علي أنسب أماكن العبور لقواتنا في هذا القطاع أيضا تشرف وتسيطر علي العديد من الطرق والمحاور والمدقات شرق القناة وأهمها محاور طريق الطاسة.. كما تشرف وتسيطر علي قطاع كبير في غرب القناة حيث تسيطر علي لسان كبريت ومطارها ويمكن أن يستغلها العدو من هذا الجانب.
تقع هذه النقطة في الفاصل بين الجيشين الثاني والثالث الميداني مما يوضح خطورة موقعها حيث يمكن أن يستغلها العدو من هذا الجانب كما توجد نقطة مراقبة دولية بالقرب من الموقع علي مسافة 400 متر تقريبا يستغلها العدو في الحصول علي المعلومات.
وتقع نقطة كبريت علي الجانب الشرقي من القناة في أضيق قطاع بين البحيرات المرة وتحيط بها أرض رملية يتخللها بعض الهضاب المرتفعة كما تم اعدادها هندسيا لتصبح مرتفعة عما حولها مما يوفر لها السيطرة والاشراف علي القطاع بالكامل.
أيضاً توجد سواتر ترابية عديدة أنشأ عليها العدو مصاطب للدبابات كما يوجد خط سكة حديد معطل يمتد من الشمال إلي الجنوب شرق النقطة ومخرب في معظمه وقد استغل العدو الفلنكات وقطع القضبان الحديدية في اعداد تحصينات موقع كبريت
أقام العدو تجهيزات هندسية وإدارية في نقطة كبريت علي مساحة 6 كيلو مترات مربعة حيث أنشأ 10 ملاجيء ثقيلة و10 حفر رشاش متوسط وعدد 7 دبابات وعدد 7 مصاطب دبابة شمال النقطة القوية.. علاوة علي وجود نطاقات من الأسلاك الشائكة والألغام المضادة للدبابات والأفراد تصل في عمقها إلي حوالي 1 كيلو بالإضافة إلي وجود حقل ألغام علي الضفة الشرقية للبحيرة.
كما قام العدو بإنشاء العديد من نقط الملاحظة وأبراج المراقبة علي أجناب الموقع وقد تم تجهيزها بما يكفل راحة المراقبين وأيضاً سرعة تبليغ المعلومات بتوفير خط تليفوني بجانب وجود ميجافون في النقطة القوية كوسيلة للإنذار.. بالإضافة إلي استخدام وسائل رؤية حديثة متطورة ذات قوة تكبير علاوة علي وجود غرفة عمليات تحتوي علي محطات لاسلكية وتحاويل خطية وماكينات شحن بالإضافة إلي تجهيزها بوثائق العمليات اللازمة.
ويتوفر داخل النقطة امكانيات الاكتفاء الذاتي لمدة شهر أو يزيد علاوة علي توفير كافة الاحتياجات الإدارية والطبية مثل ماكينة إنارة وماسورة مياه تصل إلي داخل النقطة وغرفة عمليات جراحية كاملة التجهيز وكميات من الأدوية والمهمات والمعدات الطبية.
وداخل النقطة تعسكر فصيلة مشاة ميكانيكي بجانب فصيلة دبابات و6 قطع هاون 81 مم واحتياطي محلي يتكون من 2 فصيلة دبابات ويتمركز علي مسافة 1 كم جنوب شرق نقطة كبريت بجانب احتياطي تكتيكي يتكون من سرية مشاة ميكانيكي وسرية دبابات عدا فصيلة ويتمركز في منطقة شرق المانع المائي بحوالي 18 كيلو مترا.
نظرا لأهمية النقطة في سيطرتها علي أنسب أماكن العبور في هذا القطاع اعتمد العدو علي خطة نيران منسقة ومحكمة بحيث تغطي قطاعا كبيرا من سطح البحيرات المرة وذلك لإحباط أي محاولة للعبور والهجوم بسبب سيطرة القطاع علي المحاور والطرق في شرق القناة وتأمين المحور الرئيس وهو طريق الجري لتدفع احتياطياته التكتيكية والتعبوية.
