اذا كانت السينما العربية مجتمعة لاتنتج مايوازي اثنين اوثلاثة بالمائة من اجمالي الإنتاج العالمي. فمن المفترض ان تكون هناك عشرة أفلام علي الأقل صالحة للمشاركة في المهرجانات. المهرجانات السينمائية العربية ورغم كل ماتقدمه من مسابقات، وندوات، وأفلام، الا أنها مازالت عامرة بالكثير من العيوب والأخطاء ولاتعبر عن الواقع الحقيقي لصناعة الفيلم العربي. في اغلب البلدان التي ترعي وتنظم المهرجانات السينمائية العربية تضع وزارات الثقافة المهرجانات السينمائية علي اجندة السياحة وليس علي اجندة الثقافة وهناك فرق كبير بين الاثنين. وبعض المهرجانات تضع السينما علي اجندة الأعلام لتكون بوقا لتسويق الأنظمة، وبيانا خطابيا لتلميع الحكومات. لايعقل مثلا ان يكون الخطاب الافتتاحي لأي مهرجان عبارة عن خطاب طويل يحتاج القاؤه الي ساعة من الزمن، ولايعقل أن يتناول الخطاب السياسة العامة للدولة المضيفة، وتشكرات لرئيس الجمهورية، وتهاني لرئيس الوزراء وسلامات للوزير ونداءات للمحافظ، ولايعقل أن يكون الخطاب الافتتاحي لاي مهرجان عبارة عن منشور سياسي طويل يتحدث عن إنجازات النظام، كمالايعقل ان يكون حفل الافتتاح عبارة عن سرادق عزاء يتم فيه تأبين من رحلوا طوال العام الذي تنعقد فيه فعاليات المهرجان هذا غير تابين الذين رحلوا خلال نصف قرن من الزمان. واذا كانت السينما العربية مجتمعة لاتنتج مايوازي اثنين اوثلاثة بالمائة من اجمالي الإنتاج العالمي. فمن المفترض ان تكون هناك عشرة أفلام علي الأقل صالحة للمشاركة في المهرجانات. لكن مايحدث هو ان كل مهرجان عربي يعقد في دولة عربية ما يبذل كل عام جهودا خارقة للبحث عن فيلم عربي واحد تم انتاجه من قبل الدوله المضيفة للمشاركة في المسابقة الرسمية. وقد حدث هذا مرارا وتكرارا في مهرجان دمشق وفي مهرجان القاهرة، وقبلها في مهرجان الاسكندرية. هذا ناهيك عن عدم وجود افلام منتجة الا في ماندر في اغلب المهرجانات التي تقام الان في دول الخليج. قد يحسب لمهرجان القاهرة السينمائي تقديمه لبعض التجارب المهمة التي تم تحقيقها خارج العالم العربي من قبل بعض المخرجين الذين يقدمون سينماهم في الخارج. وقد يحسب لمهرجاني دبيوابوظبي الاهتمام بتقديم بعض التجارب السينمائية في الإمارات إضافة إلي تشجيعه لبعض المواهب الأخري، لكن من المهم توفير الدعم اللازم لهذه التجارب كي تنمو وكي تستمر ولايكفي شهادات التقدير وتماثيل التكريم. وقد يحسب لمهرجان مراكش الاهتمام بتقديم السينما المغربية الوطنية، لكن من المهم تطوير هذه السينما وتقديم الفرصة للسينمائيين الجدد لكي يقدموا تجاربهم ضمن حزمة الأفلام التي تعرض خلال المهرجان. واذا كان مهرجان ابوظبي قد نجح في تسويق أفلام المهرجان وبيعت اغلب تذاكر العروض قبل بداية فعاليات المهرجان خلال الدورتين الاخيرتين. وربما يفعل ذلك مهرجان دبي. فان المهرجانات السينمائية الأخري عليها أن تجد وسيلة لتسويق أفلامها بدلا من خلو صالات العرض واقتصارها علي الضيوف، والنقاد، وبعض المهتمين. فمن المهم أن تحقق المهرجانات العربية بعض الأهداف التي قامت من اجلها ومن المهم الاهتمام الجدي بسينما الطفل من خلال انتاج اكثر من فيلم كل عام ولايعقل ان يكون هناك مهرجان دولي مخصص لسينما الاطفال ويتعذر كل عام عرض فيلم عربي واحد ينتمي الي هذه الفئة من الأفلام. في المهرجانات العربية نتمني أن تتضمن نشاطاتها مجموعة من الندوات تناقش بعض المشاكل الحقيقية للسينما في بلاد العرب. الذي يحدث عادة هو وضع بعض العناوين المكررة لمناقشتها في هذه الندوات، ويتم ذلك منذ سنوات طويلة، والمشكلة ان هذه الندوات تتحول آلي جلسات للكلام وتفريغ للهموم، دون مناقشات جادة للوصول الي حلول. هناك مثلا مشكلة توزيع الفيلم العربي ونعني هنا ان الفيلم العربي لايخضع في توزيعه الي أي سياسة واضحة، ولايخضع الي اية منهجية تضمن له التوزيع في البلدان العربية. فلا يوجد مثلا اي فيلم تونسي يعرض في الصالات المصرية. ولايوجد اي فيلم مغربي يعرض في الصالات الكويتية، ولا يوجد اي فيلم كويتي تم عرضه في الصالات الجزائرية. ماهو دور المهرجانات العربية بالنسبة لهذا الموضوع .. أتصور انه من خلال ندوة متخصصة يحضرها بعض أصحاب القرار من المسئولين في وزارات الثقافة العرب يمكن بحث هذه المشكلة ووضع حلول عملية ملزمة لتخصيص نسبة في الصالات العربية لعرض الفيلم العربي. ان اغلب الندوات التي تعقد أثناء المهرجانات العربية يتم إقامتها كشكل ( ديكوري ) خال من اي مضمون وخال من اية توصيات قابلة للتنفيذ. ومن المهم الانتباه الي ضرورة وجود مهرجان مخصص فقط للسينما العربية. فلايعقل ان يوجد في بلاد العرب ثمانية مهرجانات دولية. ولايوجد حتي الان مهرجان واحد مخصص للسينما العربية. ومن المهم بحث الأسباب التي أدت إلي توقف مهرجان السينما العربية التي أقيمت دورته الأولي في البحرين عام 2000. كان مهرجان البحرين بداية موفقة لإقامة مهرجان سينمائي عربي حقيقي يهتم فقط بتقديم السينمات العربية المختلفة. كما كان بداية موفقة لرعاية وتقديم الدعم الحقيقي للسينمائيين العرب في حدود امكاناته المتواضعة. انها بعض الامنيات التي نتمني تحقيقها في مهرجانات السينما العربية. imadnouwairy.hotmail.com