كلفت الكتيبة 603 مشاة ميكانيكي الساعة 9 يوم 8 أكتوبر 1973 بالاستعداد للاستيلاء علي النقطة القوية في كبريت والتمسك بها وكان قرار قائد الكتيبة للاستيلاء علي النقطة القوية في كبريت استغلال نيران المدفعية ونيران الدبابات لتتقدم الكتيبة وتفتح في تشكيل رأس سهم ثم يتم اقتحام طرق مواصلات نقطة كبريت من اتجاهي الجنوب والشرق بقوة سرية مشاة مدعمة مع قيام باقي الكتيبة بعزل النقطة وحصارها من جميع الجهات لمنع تدخل احتياطي العدو. كما تم تدعيم الكتيبة بسرية دبابات تي 62 وسرية فهد وجماعة قاذف لهب خفيف.
في يوم 9 أكتوبر تم تأكيد مهمة الكتيبة مع دعمها بسرية دبابات التي انضمت وقامت بإجراء تنظيم التعاون ثم بدأ التحرك في نفس يوم 9 أكتوبر مع الكتيبة من نقطة رأس الشاطيء في اتجاه كبريت وأثناء التحرك تعرضت الكتيبة لغارة جوية من طائرات العدو ولم تحدث أي خسائر وواصلت القوة تقدمها نحو النقطة القوية.
عند وصول الكتيبة جنوب النقطة القوية بمسافة 3 كيلو مترات فوجئت بفتح نيران كثيف عليها من دبابات العدو بغرض تكبيد الكتيبة خسائر وعلي الفور تم تخصيص فصيلة مشاة وفصيلة دبابات للتعامل مع استمرار باقي الكتيبة في تنفيذ مهمتها وقد أسفرت الاشتباكات عن تدمير دبابتين للعدو.
عندما وصلت الكتيبة لمشارف النقطة القوية للعدو بدأت مجموعات العزل تتحرك طبقا للخطة الموضوعة لمحاصرة النقطة من جميع الاتجاهات التي يحتمل تقدم احتياطيات العدو منها وذلك خلال التمهيد النيراني للمدفعية والدبابات وقد تم وصول المجموعة إلي أماكنها وأبلغت بتمام الاستعداد لقائد الكتيبة.
وعلي الفور تحركت مجموعات الاقتحام في اتجاه الجنوب والشرق وفي مقدمتهم أطقم المهندسين حيث تم فتح الثغرات ثم اندفعت مجموعات خلالها وتم مهاجمة النقطة القوية واقتحامها في نفس اليوم.
وعندما قامت القوات بتفتيش النقطة بالنيران اتضح ان أفراد العدو فروا هاربين خارجها خلال فترة التمهيد النيراني ولقد تم مشاهدة نحو 20 فردا علي بعد حوالي 1 كم شمال شرق النقطة فارين.
وبالفعل تم الاستيلاء علي جميع الأسلحة ومعدات النقطة وكان أهمها 2 مركبة نصف جنزير وعدد من الرشاشات النصف بوصة والهاونات وكميات كبيرة من الذخائر بأنواعها ومحطة لاسلكية تشمل عدة أجهزة مختلفة وتكدسا من الاحتياجات المختلفة "وقود مياه تعيينات" علاوة علي الوثائق وخرائط العمليات التي تم ترحيلها للخلف وتم رفع العلم المصري عاليا فوق النقطة وقام قائد الكتيبة بإعادة توزيع قواته بما يحقق الدفاع من جميع الاتجاهات ثم أعطي تماما بتنفيذ المهمة وما تم حصره من غنائم وكان ذلك قبل آخر ضوء من يوم 9 أكتوبر.
بنجاح الكتيبة في تنفيذ مهمتها كلفت بالاستمرار في التمسك بالمواقع والدفاع عنها والسيطرة علي المنطقة المحيطة بها فقامت عناصر المهندسين برص حقول الألغام المضادة للدبابات علي طرق الاقتراب المحتملة للعدو وتجهيز مداخل المنطقة بحقول الألغام علاوة علي الدوريات والكمائن التي كانت تدفع يوميا في الاتجاهات المهددة.
استمر الحال علي ذلك حتي يوم 14 اكتوبر حيث كلفت الكتيبة بتأمين دفع اللواء 25 مدرع في اتجاه منطقة الدفرسوار بنيران جميع الأسلحة الموجودة بالإضافة إلي دفع عدد "2" دورية مكونة من أطقم آر بي جي في الاتجاهات المهددة.
كما قامت الكتيبة بتقديم المعونة الطبية الي جرحي اللواء 25 مدرع وتم إخلاء جميع الحالات إلي الضفة الغربية بواسطة قوارب الزودياك والناقلات البرمائية 1161 يوم 19 أكتوبر.
وفي يوم 19 أكتوبر تم دفع دورية لاستطلاع أوضاع العدو بالمنطقة شمال النقطة القوية وقد تمكنت الدوريات من تدمير 2 دبابة والاستيلاء علي أسلحة وخرائط عمليات.
لم يهدأ العدو بعد استيلاء قواتنا علي النقطة القوية كبريت ونتيجة لتصميم العدو واصراره علي استرداد النقطة لأهميتها الحيوية حيث كانت مسيطرة علي الجانب اليسار لرأس كوبري الفرقة 7 المشاة فقد تعرضت الكتيبة المصرية خلال المدة من 19 أكتوبر إلي 23 أكتوبر لهجمات متتالية تحت ساتر قصف مركز لطيران أو مدفعية العدو إلا ان الكتيبة تمكنت من صد جميع الهجمات المضادة وتم تدمير دبابتين للعدو.
وخلال الفترة من 23 أكتوبر وحتي أول نوفمبر 73 ونتيجة لفشل العدو المتكرر في استردادها زادت هجماته المضادة خصوصا بعد أن تمكنت بعض قواته في العبور إلي غرب القناة ونتيجة لصلابة قواتنا واصرارها علي التمسك بالنقطة واحداث خسائر كبيرة في قوات العدو فقد فرض العدو حصارا لعزلها عن قواتنا الرئيسية حتي يحقق غرضه في الاستيلاء عليها.
احكم العدو حصاره حول النقطة من جميع الجوانب وظن انه خلال أيام قليلة سيتم استسلام القوات بها وفوجيء باستمرار الدفاع عنها وصد هجماته المضادة دون أن يتسرب اليأس إلي نفوس قواتنا بل زادهم اصرارا علي الصمود واستمر الحصار إلي 134 يوما وقد عرض خلالها العدو أن يتم تسليم الرجال علي أن يضمن سلامتهم فرفضوا وقاتلوا.
قام العدو بعرض آخر يسمح للقوات بالعودة إلي غرب القناة وبأسلحتهم فكان ردهم القتال وأكد رجال قواتنا المسلحة علي مدي شجاعتهم وبسالتهم وكفاءتهم وأصالتهم رغم طول فترة الحصار حتي فرضت القوات المصرية علي العدو الانسحاب طبقا لاتفاقية فصل القوات الأولي.
لقد ضرب رجال الكتيبة كل الأمثلة في الشجاعة حيث ظهرت خلال الفترة الأعمال البطولية الفذة والنادرة والشجاعة وأثبتوا قوة وصلابة المقاتل المصري العريق وما يملكه من إرادة صلبة تحت أقسي ظروف القتال والمعيشة القاسية بالإضافة للإيمان العميق بالجهاد في سبيل الله والوطن وعلي نقيض ذلك الجندي الاسرائيلي الذي لم يجرؤ علي مواجهة الجندي المصري تاركا سلاحه ومعداته ومواقعه الحصينة يدل علي ذلك تلك العمليات التي قام بها الرجال خلال أيام الحصار ونذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر.
بعد فرض الحصار الكامل للموقع وقطع الإمداد نهائيا وفقد الاتصال اللاسلكي بالقوات المجاورة تقرر قيام دورية من القيادة اعتبارا من آخر ضوء يوم 26 أكتوبر 1973 بالتحرك علي الشاطيء الشرقي للبحيرات والاتصال بوحدات الفرقة السابعة المشاة دون أن يكتشف العدو ذلك وبالفعل نجحت الدورية في تحقيق مهمتها واستمر ذلك يوميا ولكن في أوقات مختلفة وقد تضمن طريق هذه الدوريات إخلاء الجرحي والإمداد بالاحتياجات والذخيرة وتحقيق الاتصال إلي أن اكتشفها العدو فقرر قائد الموقع القيام بدوريات بحرية باستخدام القوارب الخشبية واستمرت عدة أيام إلي أن تم اكتشافها أيضاً ثم قامت الكتيبة بالحد من استهلاك التعيينات إلي درجة الاكتفاء بوجبة واحدة يوميا مع فرض قيود قاسية علي استخدام المياه وذلك نظرا لصعوبة الحصول علي المياه الصالحة للشرب من مياه البحيرة حيث قام بإحضار بعض خزانات وقود العربات المدمرة وصنع منها جهازا بدائيا لتقطير المياه فأمكنهم التغلب جزئيا علي مشكلة الحصول علي المياه في الموقع.
كما تم دفع فصيلة مشاة لتعمل كقوة إغارة بمهمة تدمير نقطة ملاحظة للعدو في المحطة رقم 7 وكانت خسائر العدو 3 أفراد والاستيلاء علي جميع الوثائق وقد تمت هذه المهمة دون خسائر في جانب قواتنا.
تم دفع دوريات لتدمير وأسر عربة جيب استطلاع للعدو متقدمة في اتجاه النقطة قد تم تدمير العربة وأسر ضابطين وقتل ضابط برتبة رائد.
اسقاط ثلاث طائرات منها طائرتان ميراج وطائرة فانتوم وتدمير عدد 2 دبابة و2 عربة نصف جنزير وبلغت الخسائر في الأفراد حوالي 50 فردا بين قتيل وجريح وعدد من الرشاشات والهاونات 5 بوصة والذخيرة….منذ اليوم الأول للحصار جلس العقيد / إبراهيم عبد التواب وحوله رجاله _ ضباطًا وجنود _ يوضح موقف الكتيبة والإجراءات الواجب أتباعها ، وتعاهد الرجال أنه لاتفريط في الموقع حتى آخر طلقة وآخر نفس يتردد في الصدور .
ظلت الكتيبة صامدة في موقعها لمدة 114 يوما. حتى جاء يوم 20 فبراير 1974 وانسحبت إسرائيل إلى خط المضايق الجبلية تنفيذا لاتفاقية فك الاشتباك ورفع الحصار عن الموقع.
لقد كان البطل / إبراهيم عبد التواب قائد الكتيبة التى استبسلت قدوة في تحمل آثار الحصار لكل الجنود ، فقد كان أقل رجاله أستهلاكًا للمياه والطعام بل أنه في بعض الإحيان كان يتنازل عن التعيين الخاص به لمن يرى عدم قدرته على تحمل حالة التقشف التى أتبعتها الكتيبة منذ اليوم الأول للحصار وأنقطاع الإمداد من الجيش المصرى .
ورغم حالة الإعياء التى بدأت تظهر آثارها واضحة على البطل الشهيد ، بسبب قلة الطعام ، والمجهود الرهيب الذى يبذله ، فقد حرص العقيد / إبراهيم عبد التواب على أن يُصلى برجاله كل الفرائض في مواعيدها ، كان يخطب أيام الجمع يبث الحماس والأمل في نفوس رجاله ، ويبشرهم بنصر الله القريب أو الفوز بالشهادة
في الرابع عشر من يناير 1974 وبينما كان البطل يواجه إحدى غارات العدو ، سقطت دانة غادرة إلى جواره فأستشهد رحمه الله بين رجاله .
كان لوفاة البطل / إبراهيم عبد التواب أكبر الآثر في نفوس رجاله حيث أزداد عزمهم على عدم التفريط في الموقع أبدًا ، رغم العروض المغرية التى كان يلقيها العدو كل لحظة تارة بضمان سلامتهم ، وتارة بضمان عودتهم بإسلحتهم ، ولكن الرجال أصروا على القتال والمقاومة ، حتى تم إتخاذ قرار الفصل بين القوات ، وأنسحبت قوات العدو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.